معلومات و نصائح طبية

جديد التطعيم ضد فيروس ب

التطعيم ضد فيروس ب

يُسبّب فيروس الكبد الوبائي ب أو عدوى التهاب الكبد الفيروسي ب (بالإنجليزيّة: Hepatitis B virus) عدوى متفشّية ومنتشرة بشكل واسع في جميع أنحاء العالم،[١] وفي سبيل الوقاية من هذه العدوى تم تصنيع مطعوم أو لقاح ضدّ فيروس التهاب الكبد ب لأوّل مرّة خلال الثمانينيّات من القرن الماضي، وتجدر الإشارة إلى أنّ أنواع المطعوم المُستخدمة حاليًا يتم إنتاجها عن طريق أخذ الجين المسؤول عن تصنيع البروتين السطحي الخاصّ بالفيروس، ومن ثم وضعه في خلايا الخميرة التي تُنتج نُسخًا عديدة من هذا البروتين ليتم استخدامه في صنع المطعوم لاحقًا، وفي الحقيقة يحصل الأطفال على الحماية المطلوبة ضدّ الإصابة بعدوى الكبد الوبائي ب من خلال أخذ هذا المطعوم، والذي يحفّز الجهاز المناعي لديهم لعمل استجابة مناعية مناسبة بحيث تكون أجسامهم مُستعدّة في حال دخل هذا الفيروس إليها، ومن الجدير بالذكر أنّه في عام 2017 تمّ تطعيم 8 أطفال من كل 10 أطفال وُلدوا في هذا العام بثلاث جرعات من مطعوم التهاب الكبد ب في جميع أنحاء العالم، وذلك بناءً على توصيات منظّمة الصحّة العالميّة (بالإنجليزيّة: World Health Organization) التي تتمثّل بإدراج مطعوم التهاب الكبد ب في برامج التطعيم الوطنية في كل الدّول.[٢]

أهمية التطعيم ضد فيروس ب

تؤدي الإصابة بفيروس التهاب الكبد ب لدى حديثي الولادة إلى استمرار الالتهاب مدى الحياة لدى جميع هؤلاء الأطفال تقريبًا، وهذا قد يؤدي إلى مشاكل صحيّة خطيرة لديهم يمكن أن تصل إلى تلف الكبد،[٣] ومن هنا تظهر أهمية التطعيم ضدّ فيروس التهاب الكبد الوبائي ب الذي يوفّر أفضل وسائل الحماية للطفل؛ حيث إنّ التطعيم المبكّر ضدّ التهاب الكبد ب يؤكّد على بقاء مناعة الطفل بحالٍ جيّدة لا سيّما عندما يكون الأطفال أكثر عرضةً لأسوأ مضاعفات المرض، وقبل الوصول إلى سنوات المراهقة عالية الخطورة، وفي الحقيقة من المهم حصول الطفل الرضيع على مطعوم التهاب الكبد الوبائي ب حتى وإن كانت نتائج فحوصات الأم والطفل سلبية عند الولادة؛ حيث إنّ معظم الأفراد المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب لا يشعرون بالمرض ولا تظهر عليهم أعراض، وبالتالي يمكن أن ينتقل الفيروس بين الأفراد دون انتباه لذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال الرضّع الذين تنتقل إليهم عدوى الكبد الوبائي ب من أمهاتهم عند الولادة هم أكثر عُرضةً للموت المبكّر نتيجة المعاناة من سرطان الكبد أو فشل الكبد لاحقًا خلال الحياة.[٤]

كيفية التطعيم ضد فيروس ب

يُعطى الأطفال عادةً مطعوم ضدّ فيروس الكبد الوبائي ب بحيث يكون مقسّمًا على ثلاث جُرعات، ويجب أن يحصل الطفل على جميع الجرعات لضمان الوصول إلى درجة الحماية الكاملة ضدّ المرض، ويُفضل أن تُعطى هذه الجرعات في أوقات معينة بحيث تكون الجرعة الأولى خلال وقت قصير من الولادة، والجرعة الثانية عندما يكون عمر الطفل شهر إلى شهرين، والجرعة الثالثة عندما يكون عمر الطفل يتراوح ما بين 6 إلى 18 شهرًا،[٥][٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ موعد إعطاء الجرعة الأولى من مطعوم الكبد الوبائي ب قد يختلف بناءً على وجود الفيروس في جسم الأم؛ حيث يمكن إعطاء الجرعة الأولى من المطعوم خلال 24 ساعة بعد الولادة في حال كانت الأم لا تحمل الفيروس في دمها، بينما يجب إعطاء الطفل الجرعة الأولى من المطعوم خلال 12 ساعة بعد الولادة في حال كانت الأم تحمل الفيروس في دمها، كما يجب في هذه الحالة إعطاء الطفل الجلوبيولين المناعي لالتهاب الكبد الوبائي ب بهدف توفير حماية فوريّة ضدّ الفيروس،[٥] أما بالنسبة للطفل الذي يولد وأمّه مصابة بعدوى الكبد الوبائي ب فيحتاج إلى 6 جرعات من مطعوم الكبد الوبائي ب لضمان الحصول على حماية طويلة الأجل.[٧]

الفرق في التطعيم ضد فيروس ب بين دول العالم

يكمن الاختلاف بين دول العالم إجمالاً والدول العربية بشكل خاص في وقت إعطاء الجرعة الأولى من المطعوم؛ حيث يُفضّل حسب توصيات منظمة الصحة العالمية إعطاء المطعوم في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، والذي يُفضل أن يكون خلال 24 ساعة من ولادة الطفل كما أسلفنا خاصة في الدول التي يزيد معدل الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي فيها عن 8%،[٨] وتخيّر منظمة الصحة العالمية المسؤولين عن برامج التطعيم الوطنية في كل دول العالم بين إعطاء الجرعة الأولى لجميع الاطفال الرضّع عند الولادة، أو أن يكون إعطاء الجرعة الأولى عند الولادة مقتصرًا على الأطفال الرضّع للأمّهات المصابات بفيروس التهاب الكبد الوبائي ب، أو إعطاء الجرعة الأولى من مطعوم الكبد الوبائي ب في نفس وقت إعطاء المطاعيم الأخرى لجميع الأطفال الرضّع،[٩] وفيما يلي طرح لبعض الأمثلة على توقيت إعطاء المطعوم في بعض من الدول:

  • بريطانيا: تم البدء بإعطاء جميع أطفال المملكة المتّحدة ثلاث جرعات من مطعوم الكبد الوبائي ب منذ عام 2017، وذلك كجزء من برامج التطعيم الروتينية للخدمات الصحيّة الوطنية NHS (بالإنجليزيّة: National Health Service)، بحيث تكون جرعات المطعوم في الأسبوع 8، والأسبوع 12، والأسبوع 16 من عمر الطفل الرضيع.[٧]
  • السعودية: بحسب نوع المطعوم المُستخدم في المملكة العربية السعوديّة يتم إعطاء أربع جرعات من المطعوم؛ حيث تكون الجرعة الأولى عند الولادة، والثانية في عمر الشهرين، والثالثة في عمر 4 شهور، والرابعة في عمر 6 شهور.[١٠]
  • الأردن: تم إدخال مطعوم التهاب الكبد الوبائي ب إلى برامج التطعيم عام 1995، ويتم إعطاء جرعات المطعوم بحيث تكون الجرعة الأولى في عمر الشهرين أو 61 يومًا، والثانية في عمر 3 شهور أو 91 يومًا، والثالثة في عمر 4 شهور أو 121 يومًا.[١١]
  • مصر: بحسب نوع المطعوم المُستخدم في مصر يتم إعطاء أربع جرعات من المطعوم؛ حيث تكون الجرعة الأولى في اليوم الأول للطفل، والثانية في عمر الشهرين، والثالثة في عمر 4 شهور، والرابعة في عمر 6 شهور.[١٢]

الفئات المؤهلة لأخذ التطعيم

يمكن لأي فرد أن يتلقّى سلسة جرعات مطعوم التهاب الكبد الوبائي ب بأي وقت من حياته في حال لم يحصل عليه خلال مرحلة الطفولة، ويُعدّ التطعيم مهمًّا للغاية لبعض فئات المجتمع؛[١٣] حيث تُوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزيّة: Centers for Disease Control and Prevention) بإعطاء المطعوم للبالغين المُعرّضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ب بشكل كبير، فبالرغم من أنّ كل فرد في المجتمع قد يكون معرّضًا لخطر الإصابة بالفيروس خلال حياته ومن الضروري مناقشة مسألة إعطاء المطعوم له، إلاّ أنّ هناك مجموعات معيّنة تُؤكّد مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على ضرورة وأهميّة إعطائها المطعوم بشكل قاطع،[١٤] وفيما يأتي بيان هذه المجموعات:[٧][١٤]

  • جميع الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 19 عامًا ولم يتلقّوا المطعوم سابقًا.
  • الأفراد الذين يُراجعون لغايات تقييم أو علاج أحد الأمراض المنقولة جنسيًّا.
  • الأفراد الذين يُعانون من مرض الكلى في مراحله الأخيرة ويشمل ذلك؛ المريض الذي لم يبدأ بالغسيل الكلوي بعد، والمريض الذي يحتاج للديلزة الدموية (بالإنجليزيّة: Hemodialysis)، والمريض الذي يحتاج للديلزة الصفاقية أو البريتونية (بالإنجليزيّة: Peritoneal dialysis)، والمريض الذي يُجري الغسيل الكلوي المنزلي.
  • المقيمون وطاقم العمل لدى المؤسسات والمنشآت المختصّة برعاية الأفراد ذوي الإعاقة النمائية.
  • الأفراد المسافرون إلى الدول التي تشيع فيها عدوى الكبد الوبائي ب، إضافةً إلى العائلات التي تختار العيش معها، ومنها الدول الموجودة في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وجزر المحيط الهادئ، وأوروبا الشرقية، والشرق الأوسط.
  • الذين يُعانون من مرض كبدي مزمن غير التهاب الكبد مثل؛ مرض الكبد الدهني، وتشمّع الكبد.
  • المصابون بعدوى التهاب الكبد الوبائي ج.
  • المصابون بعدوى فيروس نقص المناعة البشري أو فيروس الإيدز.
  • البالغون المصابون بداء السكري والذين تتراوح اعمارهم بين 19 و59 عامًا، أما بالنسبة للأفراد البالغين 60 عامًا او أكثر فيعود خيار تطعيمهم إلى الأطباء.
  • جميع الأفراد الذين يبحثون عن الحماية من عدوى الكبد الوبائي ب بصرف النظر عن وجود عامل خطر محدّد.
  • الذين يتعاطون المخدّرات عن طريق الحقن أو من لديهم أصدقاء يتعاطون المخدّرات عن طريق الحقن، وهنا يجب التحذير من مخاطر المخدرات والمواد الممنوعة قانونيًا، وما يترتب عليها من مشاكل نفسية وصحية واجتماعية وخيمة.
  • أفراد العائلة المقربون من شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب، وكذلك شريك الحياة (زوج أو زوجة) للمصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب.
  • الأفراد الذين يتم إجراء عمليّات نقل الدم أو منتجات الدم لهم بشكل منتظم، إضافةً إلى مقدّمي الرعاية الطبية لهم.
  • المصابون بأمراض الكلى المزمنة.
  • الذين يتعرّضون لخطر ملامسة الدم وسوائل الجسم لأفراد آخرين خلال عملهم مثل؛ الممرضين، والأطبّاء، وأطبّاء الأسنان، وموظفي المختبرات الطبية، وموظفي السجون.

فعالية مطعوم فيروس ب

يوفّر مطعوم الكبد الوبائي ب عادةً مناعة طويلة الأمد ضد الفيروس المُسبب لهذا الالتهاب؛ حيث إنّ معظم الأطفال الرضّع الذين تلقّوا سلسلة جرعات المطعوم يحصلون على حماية ضدّ عدوى الكبد الوبائي ب تصل إلى ما بعد مرحلة الطفولة وحتى سنوات الرشد والبلوغ،[١٣] ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة تلقّي ثلاث او أربع جرعات من المطعوم، وذلك بناءً على نوع المطعوم المُستخدم في كل دولة، وفي حال حدث انقطاع او توقّف في إعطاء سلسلة جرعات المطعوم فيجب إعطاء الجرعة التالية في أقرب وقت ممكن، مع عدم الحاجة إلى تكرار الجرعات الأولية من المطعوم التي تم تلقّيها سابقًا.[٣]

الآثار الجانبية لمطعوم فيروس ب

يُعتبر مطعوم الكبد الوبائي ب أحد المطاعيم المعروفة بأقصى درجات الأمان والفعالية بين المطاعيم المُنتجة في كل العالم،[١٥] وعادةً ما تكون الآثار الجانبية التي قد تصاحب المطعوم بسيطة ولطيفة، ويمكن أن تتضمّن: الحمّى الخفيفة، والاحمرار أو الشعور بالألم وعدم الراحة عند الضغط على موقع حقن الإبرة، ويمكن استشارة الطبيب لمعرفة إمكانية إعطاء مسكّنات الألم وخافضات الحرارة مثل؛ الأستامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen) للسيطرة على بعض الآثار الجانبية في حال ظهورها، وتحديد الجرعات الصحيحة المناسبة، أما بالنسبة لتفاعلات الجلد التحسّسيّة (بالإنجليزيّة: Allergic reactions) فهي من الآثار الجانبية نادرة الحدوث مع هذا المطعوم، ولكنّها تتطلب مراجعة الطوارئ عل الفور.[١٣]

احتياطات مطعوم فيروس ب وموانع الاستخدام

يُؤجّل الطبيب إعطاء مطعوم فيروس الكبد الوبائي ب للطفل الذي يقلّ وزنه عن 2000 غرام أي 2 كيلوغرام عند الولادة، والذي لا تحمل والدته الفيروس في دمها، وعليه يتلقّى الطفل الجرعة الأولى من مطعوم الكبد الوبائي ب عندما يخرج من المستشفى أو في عمر الشهر، مع التحفّظ على اختلاف جدولة المطاعيم بين الدول،[٥] ومن الجدير بالذكر أنّ إعطاء الطفل مطعوم الكبد الوبائي ب مع مطعوم آخر في نفس الوقت لا يُسبّب الأذى والضرر له،[٣] ويُشار إلى أنّه لا يُوصى بإعطاء المطعوم في الحالات الآتية:[٥]

  • إذا كان الطفل مريضًا حاليًا، ويُستثنى من ذلك الأمراض البسيطة مثل؛ نزلات البرد الخفيفة؛ فهي لا تُعيق أخذ المطعوم.
  • إذا كان الطفل قد تعرّض لتفاعلات تحسّسيّة خطيرة بعد أخذ جرعات سابقة من المطعوم.
  • إذا كان الطفل يُعاني من حساسية تجاه خميرة الخبز.

المراجع

  1. Pierre Van Damme (21-1-2016), “Long-term Protection After Hepatitis B Vaccine”، www.academic.oup.com, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  2. Paul A. Offit (30-3-2020), “A Look at Each Vaccine: Hepatitis B Vaccine”، www.chop.edu, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Hepatitis B Questions and Answers for the Public”, www.cdc.gov,28-7-2020، Retrieved 23-9-2020. Edited.
  4. “Addressing Common Concerns of Vaccine-Hesitant Parents”, www.aap.org,1-7-2013، Retrieved 23-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Elana Pearl Ben-Joseph (1-2-2020), “Your Child’s Immunizations: Hepatitis B Vaccine (HepB)”، www.m.kidshealth.org, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  6. Paul Martin (1-5-2017), “Hepatitis B”، www.niddk.nih.gov, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت “Hepatitis B vaccine overview”, www.nhs.uk,4-9-2018، Retrieved 23-9-2020. Edited.
  8. Steven Wiersma (17-2-2009), “Hepatitis B immunization: where do we go from here?”، www.who.int, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  9. L Dumolard, M Gacic-Dobo, CN Shapiro and others (21-11-2008), “Implementation of Newborn Hepatitis B Vaccination — Worldwide, 2006”، www.cdc.gov, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  10. “National Immunization Schedule”, www.moh.gov.sa,3-12-2019، Retrieved 23-9-2020. Edited.
  11. محمد العبداللات، ومحمد راتب سرور، وسمير الفاعوري وآخرون (2017)، “الدليل الإرشادي للتطعيم ورصد الأمراض التي يطعّم لها”، www.moh.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.
  12. مصطفى محمود (19-4-2020)، “جدول التطعيمات في مصر للأطفال حتى عمر 18 شهر”، www.dailymedicalinfo.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2020. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت Elana Pearl Ben-Joseph (1-2-2020), “Your Child’s Immunizations: Hepatitis B Vaccine (HepB)”، www.kidshealth.org, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  14. ^ أ ب “Vaccine for Hepatitis B”, www.hepb.org, Retrieved 23-9-2020. Edited.
  15. “Hepatitis B Vaccine Safety”, www.hepb.org, Retrieved 23-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى