فيديوهات الطب الباطني والقناة الهضمية

جديد الإمساك عند الأطفال

الإمساك عند الأطفال

الإمساك، المعروف أيضًا باسم عسر التغوط أو صعوبة التبرّز (بالإنجليزية: Constipation)، هو إحدى المشاكل التي قد تُصيب الأطفال، ولا يُعدّ مرضًا بحدّ ذاته، وإنّما عرضًا يحدث لفترة زمنية قصيرة في العادة، وغالبًا لا يكون خطيرًا ولا يُعزى لمشكلة صحية خطيرة، ويتمثل الإمساك بقلة عدد مرات الإخراج بحيث يكون أقل من مرتين في الأسبوع الواحد، وقد يشعر الطفل بعدم تفريغ البطن من الفضلات بشكل تامّ، فضلًا عن مواجهة صعوبة في الإخراج أو الشعور بألم أثناء ذلك، وقد يكون البراز صلبًا وجافًا ومتكتلًا على غير العادة، ويجدر التنويه إلى أنّ تعريف الإمساك الدقيق لا بُدّ أن يرتبط بمعرفة الإخراج الطبيعيّ للطفل؛ ففي الواقع تختلف طبيعة الإخراج من طفل لآخر، فما يكون طبيعًا لدى البعض قد يكون غير طبيعيّ لدى البعض الآخر، فضلًا عن أنّ طبيعة الإخراج ومدة تكراره تختلف بتقدم الطفل في العمر، وهذا ينطبق تمامًا على الرضع؛ إذ يتغير الإخراج للرضيع كثيرًا خاصة خلال الأسابيع والأشهر الأولى من حياته.[١] وأمّا بالنسبة لمدى شيوع مشكلة الإمساك لدى الأطفال؛ فبالاستناد إلى الدراسة التي نُشرت في مجلة J Neurogastroenterol Motil عام 2011 م تبيّن أنّ نسبة الأطفال الذين يُعانون من الإمساك حول العالم تُقدّر بـ 0.7-29.6%.[٢]

أسباب الإمساك عند الأطفال

يحدث الإمساك في العادة نتيجة بطء حركة الفضلات عبر الجهاز الهضميّ، فيُصبح البراز صلبًا وجافًا، ومن العوامل التي تلعب دورًا في ذلك ما يأتي:[٣][٤]

  • حبس الإخراج؛ فقد يُؤجل الأطفال الذهاب إلى المرحاض من أجل اللعب أو بسبب الخوف من الذهاب إلى المرحاض، أو بسبب التواجد خارج المنزل وعدم الرغبة في استخدام المرحاض خارجه. هذا ويجدر التنويه إلى أنّ الطفل في حال إصابته بالإمساك فإنّ الإخراج قد يكون صعبًا بعض الشيء بسبب جفاف البراز، وقد يدفع ذلك الطفل لحبس الإخراج أكثر فأكثر؛ إذ يُحاول تجنب الشعور بالألم عند الذهاب إلى المرحاض.
  • تدريب الطفل على استخدام المرحاض؛ ففي حال تدريب الطفل على الذهاب إلى المرحاض مُبكّرًا فإنّ الطفل قد يُؤخّر الذهاب إلى المرحاض، وكذلك فإنّ تعويد الطفل على أنّ عدم الذهاب إلى المرحاض أمر إرادي يعتمد على رغبة الطفل؛ فإنّ الطفل قد يُحوّل ذلك إلى عادة، فيعتاد على تأجيل الذهاب إلى المرحاض.
  • حدوث تغيرات في النظام الغذائيّ؛ إذ إنّ افتقار النظام الغذائيّ للكميات الكافية من مصادر الألياف كالخضروات والفواكه، والماء، قد يُسبب الإمساك، وإن أكثر ما يُلاحظ الإمساك عند الأطفال هو في حال إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام الطفل الغذائي.
  • تغير الروتين الخاص بالطفل؛ كحالات اشتداد حرّ الطقس، أو التعرض للتوتر، أو السفر؛ فمثل هذه العوامل قد تؤثر في حركة الجهاز الهضميّ، كما يُشار إلى أنّ ذهاب الطفل إلى المدرسة لأول مرة قد يُسبب الإمساك كذلك.
  • أخذ بعض أنواع الأدوية؛ فقد يرتبط أخذ بعض أنواع الأدوية بالإمساك، ومن ذلك: أدوية الاكتئاب.
  • حساسية حليب البقر؛ فقد تُسبب حساسية حليب البقر مشكلة الإمساك، كما أنّ الإفراط في تناول مشتقات الحليب قد يُسبب الإمساك كذلك.
  • وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالإمساك؛ حيث ترتفع فرصة الإصابة بالإمساك في حال كان أحد أفراد العائلة يُعاني من هذه المشكلة؛ إذ يُعتقد أنّ هؤلاء الأفراد يشتركون في عوامل بيئية أو جينية.
  • الإصابة بأمراض معنية؛ فقد يكون السبب وراء الإمساك هو إصابة الطفل بمرض معين، ولكنّ حدوث ذلك أمر نادر للغاية، ومع ذلك فإنّ الطبيب يعمد إلى استبعاد الإصابة بهذه المشاكل عند معاناة الطفل من الإمساك، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: مشاكل وعيوب العمود الفقريّ، ونقص الغة الدرقية، وبعض الاضطرابات الأيضية، ومشاكل النهايات العصبية في بعض أجزاء القولون.

ولمعرفة المزيد عن أسباب الإمساك عند الأطفال يمكن قراءة المقال الآتي: (ما أسباب الإمساك عند الاطفال).

أعراض الإمساك عند الأطفال

من الأعراض التي تظهر على الأطفال الذين يُعانون من الإمساك ما يأتي:[٥][٤]

  • الشعور بألم في البطن.
  • الإخراج لأقل من ثلاث مرات في الأسبوع الواحد، وأمّا بالنسبة للرضيع فقد يكون مصابًا بالإمساك في حال عدم إخراجه ليومين أو ثلاثة أيام.
  • امتناع الطفل عن الذهاب إلى المرحاض ومحاولة حبس الفضلات، وقد يُعرف ذلك من ملامح وجه الطفل ووضع الأرجل فوق بعضها البعض.
  • تغير البراز يصبح صلبًا وجافًا مما يصعب إخراجه.
  • ظهور خطوط من الفضلات على الملابس الداخلية على ملابس الطفل.
  • الانتفاخ أكثر من المعتاد.
  • سلس البراز (بالإنجليزية: Fecal incontinence)؛ وتتمثل هذه الحالة بإخراج الطفل الفضلات على ملابسه الداخلية دون أن يشعر، حيث لا يُدرك وجود حاجة للذهاب إلى المرحاض، وذلك بسبب تجمع البراز في المستقيم الخاص به لفترة طويلة، ومن الجدير بالعلم أنّ سلس البراز يُعدّ أحد المضاعفات التي قد تترتب على الإمساك المزمن أو طويل الأمد.
  • الشق في فتحة الشرج أو الشق الشرجي (بالإنجليزية: Anal fissure)، ويُعرف بأنه شق صغير في فتحة الشرج يُسبب الشعور بالألم وقد يحدث فيه نزف بسيط، وينجم عن الشد خلال عملية الإخراج.[٦]

تشخيص الإمساك عند الأطفال

حتى يتمكن الطبيب من تشخيص السبب الكامن وراء الإمساك فإنّه يهتم بمعرفة فيما إن كان الطفل يأخذ أدوية معينة، أو فيما إن كان مصابًا بمشاكل صحية، وطبيعة نظامه الغذائيّ، وعاداته الإخراجية وكيفية تدريبه إلى الذهاب للمرحاض، كما يُجري الطفل فحصًا جسديًا للطفل الذي يشكو من الإمساك، وخلال هذا الفحص يتم لمس منطقة البطن لمعرفة فيما إن كان بطن الطفل منتفخًا أو فيه تكتّلات معينة، كما تُفحص منطقة المستقيم للكشف عن وجود أي انسدادات أو دم، وأمّا بالنسبة للفحوصات التي قد يطلب الطبيب إجراءها؛ فمنها فحوصات الدم التي تساعد على الكشف عن مُسبب الإمساك، فقد يطلب الطبيب فحص دم للكشف عن وظائف الغدة الدرقية، ويجدر العلم أنّه توجد بعض الحالات التي يطلب الطبيب فيها إجراء فحوصات أكثر، وذلك في حال كان الإمساك شديدًا، وهذه الحالات قليلة الحدوث، ومن الأمثلة على الفحوصات التي تُجرى آنذاك ما يأتي:[٧][٨]

  • التصوير بالأشعة السينية: المعروفة بأشعة إكس؛ إذ يمكن من خلال هذا التصوير الكشف عن البراز الذي لا يزال موجودًا في القولون قبل إخراجه، فضلًا عن إمكانية الكشف عن وجود أي انسدادات في بطن الطفل المعنيّ.
  • حقنة الباريوم الشرجية: يمكن إجراء تصوير بالأشعة السينية باستخدام حقنة الباريوم الشرجية، وذلك من خلال تغطية الطبقة المبطنة للقولون بمادة الباريوم، الأمر الذي يسمح بالكشف عن القولون والمستقيم وأجزاء من الأمعاء الدقيقة عبر التصوير بالاشعة السينية.
  • خزعة المستقيم: (بالإنجليزية: Rectal biopsy)، يُقصد بالخزعة أخذ عينة من الأنسجة المُبطّنة للمستقيم للكشف فيما إن كانت الخلايا العصبية هناك طبيعية.

نصائح للتخلص من الإمساك عند الأطفال

في العادة يمكن التخلص من الإمساك عند الأطفال في المنزل، وذلك باتخاذ بعض الإجراءات بما فيها التعديل على النمط الغذائي والعادات الإخراجية، وفيما يأتي بيان ذلك:[٤][٦]

  • تعليم الطفل العادات الإخراجية الصحيّة: ومن ذلك: الحرص على ذهاب الطفل إلى المرحاض بعد تناول كل وجبة طعام، وتجنب حصر الإخراج تحت أي سبب كان، وتقديم الجوائز والمُحفّزات للطفل في حال التزامه بذلك.
  • تقديم المزيد من السوائل للطفل: يساعد الماء السوائل على تليين البراز وتسهيل خروجه من الجسم خلال عملية الإخراج، ولذلك يجب التأكد أنّ الطفل يأخذ حاجته منها، وأمّا بالنسبة للكمية المُوصى بها من الماء والسوائل للأطفال فهي تختلف باختلاف عمر الطفل ووزنه، وبشكل عام فإنّه يُوصى بشرب ثلاثة إلى أربعة أكواب من الماء يوميًا للأطفال ممّن هم في سن المدرسة.[٩]
  • تعديل نظام الطفل الغذائي: يجب التأكد أنّ الطفل يتناول كميات كافية من الألياف يوميًا، والحرص على زيادتها، وذلك لأنّ الألياف لا تُهضم، فهي بدورها تساعد على تنظيف الأمعاء وتخليصها من فضلاتها بسهولة، وأمّا بالنسبة لمصادر الألياف فهي عديدة، وأشهرها: الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، ويجدر الحرص على تقديم الألياف للطفل بشكل تدريجيّ وزيادة الكمية المتناولة على مدار عدة أسابيع وليس بشكل فجائيّ، مع الحرص كذلك على شرب كميات كافية من الماء عند تناول الألياف، كما يمكن تقديم عصير الخوخ للطفل لأنّه يساعد بشكل واضح على حل مشكلة الإمساك، وفي حال عدم رغبة الطفل بتناوله يمكن مزجه مع عصر آخر أو تحضيره على شكل مكعبات ثلجية أو ما شابه.[٦][٩]
  • الحدّ من تناول بعض الأصناف: مثل الأطعمة الدهنية والسكريات والنشويات، فمثل هذه الاطعمة تُقلل حركة الامعاء، فتزيد مشكلة الإمساك سوءًا.[٩]
  • تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة: إنّ ممارسة التمارين الرياضية تسهّل عملية الهضم، وذلك لأنّها تساعد حركة الامعاء الطبيعية التي تدفع الطعام إلى الأمام خلال عملية الهضم، مما يُسهل الإخراج ويقلل فرصة حدوث الإمساك، ولذلك يُنصح بتشجيع الطفل على اللعب بدلًا من الجلوس أمام شاشات التلفاز أو القيام بالأنشطة المزلية التي لا تتطلب الحركة.[١٠]
  • تخليص الطفل من المخاوف المرتبطة بالذهاب إلى المرحاض: فقد يشعر بعض الأطفال بالخوف من الوقوع في المرحاض فيتجنبون الذهاب إليه، وفي مثل هذه الحالات يمكن استخدام كرسي الحمام لمساعدتهم على التخلص من هذه الأفكار، كما يجدر بالأهل معرفة أي مخاوف أخرى تراود الطفل حيال الذهاب إلى المرحاض في المدرسة أو الروضة أو أي مكان يذهب إليه، والعمل قدر المستطاع على حل هذه المشاكل وتخليص الطفل من الأفكار المرتبطة بها.[٤]

علاج الإمساك عند الأطفال

يعتمد علاج الإمساك عند الطفل على عمره وصحته العامة والأعراض التي يشكو منها، ومدى شدة الحالة،[١٠] وكما بيّنا سابقًا فإنّ الإمساك يمكن التخلص منه في الغالب باتباع النصائح المذكورة أعلاه، وفي حال عدم تحسن الطفل واستمرار الإمساك تجدر مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب؛ فقد يُوصي الطبيب بإجراء تعديل على الأدوية والمكملات الغذائية التي يأخذها الطفل في حال كانت هي المُسببة للإمساك، فقد يُعدّل الجرعة أو يُغيّر الدواء أو يُوقفه بحسب ما يراه مناسبًا، ويُمنع إحداث أي تغيير في الأدوية دون استشارة الطبيب، ومن العلاجات التي يمكن أن يصفها الطبيب لحل مشكلة الإمساك عند الطفل: المُليّنات والحقن الشرجية، وبالرغم من أنّ كثيرًا من الملينات والحقن الشرجية تُباع دون وصفة طبية، إلا أنّ استشارة الطبيب أمر ضروري قبل إعطائها للأطفال؛ فقد تتسبب بمشاكل لديهم في حال استخدامها بشكل غير صحيح، وفي الغالب تُعطى الملينات والحقن الشرجية حتى يستعيد الطفل قدرته على تناول الطعام وكذلك تبدأ عاداته الإخراجية بالتحسن،[١١][١٢] إذ يُتوقّع أن يخف الإمساك لدى الطفل وتبدأ أعراضه بالتحسن لعد بضعة أيام من أخذ الملينات، ويُنصح الطفل بشرب الماء والإكثار من السوائل المفيدة وتناول الطعام الصحيّ وممارسة العادات الإخراجية الصحيحة سابقة الذكر للحد من حدوث الإمساك مرة أخرى.[١٣]

ولمعرفة المزيد عن علاج الإمساك عند الأطفال يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو علاج الإمساك عند الأطفال).

فيديو عن إمساك الأطفال

تحدّثت اختصاصية طب الأطفال فداء الغرابلي عن مُشكلة الإمساك عند الأطفال، وعن أسبابها، وكيفيّة التخلص منها.

المراجع

  1. “Definition & Facts for Constipation in Children”, www.niddk.nih.gov, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  2. “Constipation in Children: Novel Insight Into Epidemiology, Pathophysiology and Management”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  3. “Constipation in children”, www.mayoclinic.org, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “Constipation”, www.rch.org.au, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  5. “What to Do If Your Child Is Constipated”, www.webmd.com, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت “Constipation in children”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  7. “Constipation in Children: Diagnosis and Tests”, my.clevelandclinic.org, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  8. “Constipation in children”, www.drugs.com, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت “Constipation”, kidshealth.org, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  10. ^ أ ب “Constipation in Children”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  11. “Treatment for Constipation in Children”, www.niddk.nih.gov, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  12. “Constipation in Children”, www.healthychildren.org, Retrieved July 10, 2020. Edited.
  13. “Dealing with your child’s constipation”, www2.hse.ie, Retrieved July 10, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى