'); }
الإسلام في الصين
استمرّت الفتوحات الإسلاميّة والدّعوة إلى الإسلام حتّى بعد وفاة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فبعد فترةٍ ليست بالطويلة من وفاته بحوالي العشرين سنةٍ، دخل الإسلامُ إلى الصّين عن طريق الصّحابي سعدٍ بن أبي وقّاص والّذي كان ذاهباً في بعثةٍ نظّمها الخليفة الثّالث عثمان بن عفّان عام 651م؛ حيث كانت تجمع العرب والصّينيّين علاقاتٌ تجاريّةٌ من قبل الإسلام.
يُعتبر الإسلام من أحدث الدّيانات الّتي دخلت على الصّين تسبقها البوذيّة والمسيحيّة، وكانت الصّين من أوائل البلاد خارج القطاع العربي التي ينتشر فيها الإسلام، حيث شهدت العديد من التّنقّلات التّجاريّة بين بلاد العرب والصّين خاصّةً في عهد الإمبراطور تانج، والّذي أمر ببناء أوّل مسجدٍ في الصين واسمه مسجد هوايشنج.
تزوّج عددٌ من التّجار المسلمين النّساء الصينيّات وعاشوا في الصّين، وعندما فُتحت وسط وغرب آسيا على يد المغول في القرن الثالث عشر تمّ تجنيدُ عددٍ كبيرٍ من العرب والفرس والأتراك، ودُفعوا إلى المجيء إلى الصين من قبل الجيش المغولي، واستقرّوا هناك في نهاية المطاف؛ حيث جمعهم إسلامهم وشكّلوا جماعةً إسلاميّةً صينيّة جديدة اسمها هوي الصّينيّة؛ حيث تُشكّل حوالي 12 مليون مسلماً يعيشون في كافّة أنحاء الصّين، ويمكن تمييزهم من القبّعات الإسلاميّة والأوشحة الّتي يرتدونها.
'); }
اشتهر الصينيون بصنعهم للمعكرونة الخاصّة بهم، وامتناعهم عن تناول أو استخدام لحم الخنزير، وعلى الرّغم من كثرة المطاعم المسلمة في الصّين -حيث يمكنك أن تجد مطعماً في كلّ شارعٍ هناك- إلّا أن الدّراسات والتّعدادات تشير إلى أنّ نسبة المسلمين في الصّين تبلغ حوالي 2% فقط من نسبة السكّان.
المسلمون الصينيون
بسبب الصّراعات بين المسلمين وبين الصّينيّين في القرنين التاسع عشر والعشرين، وبسبب عدم رغبة الحكومة بانتشار الإسلام أكثر في الصّين فقد انخفض عدد المسلمين، وأمّا في الوقت الحالي ومع انفتاح الصينيّين واختلاطهم مع المسلمين الأجانب، وبسبب تطبيق حريّة الدّين، وبسبب إعادة بناء المساجد كثُر عدد المهتمّين بالإسلام، وأصبحوا يمارسون فروضهم الإسلاميّة كالصّلاة والصّيام.
أظهر المسلمون الصينيّون على مرّ آلاف السنين شجاعتهم ودأبهم، وشاركوا في العديد من الغزوات ضد الأجانب، وبرزت أسماءٌ لا تحصى من المسلمين الصّينيّين الّذين ساهموا في بناء الصّين منها: سيّد شمس الدّين الّذي اشتغل في السّياسة، وتشانغ يوتشن، وجين تاو داهاي الّلذان برعا في الجانب العسكريّ، وتشانج هي المعروف برحلاته العالميّة، وهاي روي الّذي اشتغل في القانون.
تنتشر المنظّمات الإسلاميّة في الصّين ومن أشهرها جمعيّة التّقدّم الإسلامي، ولها عددٌ من المدارس تقوم بتعليم مبادئ الإسلام للصّينيّين والنّهوض بالدّين الإسلامي ومساندة الأعمال الخيريّة، كما وتنشر مجلاتٍ إسلاميّة شهريّة.