محتويات
تعريف الجنّ
الجنّ لغة من التغطية والستر، وهو خلاف الإنس، وسمّوا بذلك لاستتارهم عن الناس، وهم مخلوقات غريبة وخفيّة من النار،[١] فنجد أن الغياب والتغطية تشترك في جميع اشتقاقات كلمة جنّ، ولا يمكننا معرفة أوصاف الجن وتفاصيلهم إلا بما أخبرنا به الله -تعالى- في كتابه، وأخبرنا عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، ووجود الجن ثابت لا شك فيه، ومن الأقوال والتفسيرات العصرية من تؤوّل معنى الجن بالفيروسات وما شابه، وهذا حقيقة من الضلال، ويُخشى على من أنكر وجود الجن إنكاراً كاملاً من الردّة، إذ إن ذلك ثابت بالقرآن والسنة، ولا يجوز إنكارهم، وهم مخلوقات من مخلوقات الله سبحانه، كلّفهم الله تعالى، وبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فهم مأمورون ومنهيّون، فمنهم من استجاب، ومنهم من أعرض وكفر.[٢]
مسألة مس الجن ودخوله بالجسد
إن حقيقة مسألة مس الجن وتلبّسه للإنسان مسألة خلافية، وستظل المسألة خلافية فيها كثير من الأقوال، ونشير إلى أن هناك الكثير من الخرافات للناس في هذا الكلام، يقول الدكتور القرضاوي في تلك المسألة: “هناك ادعاءات كثيرة برؤية الجن والعلاقة بالجن والزواج بالجن، وتلبس الجني بالإنسي، ومعظم هذه الدعاوى باطلة”، فقد يعاني الكثير من الناس من أمراضٍ نفسية وعصبية، ثم يدّعون تلبس الجني لأجسادهم، وقد أخبر الله -عز وجل- في كتابه الكريم أن الشيطان ضعيف جداً، قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).[٣][٤][٥]
إن الله -سبحانه- ذكر الجن في القرآن الكريم، فهم عالم خفي منهم الصالح ومنهم الطالح، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، لا نراهم ولكنهم يروننا، وتوسوس شياطين الجن للناس ويزيّنوا لهم الشهوات، أما عن حقيقتهم وأعدادهم فلم يرد فيه شيء، فيجب الإيمان بوجودهم كما ذُكر في القرآن الكريم من غير تأويل، وتجنّب الخرافات الكثيرة التي يتوارثها الناس عنهم منذ قديم الزمن.[٦]
أساليب الشيطان في إضلال الناس
يسلك الشيطان طرقاً كثيرة في إضلال الناس، فهو لا يأتي ويقول للإنسان أترك ذلك مباشرة، بل يتبع أساليب كثيرة، ومن هذه الأساليب ما يأتي:[٧]
- تزيين الباطل: حيث يُحسّن صورة الباطل في ذهن الإنسان، ويكرّهه بالحق، فيندفع الإنسان للصد عن سبيل الله وهو يعتقد أنه على حق.
- تسمية المحرّمات بأسماءٍ محببة للنفوس: ومن ذلك في قصة سيّدنا آدم عليه السلام، حيث سمّى إبليس الشجرة المحرّمة بشجرة الخلد، ونرى الآن كيف يسمّى الخمر بأم الأفراح، والربا بالفائدة، وغير ذلك.
- التثبيط عن العمل: حيث يوسوس للإنسان بطول الأمل، ويُحبب له الكسل والتسويف بالعمل، وعلى المؤمن أن يكون حازماً ويتدارك الوقت، فلا يؤجّل، ولا يسوّف، بل يُقبل على الخير، ويعمل بجدٍّ وإخلاص.
- التمنية والوعد: فهو يعد الإنسان بالوعود الكاذبة، ويمنّيه بالأماني المعسولة، ثم يتبرأ منه ويولّي هرباً.
- إظهار النصح للإنسان: حيث يدّعي النصح للإنسان وهو يأمره بالمعصية.
التحصّن بالأذكار
هناك العديد من الأذكار اليومية التي تحصّن الإنسان وتحميه بإذن الله من كل أنواع الأذى، ومن هذه الأذكار:[٨]
- الدعاء بقول: (باسمِ اللهِ الذي لا يضُرُّ مع اسْمِه شَيءٌ في الأرضِ، ولا في السَّماءِ، وهو السَّميعُ العَليمُ)،[٩] وقول هذا الدعاء ثلاث مرات كل صباحٍ ومساءٍ.
- المحافظة على قراءة آية الكرسي قبل النوم.
- المحافظة على قراءة أواخر سورة البقرة كل ليلة.
- اجتناب المعاصي والذنوب، والاستقامة على أمر الله عز وجل.
- المحافظة على قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين بعد كل صلاة، وقراءتهما ثلاثاً بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
المراجع
- ↑ “تعريف و معنى الجن في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “هل إذا حصل بين الإنس والجن زواج يكون شرعياً، وهل يستطيعون أن ينجبوا أطفالاً؟”، www.ar.islamway.net، 2009-5-2، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 76.
- ↑ “دخول الجن بالجسد”، fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019.
- ↑ الشيخ محمد رضا (3-12-2017)، “تلبُّس الجن بالإنس”، www.fatawa.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019.
- ↑ الشيخ محمد رضا (3-12-2017)، “حقيقة الجن والشياطين”، www.fatawa.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2019. بتصرّف.
- ↑ الدكتور عمر الأشقر (1984م)، عالم الجن والشياطين (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 67-74. بتصرّف.
- ↑ “أذية الجني للإنسي، وطرق الوقاية من ذلك”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 5088، حسن.