محتويات
الأبورجين
قومُ الأبورجين هم قومٌ رُحَّل قَدِموا إلى الأرضِ التي تتربّعُ عليها أستراليا (حاليّاً)، حيث قُدِّرَ وجودُهم منذُ نحو خمسين ألفَ سنة، علماً بأنّ المنطقةَ لم يسكنها أحدٌ قَبلَهم، فأصبحوا بذلك سُكّانَ أستراليا الأصليّين، وقد عاشَ قوم الأبورجين في أرضِ أستراليا من الصَّيد، وجَمعِ الغذاءِ من النباتات، والأشجار، ومن الجدير بالذكر أنّ سُلطةُ القومِ كانت بِيَد الشيوخ الكبارِ أصحابِ الخبرةِ، والحِكمةِ، ومعَ مرورِ الوقت ازدادت أعدادُ الأبورجين في أستراليا؛ حيثُ وصلَ عددُهم إلى نحو ثلاثمئة ألف نسمة عندَ بدايةِ استيطانِ الأوربّيين لأرضِ أستراليا،[١] وذلك من إجماليّ عددِ السُّكان في أستراليا، والبالغ ثلاثة وعشرين مليونَ نسمة، حيث يأخذُ السكّان الذين ينتمون إلى السُّلالةِ الأصليّةِ منهم ثلاثةً في المئة من هذا العدد.[٢]
الجانب الثقافيّ عند الأبورجين
لقد تميَّزَت الحضارة التي أسَّسها الأبورجين عن باقي الحضاراتِ الإنسانيّة؛ فقد كانت لهم طريقةٌ خاصّة في فَنّ الرَّسْمِ؛ وهو الرَّسمُ باستخدام الرموز الإيحائيّةِ، ونَحْتِها على جذوعِ الأشجارِ، أو الصخورِ، وقد عَبَّروا من خلالِ هذا الأسلوبِ عن عاداتِهم، ومُعتقَداتِهم، وقصص السَّلَف، والتاريخِ القديمِ، علماً بأنّه تمّ العثورُ على بعضٍ من هذه الرُّسوم في كهوفٍ تاريخيّة في الجزءِ الجنوبيِّ من القارّةِ الأستراليّة، ومن ناحية أخرى، كانَ الأبورجين يتحدَّثون فيما بينهم باستخدامِ حوالي مئتين وخمسين لغةً، إلّا أنّ مُعظَم هذه اللُّغات اندثرَ مع مرورِ الوقتِ، ولم تتبقَّ سوى بِضْعِ لغات يستخدمُها الأبورجين اليومَ في أستراليا، كما أنّ للأبورجين طريقتَهم الخاصّةَ في الاحتفالِ بالمناسبات الدينيّة، والاجتماعيّة، مثل: إحياءِ الفنونِ الموسيقيّة، والغناء.[٢]
الاعتراف الدستوريّ بالسكّان الأصليّين
تبذلُ الحكومةُ الأستراليّةُ جُهدَها؛ في سبيلِ إجراءِ استفتاءٍ شاملٍ بشأنِ هُويّة السكّان الأصليّين (الأبورجين)؛ ليجدوا مكانةً وطنيّةً في الوثيقةِ التأسيسيّةِ للقوميّة الأستراليّة، وظهرت رغبةُ رئيس الوزراء الأستراليّ في إجراء هذا الاستفتاءِ في العام ألفين وسبعة عشر؛ كي يتطابقَ مع تاريخِ إجراء استفتاءٍ قديمٍ في العام ألف وتسعمئة وسبعة وستّين، حيث تضمَّنَ هذا الاستفتاءُ إجماعَ الفئةِ العُظمى من الأستراليّين على مَنْحِ الحكومةِ البرلمانيّة الصلاحيّةَ لسَنِّ القوانين، والتعليماتِ المُتعلِّقةِ بحقوقِ السكّان الأصليّين، بالإضافةِ إلى مُحاولةِ دَمْجِهم في المُجتمعِ الأستراليّ كمواطنينَ، بكاملِ الامتيازاتِ، ودونَ تمييز.[٣]
المراجع
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 687، جزء الأول. بتصرّف.
- ^ أ ب د.عبد العزيز بن عبدالله بن طالب، أصداء الحالة الثقافية في أستراليا، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ مجلس حقوق الإنسان، الجمعية العامة، صفحة 4. بتصرّف.