محتويات
'); }
التحذير من النار
معنی اتّقوا النار
ورد فعل الأمر (اتّقوا) في القرآن الكريم في أكثر من موضعٍ، وقد ورد في مواضع قد تبدو مختلفةً ظاهريّاً في دلالتها، إلّا أنّها متوافقة، ومثال ذلك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ)،[١] وقوله في موضعٍ آخرٍ: (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)،[٢] ويُراد بلفظ (اتّقوا): أن يجعل العبد بينه وبين صفات جلال الله -سبحانه- وقايةً؛ فمن صفاته -جلّ وعلا-: القهّار، والجبّار، وشديد العقاب، والمنتقم، وغيرها؛ والنار جند من جنود صفات جلاله -سبحانه-، وبالتالي فهي لا تختلف في معناها هنا عن تقوى النار، إذ يُراد بتقوى النار؛ أن يجعل العبد بينه وبين النار وقايةً؛ بعدم ارتكاب أي فعلٍ يؤدي إلى دخولها، ممّا يعني الوقاية من صفات الجلال التي تُعَدّ النار من جنودها.[٣]
التحذير من النار في الكتاب والسنة
جاء التحذير من النار في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وصحّت كثير من الأحاديث النبوية في هذا الشأن، ومن ذلك:[٤]
'); }
- قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).[٥]
- قول الله -عزّ وجلّ-: (لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ).[٦]
- قول الله -تعالى-: (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ*كَلَّا وَالْقَمَرِ*وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ*وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ*إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ*نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ*لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)[٧]
- قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما مَثَلِي ومَثَلُ أُمَّتي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نارًا، فَجَعَلَتِ الدَّوابُّ والْفَراشُ يَقَعْنَ فِيهِ، فأنا آخِذٌ بحُجَزِكُمْ وأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ).[٨]
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (لَمَّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}[٩] دَعا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قُرَيْشًا، فاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وخَصَّ، فقالَ: يا بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عبدِ شَمْسٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عبدِ مَنافٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي هاشِمٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا فاطِمَةُ، أنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، غيرَ أنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّها ببَلالِها).[١٠]
اتّقوا النار ولو بِشقّ تمرة
روى الإمام البخاريّ في صحيحه، عن الصحابيّ عدي بن حاتم الطائي، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاح، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاحَ ثَلَاثًا، حتَّى ظَنَنَّا أنَّه يَنْظُرُ إلَيْهَا، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)،[١١] وقد ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- الحديث بعد أن ذكر النار، واستعاذ بالله منها، ثمّ أعرض بوجهه ثلاث مرّاتٍ،[١٢] علماً بأنّه كان دائم التحذير لأمّته من النار؛ شفقةً عليهم، ورحمةً بهم، وذلك من خلال حَثّهم على أداء العبادات والطاعات التي تَقيهم منها؛ حيث حَثّهم في الحديث السابق على البذل من المال، والأخلاق الحسنة التي تَقي من النار ولو كانت يسيرةً قليلةً، كما وصف الرسول -عليه الصلاة والسلام- القليلَ بنصف التمرة، ودلّ الحديث النبويّ على أنّ الكلام الطيّب النافع من أفعال الخير التي يُؤدّيها المسلم؛ إذ جعله الرسول -عليه الصلاة والسلام- كالتصدُّق بالمال، ومشتركاً معه في تحقيق الأثر في النفس؛ فهما يُدخلان السرور إليها،[١٣] وأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بداية الحديث بالتقوى، والتي يُراد بها: أداء الأعمال الصالحة، واجتناب الأعمال التي ورد النهي عنها، ولا بدّ من ذلك في الأعمال كلّها؛ سواءً كانت عظيمةً، أم لا.[١٤]
ويحمل الحديث النبوي السّابق تأكيداً لما دلّ عليه قول الله -سبحانه-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)،[١٥][١٤] في الحثّ والترغيب في أداء الأعمال الصالحة، وعدم التقليل من شأنها، وبذلك تحصل الوقاية للعبد من النار، وفي ذلك يقول ابن حجر العسقلانيّ -رحمه الله-: “وفي الحديث الحثّ على الصدقة بما قلّ وبما جّل، وأن لا يحتقر ما يتصدّق به، وأنّ اليسير من الصدقة يستر المتصدّق من النار”، وبذلك يعتاد العبد على الصدقة دون النظر إلى قيمتها.[١٣]
الكلمة الطيّبة صدقةٌ
شبّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الكلمة الطيّبة بالصدقة بالمال، قال الله -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)،[١٦] فمقابلة أفعال الآخرين بالإحسان يشمل الأفعال والأقوال على حَدٍّ سواءٍ، ويُراد بالكلمة الطيبة: الأقوال التي يتقرّب بها العبد من الله -عزّ وجلّ-؛ فإمّا أن تكون بذاتها طيّبةً، كذكر الله من التكبير، والتهليل، والحمد، وقراءة القرآن، وإمّا أن تكون الغاية منها طيّبةً، كالتحدّث مع الناس؛ لإدخال السرور إليهم، وإسعادهم، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).[١٧][١٣]
الدروس المستفادة من حديث اتّقوا الله ولو بِشقّ تمرة
دلّ الحديث النبويّ على العديد من الدروس والعِبر والعِظات، وفيما يأتي بيان لبعضها:[١٣]
- الإكثار من الأعمال الصالحة، والمُداومة عليها، وتعويد النّفس على الامتناع عن الأعمال السيّئة.
- الصدقة سبب في دخول الجنّة، والوقاية من النار، ومن أنواعها أيضاً الكلمة الطيّبة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن الصدقة: (الصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ).[١٨]
- ستر الذنوب، ونيل المغفرة من الله، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في روايةٍ أخرى للحديث: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ليسَ بيْنَ اللَّهِ وبيْنَهُ تُرْجُمانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فلا يَرَى شيئًا قُدّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يَتَّقِيَ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ)،[١٩] وذلك يدلّ على أنّ الله -تعالى- سيكلّم كلّ عبدٍ من عباده يوم القيامة، ويُحاسبه على أعماله الصادرة منه في الحياة الدنيا، وإن أقرّ العبد بذنوبه، قال الله له: (سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ).[٢٠]
عدم احتقار المعروف
تتعدّد صور المعروف، وتتنوّع، ومنها: عدم استصغاره، أو احتقار القليل منه،[٢١] وقد بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ ذلك مظهر من مظاهر ضعف الإيمان؛ إذ لا بُدّ من الحرص على أداء الأعمال الحَسنة، حتى وإنْ ظنّ المرء أنّ أجرها قليلٌ، روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذَرّ الغفاريّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ).[٢٢][٢٣]
فعلى العبد أن يقدّم المعروف إلى غيره دون التقليل من شأنه؛ إذ قد يكون سبباً في تحقيق مرضاة الله -عزّ وجلّ-، ونَيلها، وقد ثبت ذلك في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ)،[٢٤] كما دلّ الحديث على نوعٍ من أنواع المعروف، والذي يتمثّل بمقابلة الناس بوجهٍ مُبتسمٍ؛ لِما في ذلك من إدخالٍ للسعادة والسرور إلى قلوبهم بما يُحقّق التآلُف بينهم.[٢٥]
الصدقة معروفٌ
حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أمّته على التعامل مع الآخرين بالمعروف، وعَدّ كلّ معروفٍ صدقةٌ، ومن ذلك: الإنفاق على الأهل، ومقابلة الناس بابتسامةٍ وفرحٍ، والعفو عنهم، ونحو ذلك،[٢٦] قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ)،[٢٧] ويُراد من الحديث أنّ المعروف يُعامَل معاملة الصدقة في الأجر والثواب.[٢٨]
للمزيد من التفاصيل عن فضل الصدقة الاطّلاع على مقالة: ((أحاديث عن فضل الصدقة)).
فوائد حديث لا تحقرنّ من المعروف شيئاً
دلّ حديث عدم احتقار المعروف على العديد من العِبر والعِظات، والتي يُذكَر منها:[٢٩]
- حرص المسلم على أداء مُختلَف أنواع المعروف بنفسه، مع الحرص على إعانة الآخرين عليه بمختلف الطرق والوسائل؛ سواءً بالنفس، أو المال، أو الولد، وغير ذلك من الوسائل.
- نَيل من يبذل المعروف القليل للأجر العظيم من الله -تعالى-؛ وذلك بعدّة أسبابٍ، منها: النيّة الصالحة، أو أن يكون المعروف القليل أعظم ما يستطيعه العبد، أو أن يكون الشخص الآخر بحاجة إلى هذا المعروف القليل.
أسباب النجاة من النار
تُعَدّ طاعة الله -سبحانه وتعالى- وطاعة رسوله -عليه الصلاة والسلام- الأصل في الفوز بالجنّة، والنجاة من النار، ومن ذلك: أداء الأوامر والواجبات، والانتهاء عن النواهي والمُحرَّمات، قال الله -عزّ وجلّ-: (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)،[٣٠] وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيضاً: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى).[٣١][٣٢]
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأعمال التي تُحرّم العبد عن النار، وتُنجّيه منها، ومنها:[٣٣][٣٢]
- الخوف من الله -تعالى- والخشية منه، قال -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)،[٣٤] كما قال النبيّ -عليه السلام-: (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ).[٣٥]
- اللجوء إلى الله -تعالى- وطلب النجاة من النار منه، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا).[٣٦]
- التحلّي بالصبر على فَقْد الولد، فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لا يَمُوتُ لأحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ تَمَسُّهُ النَّارُ، إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ).[٣٧]
- الالتزام بأداء الصلاة والمداومة عليها، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إلَّا أثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ علَى النَّارِ أنْ تَأْكُلَ أثَرَ السُّجُودِ).[٣٨]
- توحيد الله -تعالى- بإخلاصٍ ويقينٍ، روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: مَن شَهِدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَرَّمَ اللَّهُ عليه النَّارَ).[٣٩]
- الإيمان بالله، والحرص على أداء الأعمال الصالحة، قال -سبحانه وتعالى-: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٤٠]
- الصيام؛ إذ إنّه يقي العبد من الوقوع في المعاصي والذنوب، كما يَقيه من دخول النار، روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ).[٤١]
- تحقُّق محبّة الله في القلب، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (واللهِ لا يُلقي اللهُ حبيبَه في النَّارِ)،[٤٢] ويمكن تحقيق محبّة الله بالعديد من الأسباب، يُذكر منها:[٤٣]
- تلاوة القرآن الكريم.
- اتِّباع النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-؛ قولاً وفعلاً وخُلقاً.
- الحرص على أداء النوافل من العبادات؛ إذ إنّ أداء الفرائض سببٌ لنَيل محبّة العبد لله، أمّا النوافل فسببٌ في تحقُّق مَحبّة الله للعبد، يقول -تعالى- في الحديث القدسيّ: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).[٤٤]
- الزُّهد في الحياة الدنيا، والسعي والعمل للحياة الآخرة.
- التوكُّل والاعتماد على الله -سبحانه- في الأمور كلّها، مع الحرص على الأخذ بالأسباب وعدم إهمالها، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).[٤٥]
- التوبة الصادقة إلى الله -تعالى-، قال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).[٤٦]
- العدل في الأقوال والأفعال.
- التسهيل والتيسير على العباد في أمورهم وشؤونهم.
- تقوى الله -عزّ وجلّ-؛ وهي فعل ما أمر به الله -تعالى، واجتناب ما نهى عنه، قال -تعالى-: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).[٤٧]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 278.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 131.
- ↑ محمد متولي الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي – الخواطر، مصر- القاهرة: مطابع أخبار اليوم، صفحة 1200، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن (1988 م)، التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (الطبعة الثانية)، دمشق: دار البيان، صفحة 13-16. بتصرّف.
- ↑ سورة التحريم، آية: 6.
- ↑ سورة الزمر، آية: 16.
- ↑ سورة المدثر، آية: 31-37.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2284، صحيح.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 214.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 204، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم: 6540، صحيح.
- ↑ الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين (1054 – 1120 هجرية)، البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف، بيروت – لبنان: المكتبة العلمية، صفحة 74. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث إسلام ويب (16-1-2013)، ” اتقوا النار ولو بشق تمرة “، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2020. بتصرف.
- ^ أ ب الشيخ عبد الرحمن الدوسري (4-11-2016)، ” اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الزلزلة، آية: 7-8.
- ↑ سورة فصّلت، آية: 34.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 159.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 614، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم: 6539، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2441، صحيح.
- ↑ محمود محمد الخزندار (١٩٩٧م)، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً (الطبعة الثانية)، الرياض-المملكة العربية السعودية: دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 420. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد (1413 هجرية)، ظاهرة ضعف الإيمان الأعراض – الأسباب – العلاج (الطبعة الأولى)، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6478، صحيح.
- ↑ فريق (جناح دعوة ممتد) (7-1-2013)، ” حديث: لا تحقرن من المعروف شيئا…”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2020. بتصرّف.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (2006م)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة الأولى)، المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، صفحة 295، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 6021، صحيح.
- ↑ محيي الدين بن شريف النووي (1392)، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 91، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عبد الرحمن الدوسري (29-5-2016)، ” فوائد من حديث: لا تحقرن من المعروف شيئا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 13-14.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7280، صحيح.
- ^ أ ب ” أعمال لا تمس النار أصحابها”، www.islamqa.info، 8-3-2009، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2020. بتصرّف.
- ↑ عمر سليمان الأشقر (1998)، اليوم الآخر 3 الجنة والنار (الطبعة الرابعة)، الأردن – عمان: دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 111-113. بتصرّف.
- ↑ سورة الرحمن، آية: 46.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1639، حسن.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 65.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6656، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7437، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 29، صحيح.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 16.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: الصِّيَامُ جُنَّةٌ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2407، صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ ندا أبو أحمد، الدار الآخرة (أسباب النجاة من النار)، صفحة 31-33. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 196.
- ↑ سورة البقرة، آية: 222.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 76.