اتبع السيئة الحسنة تمحها
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”اتَّقِ اللهَ حيثُ كنتَ وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُهَا وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ” رواه الإمام أحمد والترمذي . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمات ينصح بها معاذ بن جبل رضي الله عنه . وقد قال صلى الله عليه وسلم :” والذي نفسي بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم “.
منة من الله وفضل عظيم أن جعل الحسنات التي يقوم بها المرء تمحو السيئات ، فالحسنة بعشر أمثالها ، والسيئة بمثلها ، ومن اتبع السيئة الحسنة محتها ، أي فضل من الله ورحمة أكثر من هذا ، الله لطيف بعباده حقاً . روي أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره أنه قد أصاب من امرأة قبلة ، فأنزل سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :{ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } سورة هود الآية 114 .
وقال صلى الله عليه وسلم في موضع آخر :” إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة ، قد خنقته ، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت حلقة أخرى ، حتى يخرج إلى الأرض ” . وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ، ولم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال ـ أي الرجل ـ : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيّ كتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ” أليس قد صليت معنا؟ ” قال: بلى. قال: ” فإن الله قد غفر ذنبك “.
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :” إن رجلا أذنب ذنبا , فقال : يا رب , إني أذنبت ذنبا فاغفره . فقال الله : عبدي عمل ذنبا , فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره لي . فقال عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال عز وجل : عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , أشهدكم أني قد غفرت لعبدي , فليعمل ما شاء” .
وقد سئل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن الذي وقع في الذنب ماذا يفعل ؟ ، فأجاب : يستغفر الله ويتوب . قال : فإن عاد ؟ . قال : يتوب . قال : حتى متي ؟ . قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور .