محتويات
العلماء البارزون
زخر العالم الإسلامي بالكثير من العلماء البارزين الّذين برعوا في المجالات العلمية المختلفة، فهناك من برع في الكيمياء، والطب، والفلسفة، كما هناك من برع في الرياضيات، والعلوم الفلكيّة وغيرها، ومازالت كتب واكتشافات هؤلاء الجهابذة تدل على ذكائهم واجتهادهم للوصول إلى القمة، ومن هؤلاء العلماء ابن سينا وابن النفيس.
ابن سينا
ولادته ونشأته
هو عالم فارسي ولد عام ٩٨٠م في قريةٍ قريبةٍ من بخارى المعروفة حالياً بأوزباكستان، واسمه الكامل الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وهو أبو علي، ولقد انتقل إلى مدينة بخارى، حيث تلقى تعليمه فيها ونهل من العلوم المختلفة مثل الفقه، والفلسفة، والطب، والآداب، كما تعلّم القرآن الكريم وحفظه وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.
لقد كان نبوغ ابن سينا ظاهراً منذ صغره، حتى أنّه قام بمعالجة السلطان نوح بن منصور من مرضٍ عجز الأطباء في تلك الفترة عن علاجه، وقد كان عمر ابن سينا لا يتجاوز الثامنة عشر، وسُمح له بعدها بالدخول إلى المكتبة الموجودة في قصر السمنديين كمكافأة له واستفاد منها الكثير.
كان ابن سينا محبّاً للترحال فانتقل إلى مدينة خوارزم لطلب العلم بنفسه من دون معلّم، وبقي فيها مدة عشر سنوات، ثم انتقل في البلاد لطلب العلم حتى وصل إلى جرجان، وهناك ألف كتابه القانون في الطب وبقي فيها إلى أن انتقل إلى أصفهان.
وفاته
توفي ابن سينا في منطقة همدان في إيران عام ١٠٣٧م، بعد ان أصابه المرض والتعب الشديد، وكان عمره آنذاك ثمانية وخمسين عاماً.
إسهاماته العلمية
برع ابن سينا في العديد من المجالات العلميّة والفنية، فقد كان فيلسوفاً تابعاً لأفلاطون، وشاعراً وفلكياً. وترك العديد من الكتب مثل كتاب الأجرام السماوية، وكتاب الأرصاد الكلية، وكتاب القانون في الطب وغيرها الكثير.
ابن النفيس
ولادته ونشأته
هو أحد العلماء المسلمين البارزين في الطب ولد في دمشق عام ٦٠٧هـ، واسمه علاء الدين علي بن أبي الحزم، وهو أبو الحسن، ونهل علومه المختلفة من دمشق ومعاصرة العلماء، ولم تقتصر براعته في الطب فقط وإنما كان من أشهر العلماء في الفلسفة، واللغة، والفقه، والحديث في عصره.
وفاته
توفي ابن النفيس في القاهرة عن عمر يناهز ثمانين عاماً بعد مرضٍ شديد أصابه لمدة ستة أيام.
إسهاماته العلمية
اشتهر ابن النفيس باكتشافه للدورة الدموية الصغرى الّتي تجري في جسم الإنسان، حيث شرحها في كتابه المشهور”شرح تشريح قانون ابن سينا”، وجمع هذا الكتاب علوم التشريح، والأمراض، ووظائف الأعضاء، كما عمل على نشر ٤٣ مجلداً من كتابه “الشامل في الصناعة الطبية”.
ألف ابن النفيس العديد من الكتب في مواضيع مختلفة عن الطب، مثل كتاب “طريق الفصاحة”، وكتاب “الرسالة الكاملية”، وكتاب “مختصر في علم أصول الحديث”.