محتويات
التهاب الشريان الصدغي
يوجد في منطقة الرأس أوعية دمويّة تدعى بالشرايين الصدغيّة (بالإنجليزية: Temporal arteries)، تتفرع عن الشرايين الرئيسيّة، التي تغذي منطقة الرأس، وفي الحقيقة هناك اثنين من الشرايين الصدغيّة في منطقة الرأس، يمتد كلاً منهما على جانبيّ الجمجمة، في منطقة ما فوق وحول الأذن،[١] ومن الجدير بالذكر أنّه عند إصابة الشرايين الصدغية بالالتهاب والتلف، يحدث ما يعرف بالتهاب الشريان الصدغي (بالإنجليزية: Temporal arteritis)، وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يقارب 228 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكيّة مصاب بالتهاب الشريان الصّدغي، وأنّ الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، مُقارنةً بمن هم أصغر سنّاً، وذلك اعتماداً على نتائج الكليّة الأمريكية لأمراض الروماتيزم، بالإضافة إلى أنّ النّساء هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، وفي الحقيقة يكثر انتشار التهاب الشريان الصدغي بين الأفراد من أصول إسكندنافيّة، أو سكان أوروبا الشماليّة.[٢]
أعراض التهاب الشريان الصدغي
هناك مجموعة من الأعراض المختلفة، والتي من الممكن أن تظهر على المصابين بالتهاب الشريان الصدغي، ومن هذه الأعراض الرئيسيّة نذكر منها ما يلي:[٣]
- الإصابة بالصداع الشديد بشكلٍ مُتكرّر.
- وجود ألم في الفك عند تناول الطعام أو عند التحدث.
- الشعور بالألم في منطقة الصُّدغ.
- المعاناة من مشاكل في النظر، كالإصابة بازدواج الرؤية (بالإنجليزية: Double vision)، أو فقدان البصر في إحدى أو كلتا العينين.
- ظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا.
- فقدان الوزن غير المُبرَّر.
- الإصابة بالإكتئاب والتعب الشديد.
- الإصابة بما يُعرف بألم العضلات الروماتزمي (بالإنجليزية: Polymyalgia rheumatic)؛ وهو من الأعراض الشائعة التي تتسبّب في المعاناة من ألم، وتيبُّس، والتهاب في العضلات المحيطة بمنطقة الكتفين، والرقبة، والورك.
- وجود ألم في فروة الرأس.[٤]
- المعاناة من الحمّى.[٤]
تشخيص التهاب الشريان الصدغي
هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتشخيص الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، ومن هذه الطرق ما يلي:[٢]
- الفحص البدني: حيث يقوم الطبيب بفحص منطقة الرأس، خاصّةً الأماكن التي توجد فيها الشرايين الصُّدغية في الرأس، وذلك للكشف عن وجود الألم عند لمسها.
- فحص الدم: بالرغم من أنّ فحوصات الدم وحدها لا تكفي لتشخيص الإصابة بالتهاب الشريان الصُّدغي، إلا أنّها من الممكن أن تُساهم في الكشف عنه، ومن هذه الفحوصات ما يلي:
- اختبار الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin test): الذي يمكن من خلاله تحديد كمية الهيموغلوبين، وهو البروتين الحامل للأكسجين في الدم.
- اختبار الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Hematocrit test): يحدد هذا الاختبار نسبة كريات الدم الحمراء من إجمالي حجم الدم.
- اختبار وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver function test): ويمكن عن طريق هذا الاختبار تحديد كفاءة عمل الكبد، وقيامه بوظائفه الطبيعية.
- اختبار سرعة ترسب الدم (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate): حيث يقيس هذا الاختبار سرعة ترسُّب خلايا الدم الحمراء في قعر أنبوب الاختبار بعد مرور ساعة من تركه، فكلما كانت سرعة ترسب الدم أكبر، تكون هذه إشارة إلى وجود التهاب ما في الجسم.
- اختبار البروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-reactive protein): يتم في اختبار البروتين المتفاعل-C تحديد مستوى بروتين ما، يتم تصنيعه في الكبد وطرحه في الدم عند إصابة أنسجة الجسم بالضرر، وارتفاع مستويات هذا البروتين في الدم يدل على وجود التهاب في الجسم.
- أخذ خزعة: حيث يقوم الطبيب بأخذ خزعة من نسيج الشريان الذي يحتمل أن يكون مصاباً بالالتهاب.
- استخدام الموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound) قد يزود استخدام الموجات فوق الصوتية الطبيب بمعلومات عن التهاب الشريان الصدغي.
مضاعفات التهاب الشريان الصدغي
في حال عدم تلقّي العلاج المناسب عند الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، فإنّ ذلك يؤدي إلى حدوث مضاعفات، نذكر منها ما يلي:[٢]
- التهاب وتلف الأوعية الدمويّة الأخرى في الجسم.
- الإصابة بما يُعرف بتمدد الأوعية الدمويّة (بالإنجليزية Aneurysms)؛ بما في ذلك تمدد الشريان الأبهري، الذي قد يسبّب النزيف الداخلي الشديد.
- فقدان البصر، أو العمى.
- ضعف عضلات العينين.
- الإصابة بالجلطة الدماغيّة (بالإنجليزية: Stroke).
- الموت.
علاج التهاب الشريان الصدغي
قبل تشخيص الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي وأخذ الخزعة، يقوم الطبيب مباشرة بصرف جرعات عالية من أدوية الكورتيكوستيرويد مثل بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، وذلك بهدف منع حدوث مضاعفات شديدة مثل ضعف البصر، فيكون العلاج الستيرويدي هنا طويل الأمد، ويتم صرفة بجرعات تتراوح بين 40-60 مليغرام في اليوم،[١] وفي الحقيقة يستمر العلاج لمدة لا تقل عن سنة إلى سنتين، حيث يبدأ الطبيب بصرف جرعات عالية من الدواء الستيرويدي، وبعد مرور شهر من بدء العلاج، يقوم الطبيب بتخفيف الجرعة تدريجياً، حتى يصل إلى أقل جرعة من الكورتيكوستيرويد يحتاجها المريض للسيطرة على الالتهاب، ومن الممكن أيضاً أن يقوم الطبيب بصرف دواء الأسبرين بجرعة يوميّة لا تتجاوز 75-150 مليجرام، لمنع حدوث السكتة الدماغيّة أو العمى، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة يؤدّي إلى ظهور عِدّة أعراض جانبيّة، نذكر منها ما يلي:[٥]
- هشاشة العظام: فعلى الطبيب متابعة كثافة العظام للمريض أثناء تلقّي العلاج، خوفاً من الإصابة بهشاشة العظام، كما يمكن أن يصف الطبيب فيتامين د بجرعة 800 وحدة دولية، والكالسيوم بمقدار 1200 مليغرام يومياً، خاصةً للنساء اللواتي تفوق أعمارهنّ 50 عاماً، وللرجال الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، وغيرها من الأدوية.
- ارتفاع ضغط الدم: فمن الممكن أن يقدم الطبيب عدة نصائح للمريض، منها حثّه على ممارسة التمارين الرياضيّة، وتناول غذاء صحي ومُتوازن، يحتوي على نسب عالية من الألياف، والخضروات، والفواكه، وتجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح والسكريات، كما يمكن صرف العلاج الدوائي بهدف الحفاظ على ضغط الدم ضمن القيم المستهدفة.
- ضعف العضلات.
المراجع
- ^ أ ب Markus MacGill (31-8-2016), “What is temporal arteritis?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-4-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Jaime Herndon ,Megan McCrea (28-6-2016), “Temporal Arteritis”، www.healthline.com, Retrieved 28-4-2018. Edited.
- ↑ “Temporal arteritis”, www.nhs.uk,29-11-2017، Retrieved 28-4-2018. Edited.
- ^ أ ب “Giant cell arteritis”, www.mayoclinic.org,2-10-2015، Retrieved 28-4-2018. Edited.
- ↑ “Giant cell arteritis”, www.mayoclinic.org,2-10-2015، Retrieved 28-4-2018. Edited.