محتويات
'); }
التهاب السحايا
يمكن تعريف السحايا (بالإنجليزية: Meninges) على أنّها الأغشية الثلاثة التي تُغطي الدماغ والعمود الفقريّ، وإنّ إصابة السائل الذي يُحيط بهذه الأغشية بالعدوى يتسبب بحدوث ما يُعرف بالتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، وفي الحقيقة هناك مُسبّبات عديدة لالتهاب السحايا، منها البكتيريا، والفطريات، والسرطانات، والمواد الكيميائية، والفيروسات، وحساسية الأدوية، ويجدر بالذكر أنّ البكتيريا والفيروسات تُعتبر المُسبّبات الأكثر شيوعاً لهذا النوع من الالتهابات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا الداء تختلف باختلاف المُسبّب، فمثلاً أعراض الإصابة بالتهاب السحايا الناجم عن الفيروسات تختلف عن أعراض الإصابة بالتهاب السحايا الناجم عن البكتيريا، ومن جهة أخرى يجدر التنبيه إلى أنّ هناك العديد من المضاعفات التي قد تترتب على إصابة الشخص بالتهاب السحايا، منها التشنجات (بالإنجليزية: Seizures)، وفقدان السمع، وتلف الدماغ، وظهور حالة تُعرف باستسقاء الدماغ (بالإنجليزية: Hydrocephalus)، بالإضافة إلى احتمالية تراكم السوائل بين الجمجمة والدماغ.[١]
التهاب السحايا البكتيري
إنّ التهاب السحايا الناتج عن الإصابة ببكتيريا يُعرف بالتهاب السحايا البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Meningitis)، وعلى الرغم من اعتباره أقل انتشاراً مقارنة بالتهاب السحايا الفيروسيّ إلا أنّه أشد أنواع التهاب السحايا على الإطلاق وأكثرها خطورة، ويُعتبر حالة طارئة تستوجب رعاية طبية فورية لاحتمالية تسببه بوفاة المصاب، وفي ظل هذا الكلام يجدر بالذكر أنّه في عام 2006 م قُدّرت حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بالتهاب السحايا البكتيريّ بما يُقارب 34% بينما بلغت نسبة الأشخاص الذين عانوا من مضاعفات على المدى البعيد إثر الإصابة بالتهاب السحايا ما نسبته 50%، ولهذا السبب يجدر البدء بالعلاج المناسب في أسرع وقت ممكن.[٢]
'); }
أعراض التهاب السحايا البكتيري
قد تظهر على المصابين بالتهاب السحايا بعض الأعراض خلال فترة قصيرة للغاية، أي أنّ ظهور الأعراض يكون في مثل هذه الحالات مفاجئاً، ولكن من ناحية أخرى قد تظهر أعراض الإصابة بالتهاب السحايا بشكلٍ تدريجيّ خلال بضعة ساعات أو ربما يوم أو يومين، وتجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض التهاب السحايا البكتيريّ، ونذكر منها ما يأتي:[٣]
- الشعر بالغثيان.
- التقيؤ.
- المعاناة من الحمّى.
- تيبّس الرقبة.
- الصداع الشديد.
- الحساسية تجاه الأضواء اللامعة.
- الطفح الجلديّ الذي يكون أقرب إلى اللون البنفسجيّ.
- عدم الرغبة في تناول الطعام، وهذا العرض غالباً ما يظهر لدى الأطفال دون الثانية من العمر.
أسباب بالتهاب السحايا البكتيري
في الحقيقة غالباً ما تكون البكتيريا المُسبّبة لالتهاب السحايا البكتيريّ غير مؤذية، فقد تعيش في أجسامنا وفي البيئة المحيطة بنا دون أن تُلحق الضرر، ولكن في حال انتقالها إلى الدم ووصولها إلى الدماغ والحبل الشوكيّ فإنّها تتسبب بظهور التهاب السحايا البكتيريّ، ويمكن القول إنّ هناك ستة أنواع أساسية للبكتيريا التي قد تتسبب بظهور التهاب السحايا، وهي المكورة الرئوية أو العقدية الرئوية (بالإنجليزية: Streptococcus pneumoniae)، والإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli)، والنيسرية السحائية (بالإنجليزية: Neisseria meningitidis)، والمستدمية النزلية (بالإنجليزية: Haemophilus influenzae)، والليسترية المستوحدة (بالإنجليزية: Listeria monocytogenes)، و العقدية من المجموعة ب (بالإنجليزية: Group B streptococcus).[٣]
يجدر التنبيه إلى أنّ أغلب أنواع البكتيريا المُسببة لالتهاب السحايا غير مُعدية، وهذا ما أكّدته الدراسات بأن نسبة العدوى الناجمة عن الزكام والإنفلونزا كانت أعلى من تلك الناجمة عن البكتيريا المُسببة لالتهاب السحايا، وهذا ما أوضحته كثير من الحالات أيضاً، بأنّ التهاب السحايا البكتيريّ لم يصل إليها من الأشخاص المصابين، وإنّما من تناول الأطعمة المحتوية على الليسترية المستوحدة مثل الجبنة الطرية، والسندويشات المحتوية على اللحوم، والهوت دوغ، وإنّ أكثر الفئات عُرضة للمعاناة من التهاب السحايا البكتيريّ نتيجة لهذا الامر هم النساء الحوامل، والرضّع، وكبار السنّ، وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم مقارنة بغيرهم من الأشخاص، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الفئات وغيرهم من الذين يُعانون ضعفاً في أجهزتهم المناعية قد يُصابون بالتهاب السحايا البكتيريّ دون القدرة على تحديد السبب، وأخيراً يجدر التنبيه إلى أنّ هذا كله لا يتنافى مع احتمالية انتقال عدوى التهاب السحايا البكتيريّ من شخص إلى آخر في حال وصول مخاطه أو بلغمه إلى الآخرين، وذلك بالسعال، أو العطاس، أو التقبيل.[٣]
علاج التهاب السحايا البكتيري
كما ذكرنا فإنّ التهاب السحايا البكتيريّ يُعتبر حالة خطيرة تستوجب رعاية طبية فورية، ويتطلب علاج مثل هذه الحالات إدخال المصاب إلى المستشفى، وقد يحتاج الأمر إلى وحدة العناية الفائقة (بالإنجليزية: Intensive Care Unit)، وقد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات الدم للكشف عن مستويات الصوديوم، والسكر، وغير ذلك من العناصر الكيميائية الأساسية في الجسم، ويمكن تلخيص أهمّ الأساليب المستخدمة في العلاج كما يأتي:[٢]
- المضادات الحيوية: وغالباً ما تثعطى عن طريق الحقن بالوريد، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إعطاء المضادات الحيوية في أسرع وقت ممكن حتى قبل وصول المستشفى في بعض الحالات.
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، لا تزال الدراسات متضاربة النتائج حول استخدام الكورتيكوستيرويدات في علاج التهاب السحايا البكتيريّ، ولكن يُعتقد أنّ لها دوراً في الحالات التي يتولّد فيها ضغط على الدماغ.
- باراسيتامول: (بالإنجليزية: Paracetamol)، ويهدف إعطاؤه إلى السيطرة على الحرارة عند المصاب أي تخفيف الحمّى، ويمكن عمل كمادات ماء إلى جانب إعطاء هذا الخافض.
- مضادات النوبات: (بالإنجليزية: Anticonvulsants) مثل دواء فينوباربيتال (بالإنجليزية: Phenobarbital)، وتُعطى مثل هذه الأدوية في الحالات التي يُعاني فيها المصاب بالتهاب السحايا البكتيريّ من نوبات الصرع أو التشنجات عامةً.
- العلاج بالاكسجين: وذلك للمساعدة على التنفس.
- السوائل: لمنع إصابة الشخص بالجفاف، وخاصة في حال تقيّئه أو عدم قدرته على تناول السوائل.
- المُهدّئات: (بالإنجليزية: Sedatives) في الحالات التي يكون فيها المصاب متهيّجاً.
المراجع
- ↑ “Meningitis”, www.healthline.com, Retrieved April 21, 2018. Edited.
- ^ أ ب “All about bacterial meningitis”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved April 21, 2018. Edited.
- ^ أ ب ت “Bacterial Meningitis: Causes and How It’s Spread”, www.healthline.com, Retrieved April 21, 2018. Edited.