إعراب المصدر المؤول

'); }

كيفية إعراب المصدر المؤول

تندرج المصادر في اللّغة العربيّة تحت نوعين، فالأوّل هو المصدر الصّريح، وهذا المصدر هو مصدر الفعل الذي يذكر بلفظه ويدلّ على حدث معيّن، وهذا المصدر قد يكون ثلاثيًّا أو رباعيًّا أو خماسيًّا، وذلك على نحو: قرأ / قراءة، وأقبل / إقبالًا، وانتقل/ انتقالًا، واستمرّ/ استمرارًا.[١]

جميع المصادر السّابقة هي مصادر صريحة للأفعال، والمصدر الصّريح للفعل “استكشف” هو “استكشاف” وهذا المصدر الصّريح يُعرب بحسب موقعه من الإعراب، فقد يرفع أو يجر أو ينصب، وذلك على نحو:[١]

  • أحبُّ الاستكشافَ
الاستكشاف: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. 

'); }

  • يقوم الاستكشافُ على التّفكير

الاستكشاف: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

  • جهّزت نفسي للاستكشاف

للاستكشاف: اللام حرف جر، والاستكشاف اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.

أمّا المصدر المؤوّل، فهو عبارة عن الأحرف المصدرية وما يأتي بعدها من جملةٍ اسميّة أو فعليّة، فله عدّة أشكال وهيئات بحسب الحرف المصدري الذي يرد في الجملة، وهذه الحروف كالآتي:[٢]

  • أَنْ الناصبة

وما يأتي بعدها من فعل مضارع، وذلك على نحو: قرّرَ الطالبُ أنْ يجتهدَ بدروسه، فالمصدر المؤوّل هنا “أن يجتهد”، والتّقدير: قرّر الطالبُ الاجتهادَ.

  • أنَّ

الحرف المشبّه بالفعل مع اسمها وخبرها، وذلك على نحو: ظننتُ أنَّ العلمَ سهلُ المنالِ، والتّقدير: ظننتُ العلمَ سهلَ المنالِ.

  • لو

وهو حرف امتناع لامتناع، وذلك على نحو: وددتُ لو تزورني، والتّقدير: وددتُ زيارتَك.

  • كي الناصبة

وذلك على نحو: أقوم بواجباتي كي أتجنّبَ الملامة، والتّقدير: أقوم بواجباتي لتجنّبِ الملامة.

  • ما

المصدرية مع ما يليها من فعل، وذلك على نحو: سأخلصُ لأصدقائي ما حييتُ، والتّقدير: سأخلص لأصدقائي مدّة حياتي.

  • همزة التسوية

وهي التي تأتي بعد كلمة سواء، وذلك على نحو: سواءٌ أتتكلّم أم لم تتكلّم.

ويُعرب المصدر المؤوّل إعراب المصدر الصّريح، وذلك إذا ما وقع مكانه واستبدل به وحلّ محلّه، وهو تبعًا لذلك قد يأتي مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، وذلك بحسب موقعه الذي حلّ به في الكلام، وينبغي عند إعراب المصدر المؤوّل أن يُذكر أنّ هذا الإعراب للمصدر المؤوّل من الحرف المصدري وما يليه، ثمّ يُذكر المحل من الإعراب.[٣]

من ذلك قولهم: يُعجبني أنكّ كريمٌ، فالمصدر المؤوّل “أنّك كريمٌ” يقال في إعرابه: المصدر المؤوّل من “أنّ وما بعدها” في محل رفع فاعل، والتّقدير: يعجبني كرمُك، فيمكن تحويل المصدر الصّريح إلى مصدر مؤوّل، ويمكن العكس أيضًا، نحو قولهم: أحبُّ اهتمامك بنفسك، “اهتمامك” مصدر صريح، يمكن تحويله إلى مصدر مؤوّل بتحويله إلى الفعل المضارع مسبوقًا بأن الناصبة، وذلك على نحو: أحبُّ أن تهتمَّ بنفسك.[٣]

يمكن تحويل المصدر المؤوّل إلى المصدر الصّريح، وذلك على نحو: قرّر العمّال أن يتمّوا العمل مسرعين، “أن يتمّوا” مصدر مؤوّل، نحوّله إلى مصدر صريح باستبداله بالمصدر الصّريح للفعل “أتمّ”، فمصدره الصّريح هو “إتمام” وعليه تصبح الجملة: قرّرَ العمالُ إتمامَ العملِ مسرعين.[٤]

إعراب المصدر المؤول في محل الرفع

للمصدر المؤول في حال الرفع إعرابات عدّة، منها:

  • مبتدأ

وذلك إذا وقع المصدر المؤوّل في بداية الكلام، وذلك على نحو: أنْ تخلصوا خيرٌ لكم، والتّقدير “إخلاصكم خيرٌ لكم” وعليه فالمصدر المؤوّل “أن تخلصوا” المصدر المؤوّل من أن وما بعدها في محل رفع مبتدأ.[٥]

  • خبر

وذلك إذا وقع المصدر المؤوّل خبرًا لمبتدأ سبقه، وذلك على نحو: الحبُّ أن تخلصوا لمن تحبّون، والتّقدير: الحبُّ إخلاصُكم لكمن تحبّون، فالمصدر المؤوّل “أن تخلصوا” المصدر المؤوّل من أن وما بعدها في محل رفع خبر.[٥]

  • فاعل

وذلك إذا وقع المصدر المؤوّل موقع الفاعل، وذلك على نحو: يُعجبني أنّكَ مسافرٌ، والتّقدير: يعجبني سفرُكَ، فالمصدر المؤوّل “أنّك مسافر” المصدر المؤوّل من أنّ وما بعدها في محل رفع فاعل.[٦]

  • نائب فاعل

وذلك إذا وقع المصدر المؤوّل موقع نائب الفاعل بعد فعلٍ مبني للمجهول، وذلك على نحو قوله تعالى: قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجن، المصدر المؤوّل “أنّه استمع”، والتّقدير: أوحي إليّ استماعُه، فالمصدر المؤوّل “أنّه استمع” المصدر المؤوّل من أنّ وما بعدها في محل رفع نائب فاعل.[٧]

إعراب المصدر المؤول في محل النصب

يُعرب المصدر المؤول في حال النصب عدّة إعرابات، منها:

  • مفعول به

وذلك عندما يأتي المصدر المؤوّل بعد فعلٍ متعدٍّ، وذلك على نحو: أحبُّ أن تتواصلوا فيما بينكم، والتّقدير: أحبُّ تواصلَكم، فالمصدر المؤوّل: أن تتواصلوا: المصدر المؤوّل من أن وما بعدها في محل نصب مفعول به.[٨]

  • سدُّ مسدِّ المفعولين

وذلك عندما يأتي المصدر المؤوّل بعد فعلٍ متعدٍّ إلى مفعولين، وذلك على نحو: ظننتُ أنّكَ مسافرٌ، فالمصدر المؤوّل من أنّ وما بعدها قد سدّ مسد مفعولي ظنّ.[٨]

  • النصب على الظرفيّة الزمانية

وذلك إذا ما دلّ الحرف المصدري مع فعله على الزمان، وذلك على نحو: سأخلصُ لأصدقائي ما حييتُ، أي مدّةَ حياتي، فالمصدر المؤوّل “ما حييتُ” المصدر المؤوّل من “ما” وما بعدها في محل نصب على الظّرفيّة الزمانيّة.[٩]

إعراب المصدر المؤول في محل الجر

للمصدر المؤول في حالة الجر حالان في الإعراب:

  • الجر بالإضافة

وذلك إذا جاء المصدر المؤوّل بعد اسمٍ نكرة غير معرّف بأل ولا منوّن، أو بعد الأسماء التي تدلّ على الزمان أو المكان، وذلك على نحو: زرتُ صديقي قبل أن يسافر، فالمصدر المؤوّل “أن يسافر” المصدر المؤوّل من أنْ وما بعدها في محل جر بالإضافة.[٤]

  • الجر بحرف الجر
لحرف الجر حالان مع المصدر المؤول:[١٠]
  • أن يكون حرف الجر ظاهرًا: وذلك عندما يسبق حرف الجر أي مصدر مؤوّل، نحو قولهم: اعتقدتُ بأنّك مسافرٌ، فالمصدر الأول “بأنّك مسافر” المصدر المؤوّل من أنّ وما بعدها في محل جر بحرف الجر.
  • أن يكون حرف الجر مقدَّرًا: وذلك إذا ما كان المصدر المؤوّل متصدّرًا بـ “كي” فهنا يُقدّر حرف جر محذوف وهو اللام، ويكون المصدر المؤوّل من كي وما بعدها في محل جر بحرف الجر، وذلك على نحو: أدرسُ كي أنجحَ، فالمصدر المؤوّل “كي أنجح” المصدر المؤوّل من كي وما بعدها في محل جر بحرف جر مقدّر محذوف.

أمثلة على إعراب المصدر المؤول

فيما يأتي أمثلة متنوعة على بحث المصدر المؤول لترسيخ القاعدة:

  • قوله تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}.[١١]

أن تصوموا: المصدر المؤوّل من أن وما بعدها في محل رفع مبتدأ، والتّقدير: صيامُكم خيرٌ لكم.

  • قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ}.[١٢]

ما تبيّن: المصدر المؤوّل من “ما” وما بعدها في محل جر بالإضافة، والتّقدير: بعدَ بيانِهِ.

  • قوله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}.[١٣]

ما دمتُ حيًّا: المصدر المؤوّل من “ما” وما بعدها في محل نصب على الظّرفية الزمانية، والتّقدير: مدّةَ حياتي.

  • قوله تعالى: {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ}.[١٤]

لكي لا يكون: المصدر المؤوّل من كي وما بعدها في محل جر بحرف الجر.

  • قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.[١٥]

أنّ الله يعلم: المصدر المؤوّل من أنّ وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل “تر”، والتّقدير: ألم ترَ علمَ الله.

  • قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ}.[١٦]

أن تذهبوا: المصدر المؤوّل من أن وما بعدها في محل رفع فاعل، والتّقدير: يحزنني ذهابُكم.

  • قول امرئ القيس: أجارتنا إنّ الخطوبَ تنوبُ ** وإنّي مقيمٌ ما أقام عسيبُ.[١٧]

ما أقام: المصدر المؤوّل من “ما” وما بعدها في محل نصب على الظرفية الزمانية، والتّقدير: مدّة قيام عسيب.

لو وصفت: المصدر المؤوّل من لو وما بعدها في محل رفع فاعل للفعل ضرّك، والتّقدير: ضرّك وصفُ شاعرٍ.

تدريبات على إعراب المصدر المؤول

فيما يأتي تدريبات متنوعة على بحث المصدر المؤول:

استخرج المصدر المؤول من الجمل التالية وحدد موقعه من الإعراب

في الأمثلة الآتية هناك مصادر مؤولة مختلفة، جِدها وحدّد موقعها من الإعراب:

  • أن تدرسوا دروسكم خيرٌ لكم.
  • أخلص العامل في عمله كي ينالَ أجره الذي يستحقّه.
  • النجاحُ أنْ تتقنوا مهنتكم.
  • سأواظب على صلاتي ما حييتُ
  • سواءٌ عليك أتذهب أم لم تذهب

أعرب المصدر المؤول في الجمل التالية

فيما يأتي جمل فيها مصدر مؤول، دلّ على المصدر وأعرِبه:

  • يعجبني أنّك مجدٌّ.
  • قلتُ: إنّ العلمَ نورٌ
  • أن تدرسوا خيرٌ لكم.
  • الطاعةُ أن تعبدوا الله أينما كنتم.
  • أقدّرُ ما يمنحني إيّاه أبي.
  • حسبتُ أنّكَ أنهيتَ عملك.
  • أواظب على واجباتي كي لا ألام.
  • ذهبتُ إلى صديقي بعد أن أنهيتُ عملي.
  • أحبُّ إكمالَ عملي إلى آخره.
  • يعجبني سيرُك في الطّريق الصّحيح.
  • تشوّقت للقاء أخوتي.
  • انتشارُ الحب في الحياة يجعلها أجمل.
  • سأسعى للتطوّر جاهدًا.
  • أرى العلمَ نافعًا.

حوّل المصدر الصريح إلى مصدر مؤول

في الأمثلة الآتية جمل فيها مصادر صريحة، حوّل هذه المصادر الصريحة إلى مصادر مؤوّلة:

جملة المصدر الصريح
جملة المصدر المؤول
ولبسُ عباءة وتقرّ عيني
يعجبني ذهابك إلى المدرسة
دراستُك خيرٌ لك.

يظهر أنّ المصدر المؤوّل هو المصدر الذي يمكن تقديره بعد عدد من الأحرف في اللغة العربية، ويُعرب هذا المصدر بحسب موقعه من الجملة وبحسب ما يسبقه، فقد يكون في محل رفع كالمبتدأ والفاعل ونحوه، وقد يكون منصوبًا كأن يكون مفعولًا به ونحو ذلك، وقد يكون مجرورًا وله حالتين فقط: اسم مجرور أو مضاف إليه.

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، القواعد الأساسية في النحو والصرف، صفحة 199. بتصرّف.
  2. علي الجارم، مصطفى أمين، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 272. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد خير حلواني، النحو الميسر، صفحة 33. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 262. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 169. بتصرّف.
  6. محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 146. بتصرّف.
  7. محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 159. بتصرّف.
  8. ^ أ ب علي الجارم، مصطفى أمين، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 32. بتصرّف.
  9. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 435. بتصرّف.
  10. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 531. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:184
  12. سورة الأنفال، آية:6
  13. سورة مريم، آية:31
  14. سورة الأحزاب، آية:37
  15. سورة المجادلة، آية:7
  16. سورة يوسف، آية:13
  17. “أجارتنا إن الخطوب تنوب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2021.
  18. “قالت وصفت لنا الرحيق وكوبها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2021.
Exit mobile version