'); }
رأس الرجاء الصالح
رأس الرجاء الصالح أو باللغة الإفريقية Kaap die Goeie Hoop أو كاب دي جوي هوب أو رأس العواصف كما أسماه دياز، هو نهاية قارة أفريقا من الجنوب، والّتي تظهر للناظر من خلال الخريطة كرأس محدّب داخل المحيط ومائل إلى الجهة الغربيّة، ويقع قرب كيب تاون ويمتد في المحيط الأطلسي.
قبل اكتشاف القارّة الأمريكيّة وأستراليا وقبل حفر قناة السويس، وقبل أن يتم اختراع الثلاجة، كان البهار يُستخدم في حفظ اللحوم وتقديدها، لإطالة عمرها، وللوصول إلى البهار وبالأخص من أوروبا كانت السفن تتجه من السواحل الأوربية في البحر الأبيض المتوسط متجهة غرباً عبر مضيق جبل طارق، ثم تلتف جنوباً حول أفريقيا، بعدها تنحرف شرقاً إلى آسيا والهند، وبسبب هذه الرحلات عُرف رأس الرجاء الصالح.
'); }
كان رأس الرجاء الصالح نقطة الاستراحة للسفن قبل أن تتجاوزه إلى رأس أقولاس الّذي يفصل بين المحيط الأطلسي والهندي، وقد اعتادت السفن أن ترسوا برأس الرجاء الصالح، فباتت نقطة تجارية حيوية تمرّ بها السفن التجارية المتجهة نحو آسيا.
الجغرافيا
يبعد رأس الرجاء الصالح مقدار مئة وأربعين كيلومتر عن مدينة كيب تاون، ويبعد مقدار 2.3 كيلومتر عن كيب بوينت، وهو يتمتع بطبيعة خلاّبة ومناظر آسرة. ويوجد رأس الرجاء الصالح بالإحداثيات التالية: 34°21′29″S 18°28′19″E
التاريخ
كان رأس الرجاء الصالح معروفاً لكل من البحّارة العرب والهنود والصينيين، لكنّه في اليوم الخامس من حزيران (يونيو) للعام ألف وأربعمائة وسبعة وثمانين اكتُشف من قبل المستكشفين البرتغال فحصل على اسم رأس العواصف بسبب شدّة العواصف فيه، وكان من أطلقه هو المستكشف البرتغالي بارثولوميو دياز.
بعد اكتشافه عُرفت الطريق البحريّة الأولى الّتي تصل أوروبا بالهند "أرض البُهار"، وقد أسماه الملك البرتغالي جون الثاني باسمه الحالي رأس الرجاء الصالح، وكان الابتهاج عميقاً باكتشاف طريق بحريّة إلى الهند، فقد كانت القوافل البريّة تتعرّض للسطو وتتأخر وتتكلّف بمبالغ باهظة، أمّا طريق البحر فكان أسرع وأقل مخاطرة.
باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح استغنت أوروبا عن الطريق البريّة وعن دول القلب ( الدول الغنية التي سكون عدد سكانها أقل من دول المحيط )، لتُعرف بعد ذلك باسم العالم القديم، وكان هذا من أهم أسباب انهيار الدولة المملوكية.
اكتشاف رأس الرجاء الصالح يعود إلى البرتغال، لكنّ الرحالة المسلم ابن ماجد هو الّذي أمدّ المستكشف بارثولوميو دياز طوال مسيره بالخرائط الّتي رسمها الرحالة والمستكشفون والعلماء المسلمون منذ أيّام الفتوحات الإسلامية، واستمرّ معه حتى تجاوزا معاً رأس الرجاء الصالح بنجاح.