الآداب

المسرح العربي الحديث عند المشارقة

صورة مقال المسرح العربي الحديث عند المشارقة

نشأة المسرح العربي الحديث عند المشارقة

يتفق معظم الدارسين على أنّ المسرح العربي نشأ مع نهايات القرن الثامن عشر، تحديدًا بعد الحملة الفرنسية على مصر، حيث حملت معها ما حملته من انفتاح على الآداب والفنون عامة، وعلى أنّ الحملة الفرنسية على مصر لم تكن إلا شكلًا من أشكال الاستعمار، إلا أنّها وعلى حد قول الباحثين كان لها أثر كبير في جعل مصر محطًا لأنظار الأدباء والفنانين من مختلف أرجاء الوطن العربي.[١]

للمسرح العربي على هيئته الحالية تاريخ قديم، إذ بدأ المسرح العربي على هيئة ما كان يُعرف بخيال الظل، وهو عبارة عن مسرحيات تُقدم من خلال ألعاب كرتونية يُحركها الممثل ويراها المشاهد من انعكاس خيالها على اللوحة المثبتة أمامه، وقد عُرف هذا الفن في سوريا ولبنان ومصر، ثم تم تطويره حتى أصبح أداء الأدوار يعتمد على الشخصيات البشرية لا على الكرتونية، ومن هُنا بدأ المسرح العربي.[٢]

العوامل المؤثرة في نشأة المسرح العربي

أثرت في نشوء المسرح العربي عدة عوامل ويمكن ذكرها على النحو الآتي:[٢]

  • الحملة الفرنسية على مصر

وذلك في نهايات القرن الثامن عشر، حيث أدخل الفرنسيون المسرح إلى مصر بممثلين ومسرحيات فرنسية لتقدم للفرنسيين المرافقين للحملة، وهذا كان أول تعارف حقيقي بين العرب والمسرح.

  • التمازج الثقافي مع الغرب

حيث حمل الأدباء العرب الذين سافروا في بعثات إلى الخارج معهم بعض ألوان الفنون الرائجة في أوروبا وعلى رأسها المسرح، وبهذا الصدد نذكر أنّ التأثير الغربي على المسرح العربي استمر فترة طويلة من الزمن، وقد عمد بعض المسرحيين العرب إلى الاعتماد على بعض النماذج المترجمة لكتاب فرنسيين وتأديتها من خلال فرقتهم المسرحية.

  • المعاناة المشتركة بين معظم الدولة العربية من الاستعمار

والتي خلقت مادة مسرحية جيدة يُمكن الاتكاء عليها لمحاولة نشر فكر المقاومة كمسرحية منمنمات تاريخية لسعد الله ونوس مثلًا، فهي عبارة عن مزج بين واقع الحياة الاجتماعية والاستعمارية في آن معًا.

  • الظروف المعيشية الصعبة التي عانى منها الشعب العربي

والتي أدت إلى ظهور كتاب مسرحيين لامعين طرقوا هذا الباب بشكل عاطفي شجن تحت غطاء كوميدي، كمسرحيات محمد الماغوط “غربة وكاسك يا وطن“.

  • التردي الأخلاقي الذي ساد في البلدان العربية

خاصةً التي خضعت للاستعمار، مثل: مصر وسوريا، فقد كانت مادةً محفزةً للكتاب لإلقاء الضوء عليها بشكل مباشر للتنويه والتنبيه للخطر المحدق الذي تربص بالبلدان العربية كلها.

أبرز كُتاب المسرح العربي

لمعت في سماء المسرح العربي أسماء كتاب كثر، تركوا إرثًا هائلًا من المسرحيات المميزة والرائدة في شتى المجالات، ومن أبرز هؤلاء الأسماء الآتية:

  • محمود تيمور

كاتب مسرحي مصري، يُعتبر من أبرز الكتاب المسرحيين بعد توفيق الحكيم، كان يميل للكتابات الخيالية في رواياته وكان كاتبًا روائيًا أكثر من كونه مسرحيًا، على هذا فقد ألف العديد من المسرحيات الطويلة التي عُرضت في مصر والعالم العربي.[٣]

  • علي أحمد باكثير

كاتب مسرحي، وُلد في إندونيسيا لأبوين عربيين، انتقل إلى مصر في بدايات حياته تأثر في المسرحيات الشعرية العربية كثيرًا ومنها مسرحيات الشاعر أحمد شوقي، وهي التي قادته لتأليف أولى أعماله المسرحية المسماة بـ(همام).[٤]

  • مارون النقاش

يُعتبر مارون النقاش أول من أدخل المسرح إلى العالم العربي، وهو من مواليد مدينة صيدا بلبنان، وقد شكّل فرقةً مسرحيةً مع أصدقائه، ودربهم على تأدية مسرحية البخيل، ثم انتقل إلى الإسكندرية وترك فيها بصمةً مسرحيةً مميزةً.[٥]

المراجع

  1. محمد مصطفى بدوي، المسرح العربي الحديث في مصر، صفحة 19-25. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رياض كامل (14/2/2015)، “نشأة المسرح العربي الحديث”، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2022. بتصرّف.
  3. محمد مصطفى بدوي، المسرح العربي الحديث في مصر، صفحة 174. بتصرّف.
  4. محمد مصطفى بدوي، المسرح العربي الحديث في مصر، صفحة 218. بتصرّف.
  5. سيد علي اسماعيل، تاريخ المسرح في العالم العربي القرن التاسع عشر، صفحة 21. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى