يوسف عليه السلام
يوسف عليه السلام هو نبيّ بعثه الله سبحانه وتعالى لأهل مصر واسمه هو” يوسف بن يعقوب بن اسحق”، كانت له مكانةٌ خاصة عند والده يعقوب ممّا دعى إخوته الكيد به لغيرتهم منه؛ حيث قاموا برميه في البئر، وقالوا لوالدهم بأنّ الذئب قد أكله، وما يميّزه عليه السلام هو الحسن والجمال الباهر، بالإضافة لقدرته على تفسير الرؤيا والأحلام، والأمانة، ممّا جعل من عزيز مصر يُعيّنه مسؤولاً عن الخزينة وبيت المال في مصر، حيث كان خير مثالٍ للمسؤولية والأمانة.
ذُكرت في القرآن الكريم قصّة سيدنا يوسف عليه السلام، ووُصفت بأنها أفضل القصص؛ وهو النبي الوحيد الذي تمّ سرد قصته بسورة كاملة بالقرآن؛ حيث يُذكر في القصة أنّه أجمل البشر، ممّا دعى امرأة العزيز لأن تنجذب إليه؛ لإغوائه عندما كان خادماً في قصرها، وورد في السنة النبوية عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنّه قال عنه “أوتي يوسف شطر الحسن”.
مكان قبر يوسف عليه السلام
اختلفت الآراء حول مكان وجود قبر يوسف عليه السلام، فيقال إنّه موجود في بلدة بلاطة في الشرق من مدينة نابلس في فلسطين، ويعتبر قبره من المقامات المُقدّسة عند اليهود، وحسب معتقداتهم إنّ رفات يوسف عليه السلام تمّ نقله من مصر وتمّ دفنه في نابلس، ولكن هناك بعض المؤرّخي يقولون إنّ هذا القبر عمره لا يتجاوز بضعة قرون، وأنّ هذا المقام لشيخ مسلم يُطلق عليه اسم ” يوسف الدويكات”.
يُذكر أنّ هناك حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدّث عن قصة عجوز من بني إسرائيل تعلم مكان دفن يوسف، وذهب إليها سيدنا موسى عليه السلام عندما خرج هارباً من مصر بسبب بطش الطاغية فرعون، وقيل إنّ يوسف عليه السلام طلب من قومه أن يُخرجوا عظامه من مصر وينقلوها إلى فلسطين، فعزم موسى على ذلك وقيل له بأنّ عجوزاً من بني إسرائيل تعلم مكان قبره فسألها وأخبرته، فقام باستخراج الرفات من القبر ودفنها في فلسطين، وهناك من يقول إنّه في مدينة الخليل.
وهناك مقولات قد تكون هي الأصح والتي تُرجّح بأن قبر سيدنا يوسف لم يُنقل من مصر وبقي هناك ولكن لا أحد يعلم مكانه، ودليل ذلك أنّ أغلب المؤرخين والعلماء يُرجّحون بأن القبر الوحيد من الأنبياء والرسل المعروف مكانه هو قبر سيّدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، أمّا باقي الرسل والأنبياء فلا يُعلم مكان قبورهم، والله أعلم.