غار ثور
الغار هو شقٌّ أو تجويفٌ في الجبل عادّة ما يكون ناتجًا عن عمليّات التَّجوية والتّعرية الطبيعيّة في تركيبة الجبل، وهذا التّجويف قد يكون كبيرًا ممّا يسمح للإنسان بالعيش أو الاختباء به ويسمّى هذا التّجويف إضافةً إلى الغار بالمغارة، وقد ورد كلا اللّفظين في القرآن الكريم.[١]
غار ثورٍ أخذ اسمه من اسم الجبل الموجود فيه وهو جبل ثورٍ الّذي يقع في منطقة مكّة المكرّمة في المملكة العربيّة السّعوديّة غرب البلاد بإرتفاعٍ يبلغ سبعمائة وثمانيةً وعشرين مترًا، ويقع على بُعد أربعة كيلومتراتٍ من الحرم المكيّ من ناحيته الجنوبيّة. هو عبارةٌ عن تجويفٍ في الصُّخور الصَّلدة يبلغ ارتفاعه متراً ورُبع المتر، وله مدخلان على هيئة فتحتين شرقيّةٍ وغربيّةٍ.[١]
مكانته التّاريخيّة
غار ثورٍ أحد الرُّموز التَّاريخيّة العظيمة في الحضارة الإسلاميّة؛ فهو الغار الذي آوى إليه النّبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه عندما خرجا مهاجرين من مكّة إلى المدينة، وذلك بعد أنْ أجمع كفّار قريش أمرهم على قتله صلى الله عليه وسلم وهو نائمٌ في منزله بواسطة مجموعةٍ من الرِّجال من قبائل عدّةٍ؛ كي يضيع دمه في القبائل فيعجز أهله عن المطالبة به؛ وبالتّالي القضاء على الدَّعوة الإسلاميّة.
جاء الأمر الإلهيّ بالهجرة؛ فخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه ولجآ إلى الغار؛ فلحقت بهما قريش للقبض عليهما حتّى وصلا إلى الغار ووقفوا عليه؛ لكنّ الله بمشيئته وقدرته صرفهم عن رؤية النّبيّ الكريم وصاحبه؛ حتّى أنّ أبا بكرٍ قال للنّبيّ: لو أنّ أيًّا منهم نظر تحت قدميه لرآنا؛ فأجابه الرَّسول صلى الله عليه وسلم مطمئنًا: ما بالك في اثنين الله ثالثهما، وبقيا في الغار ثلاثة أيام قبل بدء المسير نحو المدينة المنوّرة. وغار ثورٍ هو حامي الإسلام بحمايته للرَّسول الكريم وصاحبه ومنه انطلق الرَّسول إلى المدينة مؤسِّساّ دولةً عظيمةً وديناً باقياً إلى قيام السَّاعة.[٢]
زيارته
غار ثور قيمة تاريخيّةٌ وأثريّةٌ كغيره من المعالم في التَّاريخ ولا يتعدّى هذا الأمر، أمّا ما يعتقده بعض المسلمين من أنّ له قداسةٌ ويجب زيارته عند وصول مكة المكرمة للحجّ أو العمرة؛ فهذا أمرٌ لا أساس له من الصِّحة وهو من الأمور المبتدعة في الدِّين؛ حيث إنّه لم يردْ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم زيارته ولا عن أحدٍ من أصحابه. أما من أراد زيارته للمشاهدة كمعلم أثريّ يحمل رواية الهجرة فلا بأس في ذلك.[٣]
المراجع
- ^ أ ب habiba (14-1-2017)، “أين يقع غار ثور ؟”، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2018. بتصرّف.
- ↑ وداد السعودي، “غار ثور.. غار الهجرة”، arabiaweather، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2018. بتصرّف.
- ↑ “غار ثور”، islamweb، 28-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2018. بتصرّف.