محتويات
'); }
الدّب القطبي
الدّب القطبي، أو الدّب البحري، أو الدّب الجليدي، أو الدّب الأبيض كلها مسميات لأحد أنواع الدّببة التي تعيش في القطب الشّمالي، والتي تتميّز بفرائها الأبيض الجميل، وبالرّغم من أنّ اللون الأبيض يرمز عادةً للوداعة والبراءة، إلا أنّ الدّب القطبي الأبيض هو أحد الحيوانات المفترسة الخطيرة جداََ، فهو أضخم الحيوانات الآكلة للحوم التي تعيش على اليابسة، ويساويه في الحجم فقط أحد أنواع الدّببة الرماديّة، لذلك فهو أحد الحيوانات القليلة التي لا توجد لها مفترسات طبيعيّة، كما أنّه لا يخاف من البشر ومن هنا تأتي خطورته.[١]
يتصف الدّب القطبي ببنية جسديّة ممتلئة وضخمة، ويتراوح وزنه ما بين 410-720 كيلوغراماََ، ويصل ارتفاع كتفه عن الأرض إلى 1.6 متر، أما طول جسمه فيتراوح بين 2.2-2.5 متر، ويتراوح طول الذّيل ما بين 7-12 سنتيمتراََ، كما أنّ للدب القطبي عنقاً طويلة ورأساً صغيراً نسبياً، وأذنين قصيرتين، ومستديرتي الشّكل، وله أقدام عريضة ومخالب قويّة، وفي الحقيقة يوجد تباين واضح في الحجم بين الجنسين، فالذّكور أضخم بكثير من الإناث.[١]
'); }
أماكن وجود الدّب القطبي
تُعد الدّببة القطبية من الثّدييات البحريّة، ويدل على ذلك اسمها العلمي Ursus maritimus، والذي يعني الدّب البحري، فهي تعيش في المنطقة القطبيّة المحيطة بالقطب الشماليّ، والتي تشمل المحيط المتجمّد الشّمالي والسّواحل المحيطة به، والتي تكون على شكل كتل جليديّة طوال فصل الشّتاء، وتفضّل الدّببة القطبية هذه الأماكن لتوفّر الفقمات، وهي الفريسة الرئيسيّة لها، أما في الصّيف عندما تبدأ الكتل الجليديّة بالذّوبان، تلجأ الدّببة القطبيّة إلى الجزر والمناطق الساحليّة التي يظل الجليد صامداََ فيها، إلى أن يتجمّد المحيط من جديد، وفي الحقيقة توجد ست جماعات من الدّبب القطبية التي تتوزّع في ست مناطق مختلفة وهي جزيرة رانجل، وغرب ألاسكا، وألاسكا الشماليّة، وأرخبيل القطب الشّمالي الكندي، وجرينلاند، وأرخبيل فرنسوا جوزيف، ووسط سيبيريا.[٢]
تكيّف الدّب القطبي للعيش في القطب الشمالي
يُعدّ الدّب القطبي من أكثر الحيوانات تكيفاََ مع بيئة القطب الشّمالي قارصة البرودة، وذلك لما يتمتّع به صفات، ومنها ما يلي:[٣][٤]
- يحتوي جلد الدب القطبي على طبقة من الدّهون التي تؤمن له الدّفء، بالإضافة إلى لون جلده الأسود، الذي يساعد على امتصاص أشعة الشّمس بكفاءة أكبر.
- تغطي جسمه طبقة سميكة وعازلة من الفراء الأبيض الذي يوفّر له مزيداََ من الدفء، ويساعده على تمويه نفسه ضمن الجليد الأبيض الذي يحيط به.
- يتميّز بأنه سبّاح ماهر، وذلك بفضل أقدامه الأماميّة الكبيرة التي تحتوي على أغشية بين المخالب تساعده على التّجديف، بالإضافة إلى ساقيه الخلفيتين اللّتين تعملان مثل الدّفة لتوجيهه أثناء السّباحة.
- يمتلك الدّب القطبي جفناََ ثالثاََ يحمي عينيه أثناء العواصف الثلجيّة، ويسمح له بالرّؤية الجيدة حتى أثناء وجوده تحت الماء.
- يُغطي أقدام الدّببة القطبيّة من الأسفل فراءٌ يعمل على تدفئة أقدامها، ويقلّل من خطر الانزلاق، كما يسمح لها بالمشي دون إصدار صوت.
النّظام الغذائي للدب القطبي
تتغذى الدّببة القطبيّة بشكلِِ أساسي على الفقمات، وهي تفضّل الفقمة ذات الحلقات التي تزودها بما تحتاجه من سعرات حراريّة عالية، فتناول فقمة واحدة يزوّد الدّب القطبي بما يحتاجه من طاقة لمدة 11 يوماََ، وفي الحقيقة تحتاج الدّببة القطبية المحافظة على طاقتها لذلك فهي لا تطارد فريستها عادةً، بل تفضّل أن تنصب الكمائن للفقمات، حيث يستخدم الدّب حاسة الشّم القويّة لتحديد موقع فتحات التّنفس للفقمات والتي قد تبعد عنه مسافة قد تصل إلى ميل واحد، ويبدأ الدّب بالتّسلل بهدوء نحو الفقمة وذلك بفضل الفراء الذي يبطّن قدمه من الأسفل ويخفي صوت خطواته، ويظل الدّب قابعاََ بهدوء وصبر لفترة قد تصل إلى عدة ساعات حتى يتمكّن من صيد الفقمة فور خروجها إلى السّطح للتنفس، وتجدر الإشارة إلى أنّ النّظام الغذائي للدببة القطبيّة قد يحتوي بالإضافة إلى الفقمات على حيوان الفظ، والرّنة، والحيتان الميتة، والأعشاب، والأعشاب البحريّة، وأي مصدر آخر يمكنها العثور عليه.[٤]
تكاثر الدّب القطبي
يبدأ موسم تزاوج الدّببة القطبية في شهر آذار، فتبدأ الذّكور البالغة بالبحث عن الإناث، ويعتقد العلماء أنّ الذّكور تتمكّن من تحديد أماكن وجود الإناث من الرّوائح التي تتركها على الثّلج أثناء مشيها، وعند عثور الدّب على أنثى يقضي معها فترة أسبوعين، يحدث خلالها إخصاب البويضة، ولكنّ البويضة المخصّبة تظل في حالة كمون، ويؤجَّل انزراعها في الرّحم إلى ما بين شهري أيلول وتشرين الأول، وذلك لضمان ولادة الصّغار في ظروف بيئيّة مناسبة، وزيادة فرصهم في البقاء، ومن الجدير بالذكر أنّ الأم الحامل تبدأ ببناء جحر في الثّلج لتلد فيه صغارها، ويتميّز هذا الجحر بأنّ درجة الحرارة فيه تزيد أربعين درجة مئويّة عن الخارج، وتضع أنثى الدّب القطبي ما بين 1-3 دياسم بعد فترة حمل تصل إلى ستين يوماً بدءاََ من تاريخ انزراع البويضة المخصبة.[٤]
تولد صغار الدّببة القطبيّة عادةََ ما بين شهري كانون الثّاني وكانون الأول بوزن لا يتجاوز 0.45 كيلوغرام، وتكون الدّياسم عند ولادتها مغمضة العينين، وبلا شعر، وتعتمد على الأم في تغذيتها وتدفئتها، إلا أنّ الصّغار سرعان ما يكتسبوا المزيد من الوزن بفضل حليب الأم الغني بالدّهون، فيصل وزن كل منهم بحلول شهر نيسان إلى 9 كيلوغرامات، ويبدأ الصغار بحلول الرّبيع باستكشاف المناطق المحيطة بالجحر، وعند بلوغ الدّببة العام الثّاني من العمر تكون قادرة على الانفصال عن الأم والعيش بمفردها.[٤]
الدّببة القطبية مهددة بالانقراض
ذكرنا سابقاََ أنّ الدّب القطبي يتربّع على قمة الهرم الغذائي في بيئته، فلا يوجد حيوان يمكنه افتراس الدّب القطبي، ولكن هذا لا يعني أنّ الدّب القطبي لا يوجد له أعداء، لأنّه للأسف يواجه عدواََ أعظم من كل أنواع المفترسات، وهو الإنسان، فهو يتعرّض للصيد من قبل شعب الإنويت أو الإسكيمو للحصول على لحمه، وفرائه، وأوتاره، وشحمه، أما الخطر الثّاني الذي يواجهه الدّب القطبي فهو ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدّت إلى ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد في القطب الشّمالي، الأمر الذي حرم الدّببة القطبيّة من فرصها في الحصول على الطّعام، وقلل من فرص تكاثرها، وتشير توقعات هيئة الماسح الجيولوجي الأمريكيّة إلى أنّ فقدان الدّببة القطبيّة لموائلها قد يتسبب في انخفاض أعداد الدّببة القطبية بنسبة الثّلثين بحلول عام 2050، لذلك أدرجت الحكومة الأمريكية في عام 2008 الدّب القطبي كنوع مهدّد بالانقراض.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت “Polar Bear”, www.britannica.com,22-2-2018، Retrieved 29-3-2018. Edited.
- ↑ “polar bear”, animaldiversity.org, Retrieved 29-3-2018. Edited.
- ↑ “Polar Bear”, www.nationalgeographic, Retrieved 20-3-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Polar Bear”, animals.sandiegozoo.org, Retrieved 29-3-2018. Edited.