مكان ولادة موسى عليه السلام
مصر هي مسقط رأس نبيّ الله موسى -عليه السلام-،[١] حيث ولد في شرقيّ نهر النيل في مدينة تُسمّى أسكر، تتبع الآن منطقة الإطفيحية،[٢] وذلك موجود في جنوب منطقة تُعرف بالفسطاط شرقيّ نهر النيل، قريب من بركة الحبش وبساتين الوزير، وهي موجودة في الإقليم الثالث.[٣]
قصة ولادة موسى
كان قوم موسى -عليه السلام- وهم بنو إسرائيل يعيشون في مصر تحت حكم واستعباد فرعون وقومه، وقد أمر فرعون جنده بعد أن رأى في المنام أن ولداً من أولاد بني إسرائيل سيقتله أمرهم أن يقتلوا كلّ مولود يولد لبني إسرائيل، ثم تراجع لمّا حذره الملأ من أنّ ذلك سيؤدي إلى نقصان في الأيدي العاملة؛ فأمر بان يُقتل مواليد بني إسرائيل عاماً والعام الذي يليه لا يقتلون؛ فكانت ولادة موسى -عليه السلام- في العام الذي يقتل فيه الأطفال؛ فخافت أمّه عليه فألقى الله -تعالى- في روعها أن ضعي موسى في تابوت ثم اقذفيه في النهر ففعلت، قال -تعالى-: (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى* أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي).[٤][٥]
وقدّر الله -سبحانه وتعالى- أن يُلقي النهر بالتابوت الذي فيه موسى -عليه السلام- على شاطئ قصر فرعون؛ فيلتقطه الخدم وتأخذه آسيا زوجة فرعون، وحين فتحته ورأته وقع حبّه في قلبها وتمنّت أن يكون ابناً وقرّة عين لها ولزوجها فرعون؛ فرفض فرعون ذلك لكنّه سمح لها بالاحتفاظ به، وهذا من تدبير الله -تعالى- لموسى عليه -السلام-، قال -تعالى-: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)،[٦] وجدّت امرأة فرعون في طلب المرضعات حتى يرضعنه إلّا أنّه أبى؛[٧] فانتشر خبر حاجتهم إلى مرضعة، فأمرت أمّ موسى أخته بأن تخرج وتستعلم عن القصّة، فخرجت وتقصّت الأمر دون أن يشعروا بها، قال -تعالى-: (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)،[٨] ثم أقبلت إليهم قائلة: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ)،[٩] وقصدت بناصحون؛ أي مرضعون حافظون ومرّبون له يضمّونه ويحرصون عليه لمكانته عند الملك؛ فقبلوا ذلك وأعاده الله -تعالى- إلى حضن أمّه كما وعدها من قبل، وأقّر عينيها بنجاته، قال -تعالى- ممتنّاً على موسى بذلك: (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنْ).[١٠][١١]
التعريف بموسى عليه السلام
موسى بن عمران -عليه السلام- هو نبيّ من أنبياء الله -تعالى- ورسله، ويعرف بأنّه كليم الله، وهو من أولي العزم من الرسل، أرسله الله -تعالى- إلى قومه وهم بنو إسرائيل داعياً لهم؛ لتوحيد الله -تعالى- وإفراده بالعبادة،[١٢] وقد تميّز هو وأمّته من بين الأمم؛ بأن أنزل الله -تعالى- إليه شريعة عظيمة مفصّلة، وجعل بني إسرائيل أمّة كثيرة العدد، وبارك في أفرادها؛ فجعل منهم الأنبياء، والعلماء، والعبّاد، والملوك وغيرهم من أهل الفضل والشأن، قال -تعالى- في شأنهم: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)،[١٣] وقد نُسخت هذه الشريعة لاحقاً.[١٤]
المراجع
- ↑ عبد الرزاق عفيفي، مذكرة التوحيد (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، صفحة 78، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 307، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 450، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية: 38-39.
- ↑ أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، الجواهر الحسان في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 54، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص ، آية: 8.
- ↑ “ذكر قصة موسى الكليم، عليه الصلاة والسلام”، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية: 11.
- ↑ سورة القصص ، آية: 12.
- ↑ سورة طه، آية: 40.
- ↑ محمد بن جرير الطبري (2001)، تفسير الطبري= جامع البيان (الطبعة الأولى)، مصر: دار هجر للطباعة والنشر، صفحة 61-62، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ د.أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصر (الطبعة الأولى)، الرياض: دار عالم الكتب، صفحة 2138، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف ، آية: 159.
- ↑ د. أمين عبد الله الشقاوي (4-7-2018)، “نبي الله موسى عليه السلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2020. بتصرّف.