أين ولد سيدنا يوسف عليه السلام
ولد سيدنا يوسف في منطقة تسمّى “فدان أرام” والتي توجد في العراق، وفي ذلك الوقت كان سيدنا يعقوب عند خال سيدنا يوسف لابان، ويذكر أنّ يعقوب كان يبلغ من العمر 91 عاماً في وقت مولّد يوسف، ثمّ عاد به سيدنا يعقوب وهو صغير إلى بلاد الشام، ويذكر أن أبناء يعقوب -عليه السلام- الاثني عشر ولدوا في منطقة فدان أرام إلا ولده بنيامين ولد في أرض كنعان.[١]
التعريف بسيدنا يوسف
هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان سيدنا يوسف -عليه الصلاة والسلام- هو الأحب والأقرب لأبيه من بين كل إخوته، وعندما كان سيدنا يوسف -عليه السلام- طفلاً صغيراً رأى رؤية غريبة قصها على والده، فقد رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له.[٢]
والتي جاءت في قوله -تعالى-: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)،[٣] ولخوف سيدنا يعقوب على سيدنا يوسف منعه من سرد الرؤيا على أحد خاصة إخوته، وذلك في قوله -تعالى-: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.[٤][٢]
كان سيدنا يعقوب متعلقاً بشكل كبير بابنه يوسف، ويخاف عليه كثيراً لما رأى فيه من أمارات الصلاح وربما النبوة، ممّا أثار في قلوب إخوته الغيرة والحسد، ففكروا بأن يتخلصوا منه بأي طريقة ليخلوا لهم قلب يعقوب، فقاموا بمراودته والتحايل عليه ليأخذوه معهم للصيد والرعي فوافق سيدنا يعقوب بعد إصرارهم على ذلك.[٥]
وكان الرعي يطول ويستمر لعدة أيام أحياناً، فبعد أن أخذوه معهم ألقوه في بئر ووضعوا على قميصه الدم، حتى يصدقهم يعقوب بأن يوسف أكله الذئب ومات، فالتقطته قافلة وأخذوه معهم وباعوه في مصر كعبدٍ لهم واشتراه عزيز مصر، ويذكر أنّ ذلك كان في العام 1600 قبل الميلاد على زمن الملك أبابي.[٥]
حياة سيدنا يوسف
كبر سيدنا يوسف وكان يتّصف بشدّة الجمال لدرجة أنّ امرأة العزيز أصبحت تدبر له المكيدة، قال -تعالى-: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)،[٦] ولكنه رفض فعل ذلك وفضّل السجن على أن يقوم بذلك، وبعد فترة دخل معه السجن رجلين أُتهما بمحاولة تسميم الملك.[٧]
وهم في السجن سألا يوسف عن رؤياهم كونهما يرونه صالحاً، فالأول رأى أن الطيور تأكل الخبز من على رأسه، ورأى الثاني أنه يعصر الخمر، فأخبرهما بتفسير رؤياهم ، فقال للأوّل أنّه سيصلب وتأكل الطيور من رأسه، والثاني أخبره بالنجاة من السجن وطلب يوسف منه أن يَذكرّه عند الملك ولكن الفتى نسي ذلك.[٨]
وفي يوم رأى الملك رؤيا لم يستطع أحد تفسيرها، فأرشدهم الفتى الذي نجا من السجن إلى يوسف، وقام بتفسيرها له وأخرجه من السجن، وبعد سنوات جاء إخوة سيدنا يوسف لشراء الطعام من مصر فتعرف عليهم يوسف وهم لم يعرفوه، وبعد مدّة طلب منهم أن يُحضروا أباه وقومهم إلى مصر.[٨]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 190. بتصرّف.
- ^ أ ب أَبُو اليُمْن العُلَيْمي، الأنس الجليل، صفحة 66.
- ↑ سورة يوسف، آية:4
- ↑ سورة يوسف، آية:5
- ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 205- 206. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:23
- ↑ النسفي، تفسير النسفي مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 102. بتصرّف.
- ^ أ ب زاهية الدجاني، يوسف عليه السلام بين القرآن الكريم والتوراة، صفحة 69- 75. بتصرّف.