'); }
خلق آدم عليه السلام
خلق الله عزّ وجل الكون بأسره، من جمادات وحيوانات ونبات، وهيأ أسباب الحياة الرغيدة فيه، وذلك لاستقبال المخلوق المكرّم على جميع المخلوقات، والذي كرّمه مولاه بالعقل؛ حيث يسمو به بمعرفة خالقه وعبادته وحده، فهو خليفة الله في الأرض، عندها خلق الله تعالى في الجنة أول إنسان بيديه، وكان خلقه من طينة الأرض، ثم تركه فترةً من الزمن، ويُقال أربعون يوماً حتى يجف، عندها نفخ فيه الروح، وصار بشراً سوياً، من غير أم ولا أب، فهي قدرة الله عزوجل، وبعد ذلك أمر الملائكة بالسجود له لا سجود عبادة، بل سجود تكريم، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، فهم لا يعصون الله ما أمرهم، إلا إبليس المتكبّر عصى وفسق، ورفض أمر الله، واستكبر وكفر؛ فالسجود لآدم فيه تكريم له وتفضيل على الجميع، فاحتجّ إبليس بقوله إنّه هو أفضل من آدم، فقد خُلِق من نار، وآدم خُلق من طين، عندها طرده الله عزّ وجل من رحمته ومن جنته، ولعنه ووعده بالنار ومن تبعه إلى يوم الدين، فبدل أن يطلب العفو والمغفرة، طلب من ربّه أن يمهله إلى يوم القيامة، وتهدّد وتوعّد بإغواء بني آدم، وإضلالهم عن الصراط المستقيم، فبعد مدّة من الزمن شعر آدم عليه السلام بالوحشة والوحدانية، فخلق له ربّه حواء من جنسه ليسكن إليها، فكانت الحياة السعيدة، في ظلال الجنة والتنعم بكل ما فيها.
نهى الله تعال آدم وحواء عن تناول ثمر إحدى الشجرات، وهنا بدأ إبليس بتطبيق وعيده، فراح يوسوس لآدم وحواء بأن يأكلا من تلك الشجرة، وأوهمهما أنّ ربّهما منعهما منها كي لا يصبحا ملكين، وأن لا يكونا من الخالدين، وأبدى لهما صدق ما يقول، وفعلاً تحقق مراده، فبضعف منهما اقتربا من الشجرة وتذوّقا طعم ثمرها، وندما على صنيعهما، واستغفرا ربّهما، وطلبا منه التوبة والمغفرة، فتاب الله عليهما، ولكن أخرجهما من الجنة، وأنزلهما إلى الأرض.
'); }
هبوط آدم وحواء إلى الأرض
هبوط آدم وحواء إلى الأرض ليس كعقاب لهم، بل كفارة لفعلهما، وإرادة الله اقتضت ذلك؛ فهو سبب للحياة على الأرض، واستخلاف آدم وبنيه في الأرض، وعبادة الله وتوحيده، وإرسال الرسل والرسالات، وأخيراً الثواب والعقاب.