أين كان يسكن قوم نوح
ذكر المؤرخون أن قوم نوح -عليه السلام- كانوا يسكنون في مدينة العراق في الشمال الشرقي من جزيرة العرب، وقد كانوا قوماً صالحين يعبدون الله -تعالى- ثم اتخذوا لبعض الصالحين تماثيل ليتقربوا بها إلى الله -تعالى- ظناً منهم بأنها تزيدهم قرباً وطاعة، ولكنهم بذلك عبدوا الأصنام واتخذوا مع الله شركاء؛ فبعث الله سيدنا نوح -عليه السلام- لدعوتهم لعبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأصنام.[١]
وبذل سيدنا نوح -عليه السلام- الكثير من الجهد في دعوة قومه، واستخدم جميع الأساليب لدعوتهم لعبادة الله -تعالى- وحده، لكنهم استكبروا وكذبوا بما أرسل إليهم، وعبدوا أصناماً كانوا يسمونها بأسماء رجال صالحين مثل: ود، وسواع، ويعوق، ونسر، واستكبروا عن عبادة الله الواحد القاهر.[١]
قال -تعالى- في وصف قصة نوح -عليه السلام-: (قَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)،[٢]وقال -تعالى-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا* وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).[٣]
قصة النبي نوح
ذُكرت قصة نبي الله نوح -عليه السلام- مع قومه في سور عديدة في القرآن الكريم، فقد ذُكرت في سورة هود بشيءٍ من التفصيل، ووردت أيضاً في سور عديدة؛ مثل الأعراف، ويونس، والمؤمنون، والشعراء، والعنكبوت، والصافات، والقمر بشيء، وأشار القرآن الكريم إلى قصته في سور الأنبياء والفرقان والذاريات، ويوجد في القرآن الكريم سورة كاملة سميت بسورة نوح ذكرت تفاصيل كثيرة عن قصته مع قومه.[٤]
وقد ذُكر في القرآن الكريم أن الله -تعالى- أرسل سيدنا نوح -عليه السلام- إلى قومه وكانوا يعبدون الأوثان؛ فدعاهم لعبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأصنام لمدة طويلة؛ إلا أن قوم نوح كانوا يستكبرون ويسخرون ممن آمن مع نوح -عليه السلام-، ووصفوهم بأوصاف غير لائقة، وأخبروهم بأنهم من أرذل القوم؛ لكن نوح -عليه السلام- استمر بدعوته لقومه والدعاء لهم بالهداية.[٤]
سفينة نوح ومكان استوائها
لجأ سيدنا نوح -عليه السلام- إلى الله -تعالى- عندما دعا قومه لمدة طويلة ولم يستجب معه إلا القليل؛ فأمره الله -تعالى- بصناعة سفينة في الصحراء، وهي المعجزة التي لا يستوعبها عاقل، فامتثل سيدنا نوح -عليه السلام- لأمر الله -تعالى- وبدأ بصناعة السفينة، وسخر منه قومه المكذبين واستكبروا استكباراً شديداً.[٥]
وأمر الله -تعالى- سيدنا نوح -عليه السلام- بصعود جميع من آمن معه إلى السفينة، ووضع زوجين اثنين من كل الحيوانات؛ فأنزل الله -تعالى- الماء من السماء، وتفجرت الينابيع من الأرض، ونجت سفينة نوح من الطوفان العظيم واستقرت على جبل الجودي.[٦]
قال -تعالى-: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ* قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ* وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).[٧]
المراجع
- ^ أ ب أحمد العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:59
- ↑ سورة نوح، آية:5- 7
- ^ أ ب “قصة نوح عليه السلام”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2022. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 1043.
- ↑ سورة هود، آية:42- 44