'); }
موقع قوم عاد
سكن قوم هود عليه السلام الذين كان يُطلق عليهم اسم عاد في منطقة الأحقاف، والأحقاف هي جزء من صحراء الربع الخالي، والربع الخالي اليوم تتوزّع بين دول شبه الجزيرة العربية التي تقع في الجهة الجنوبية منها. وهي تقع ما بين أرض اليمن وأرض عُمان. ولقد تمّ ذكر المنطقة التي كان قوم عاد يسكنون فيها وهي منطقة الأحقاف في كتاب الله تعالى الكريم، فقد قال تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)[الأحقاف:46]
اكتشاف موقع قوم عاد
في نهايات القرن المنصرم، وتحديداً في العام 1990 بدأت رحلة اكتشاف آثار تدعى بآثار مدينة أوُبار، ومع التنقيب المستمر في هذه المدينة، فقد تمّ التوصّل إلى نتيجة مفادها أنّ هذه المدينة التي تمّ الكشف عنها من خلال التنقيبات الأثرية ما هي إلا المدينة التي كان يسكن فيها قوم عاد وهي مدينة إرم ذات العماد التي ذُكرت في القرآن الكريم في قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبلَادِ )[الفجر:6-8]. تقع مدينة أوبار حالياً في سلطنة عُمان، واسمها الحالي هو الشصر، وتقع الشصر في في المحافظة العمانية ظفار، أمّا موقعها بالتحديد، فهي تقع إلى الشمال من مدينة صلالة العُمانية، حيث تبعد عنها مسافة تقدر تقريباً بحوالي 170 كيلو متراً تقريباً. وممّا يجدر ذكره أنّ هذه المدينة هي المدينة قد تمّ إدراجها على قائمة التراث العالمي لشدّة أهميتها.
'); }
آثار من موقع قوم عاد
أمّا بالنسبة للدلائل والقرائن التي استدلّ بها على أنّ هذه المدينة هي ذات المدينة التي ذُكرت في كتاب الله تعالى باسم إرم، فهي احتواء هذه المدينة المُكتشفة على رواق مُعمَّد شكله دائري، وهذا الأمر أكدّه كتاب الله تعالى بقوله إرم ذات العماد، كما وتمّ الكشف أيضاً عن نظام ري وسقاية مائي متطور في هذه المدينة. ومن الدلائل أيضاَ على أن هذه المدينة هي ذات مدينة إرم، أنّ الكشوفات والدراسات أثبتت أنّ سبب اندثار الحضارة التي كانت تتواجد في هذه المدينة هو هبوب عاصفة رملية شديدة جداً طمرت المدينة بالرمال، فاندثرت وزالت، وقد تمّ إثبات أيضاً أنّ هذه المنطقة قبل أن تندثر كانت منطقة خصبة وجميلة، وبعد أن اندثرت تحوّلت إلى صحر اء قاحلة، وكل هذه الأدلة ذكرها القرآن قبل هذه الاكتشافات العلمية.