أين كانت تسكن إرم ذات العماد

إرم ذات العماد

أوردت الكثير من المصادر والمراجع التاريخيّة والدينيّة أخبارًا ورواياتٍ عن مدينة إرم ذات العماد، ومن المصادر ما تقول إنّها مدينةٌ مفقودةٌ، وبعضها يقول إنّها مدينةٌ خياليَّةٌ، وبعض العلماء يرجح أنّها مدينة الإسكندرية القديمة، والبعض يرجح أنّها مدينة دمشق القديمة، وبعض المصادر تقول إنّها مدينة رام الله الفلسطينية، وبعض المصادر تقول إنّها مدينة أوبار بسلطنة عمان، لكن أغلب الأبحاث ترجّح أنّها مدينةٌ تقع في اليمن، بين مدينتي حضرموت والعاصمة صنعاء وتسمى بمنطقة الأحقاف في صحراء الربع الخالي، وبناها شداد بن عاد قائد قوم عاد، وقد كان قوم عاد يتميزون بطول القامة وبالشدة والبطش.[١][٢]

بناء إرم ذات العماد

}

والثابت أنّ إرم ذات العماد هي قبيلة عادٍ الأولى، وكانت قبيلةً مشهورةً بالقوّة والجبروت؛ حيث آتاهم الله تعالى قوَّةً في البدن، وضخامةً في الجسم، وزيادةً في المال، والعمران، ولم يستثمروا ما آتاهم الله -سبحانه وتعالى- في طاعته، بل أشركوا به، واستغلّوا ما آتاهم من قوَّةٍ في البطش بالضعفاء والعدوان ظلمًا على غيرهم.[٥][٦]

مقالات ذات صلة

النبي هود وهلاك عاد

أرسل الله -سبحانه وتعالى- سيدنا هود -عليه السلام-؛ ليدعو قوم عاد الأولى -إرم ذات العماد- إلى الإيمان بالله -تعالى- وحده وترك عبادة ما سواه من الأصنام؛ فرفض قوم عاد ذلك، وازدادوا عنادًا على كفرهم، وأصرّوا على عصيان الله والتفاخر بقوّتهم وضخامة ما بنوه، قال الله -سبحانه وتعالى- واصفًا لهم في سورة البلد: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)،[٧] وذكرت آياتٌ عديدةٌ أُخرى عناد قوم عاد ومكابرتهم لدعوة نبيّهم هود -عليه السلام-، وبعد محاولة هود -عليه السلام- معهم للإيمان بالله وحده وترك ما هم عليه، بقوا على موقفهم؛ فسلّط الله -سبحانه وتعالى- عليهم عذابًا شديدًا أهلكهم ودمّر مساكنهم، حيث أرسل الله تعالى عليهم ريحًا شديدةً أهلكتهم وما دمّرت ما شيّدوا، ونجّى الله تعالى هودًا والذين آمنوا معه، قال الله تعالى في وصف عذاب عاد: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ).[٨][٥]

المراجع

  1. عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، التفسير البياني للقرآن الكريم، صفحة 139. بتصرّف.
  2. عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 137-139. بتصرّف.
  3. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 349-353. بتصرّف.
  4. “قصة شداد بن عاد ، وبيان بطلانها”، الإسلام سؤال وجواب، 23/10/2015، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 79-85. بتصرّف.
  6. “المقصود بـ ‏{‏إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ }”، طريق الإسلام، 1/12/2006، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2022. بتصرّف.
  7. سورة البلد، آية:6-8
  8. سورة الحاقة، آية:6-8

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أعزائي الزوار، أعلم أن الإعلانات قد تزعجكم، لكنها تدعمنا لتقديم المحتوى مجانًا. إيقاف مانع الإعلانات يساعدنا كثيرًا. شكرًا لتفهمكم!
Dear visitors, I know ads can be annoying, but they keep our content free. Disabling your ad blocker helps us a lot. Thanks for understanding!