هود عليه السلام
هود عليه السلام هو أحد أنبياء الله تعالى الذي أرسله إلى قوم عاد وقد سمى الله تعالى سورة في القرآن الكريم باسمه بالإضافة إلى أنه قد ذكر في سور قرآنية أخرى مثل سورة الشعراء، والأعراف، والأحقاف، كانت قبيلة عاد تسكن في مدينة تسمّى الأحقاف تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية وبالتحديد في شمال حضرموت في اليمن، هي قبيلة متفرّعة من سام بن نوح عليه السلام وهي مدينة صحراوية رملية تطل على البحر، كان قوم عاد يتميّزون بقوّة جسديّة كبيرة بالإضافة إلى طول القامة، كانوا يعبدون الأصنام بعد الطوفان وكان لهم أصناماً ثلاثة هي صدا وصمودا وهرا، كان قوم عاد من المترفين في معيشتهم حيث كان لهم قصوراً شامخة كانت مبنيّة على المرتفعات وأمدّهم الله ببنين وجنات وأنعام وما إلى ذلك من مظاهر الترف التي كانوا يتباهون بها وبقوتهم، وبأسهم، وشدتهم، وبطشهم في الأرض، فإذا بطشوا بطشوا جبارين.
قوم عاد
بعث الله تعالى سيدنا هود نبياً ليهدي به قوم عاد كما أخبرنا القرآن الكريم بذلك لقوله تعالى على لسان هود: “يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون” ودعاهم إلى كلمة التوحيد وحذرهم من عقاب الله وأخبرهم كيف الله تعالى سوف يحييهم بعد موتهم ويحاسبهم فكانت ردة فعلهم أن قالوا له: كم تريد من المال لتصبح سيداً علينا بدعوتك؟ وبذلك كذبوه بل واستهزؤوا بدعوته وأخبرهم أنّها دعوة ربانية لا يريد منهم أجراً بل أجره على الله الذي خلقه وخلق السموات والأرض وفي النتيجة لم يؤمن معه إلى القليل من القوم فاستنصر هود عليه السلام بالله لقوله تعالى في محكم كتابه”قال عما قليل ليصبحن نادمين”.
عذاب قوم عاد
بعد استنصار هود بالله أرسل الله تعالى على قود عاد الريح العقيم وهي ريح قوية وصفها القرآن بريح صرصرٍ عاتية لمدّة ثمانية أيام وسبع ليالٍ متتالية، ثمّ توقفت بأمرٍ من الله تعالى، دمرت الريح كلّ شيء لعاد بأمر الله تعالى فما مرّت على شيء إلّا جعلته حطاماً كالرميم فأهلكتهم جميعاً إلا هود عليه السلام ومن آمن معه فقط قال تعالى: "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية، فهل ترى لهم من باقية" وبذلك تمّ أمر الله وقضائه بفناء قوم عاد عن وجه الأرض.
قبر هود عليه السلام
أما قبر سيدنا هود عليه السلام فعليه خلاف وهناك أكثر من رأي فمهنم من قال أنّه موجود في مسجد بقرية مهجورة في حضرموت، وبالتحديد شمال شرق مدينة سيئون على سفح جبل، وهو الرأي الأرجح، ورأي آخر يقول أنّه في حجر الكعبة بالقرب من بئر زمزم أما الآخرون فيعتقدون أنّه في دمشق ولكنه يُعتقد أنّه رأي ضعيف.