جديد أين توجد جزر لانجرهانز

'); }

البنكرياس

تنقسم غدّة البنكرياس إلى جزأين رئيسيين، وهما غدة خارجية الإفراز وغدة داخلية الإفراز، إذ تمثل الغدة خارجية الإفراز الجزء الأكبر من البنكرياس، حيث يفرز هذا الجزء إنزيمات داخل سلسلة من القنوات، التي تندمج لتشكل قناة البنكرياس الرئيسية، والتي تمتد على طول البنكرياس، حيث تساعد هذه الإنزيمات على هضم الطعام، أما الغدة داخلية الإفراز فهي تتألف من مجموعة من الخلايا، يُطلق عليها جزر لانجرهانز (بالإنجليزية: Islets of Langerhans)، حيث إنّ هذه الجُزر لا تُطلق إفرازاتها في قناة البنكرياس الرئيسية، وإنّما تفرز بعض الهرمونات، مثل الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) والجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) إلى مجرى الدم.[١]

موقع جزر لانغرهانز

يُعزى سبب تسمية جزر لانجرهانز بهذا الاسم إلى الطبيب الألماني بول لانجرهانز (بالإنجليزية: Paul langerhans) الذي وصفها لأول مرة، وكان ذلك في عام 1869م، وتقع هذه الجزر في البنكرياس كما أسلفنا سابقاً، وهي تمُثل بقع من أنسجة الغدد الصماء ذات شكلٍ غير منتظم، إذ يُقدّر عدد جزر لانجرهانز في جسم الإنسان الطبيعي حوالي مليون جزيرة صغيرة، وتتكوّن من أربعة أنواع من الخلايا المُختلفة، وهي خلايا ألفا، وبيتا، ودلتا، وخلايا C، حيث تنتج الثلاثة الأولى منها هرمونات مهمّة لجسم الإنسان، أمّا خلايا C ففي الحقيقة ما زالت وظيفتها مجهولة وغير معروفة، وفيما يأتي بيان لوظيفة كل خلية من خلايا جزر لانجرهانز:[٢]

'); }

  • خلايا ألفا: تنتج خلايا ألفا في جزر لانجرهانز هرمون الجلوكاجون، والذي بدوره يُحفّز إطلاق الجلوكوز من الكبد، بالإضافة إلى إطلاق الأحماض الدهنية من الأنسجة الدهنية، وتجدر الإشارة إلى أنّ كلاً من الجلوكوز والأحماض الدهنية يحفزان إفراز الإنسولين بينما يثبّطان إفراز الجلوكاجون.
  • خلايا بيتا: تُعتبر خلايا بيتا أكثر خلايا جزر لانجرهانز شيوعاً، وتفرز هذه الخلايا هرمون الإنسولين ذي الوظائف المُتعددة والتأثير بما في ذلك تأثيره في عمليات الأيض ومستوى الجلوكوز في الجسم، وفي الحقيقة يُفرز الإنسولين بتحفيز من العديد من العوامل، بما في ذلك ارتفاع الجلوكوز في الدم، وخاصّةً بعد تناول وجبات الطعام، وهو العامل الأكثر أهمية في هذه الحالة، أو بفعل هرمون النمو المعروف باسم سوماتوتروبين (بالإنجليزية: Somatotropin)، أو الجلوكاجون، وتجدر الإشارة إلى أنّ فشل خلايا جزر لانجرهانز أو فقدان قدرتها على إنتاج كميات كافية من هرمون الإنسولين يحول دون السيطرة على مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
  • خلايا دلتا: تفرز هذه الخلايا هرمون سوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin)، حيث يُعتبر هذا الهرمون مُثبط قوي لكل من هرمون السوماتوتروبين، والإنسولين، والجلوكاجون، وفي الحقيقة إنّ وظيفة هرمون سوماتوستاتين في تنظيم الأيض غير واضحة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هرمون سوماتوستاتين يتم إفرازه أيضاً من قبل غدّة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) بحيث يثبط إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية.

سرطان خلايا جزر لانغرهانز

يُعرف سرطان خلايا جزر لانجرهانز بالعديد من الأسماء الأخرى، منها الأورام العصبية الصماوية (بالإنجليزية: Neuroendocrine tumors)، وفي الحقيقة إنّ هذا النّوع من السرطانات نادر الحدوث، وقد يكون حميداً أو خبيثاً، ويظهر هذا النّوع من السرطانات بأشكال مختلفة، وفيما يأتي بيان لكل نوعٍ منها والأعراض المصاحبة له:[٣][٤]

  • الورم غير الوظيفي: (بالإنجليزية: Nonfunctional Tumor)، لا تسبب هذه الأورام الأعراض، وإنّما تظهر الأعراض في الحالات التي ينمو فيها الورم وينتشر، وتتمثل الأعراض في هذه الحالة بحدوث عسر الهضم، وزيادة الغازات، والإسهال، وألم في البطن أو الظهر، وظهور كتلة في البطن، واليرقان.
  • الورم الغاستريني: (بالإنجليزية: Gastrinoma)، هو الورم الذي يظهر في الخلايا التي تُنتج هرمون الجاسترين (بالإنجليزية: Gastrin)، إذ يُحفز هذا الهرمون المعدة لإفراز الأحماض التي تُساعد على هضم الطعام، وتؤدي الإصابة بالورم الغاستريني إلى زيادة إفراز كلٍ من هرمون الجاسترين وأحماض المعدة، وقد يؤدي هذا الورم إلى إصابة الشخص بما يُعرف بمتلازمة زولينجر إيليسون (بالإنجليزية: Zollinger-Ellison syndrome)، إذ تتمثل هذه الحالة بزيادة إفراز أحماض المعدة، وحدوث قرحة المعدة، والإسهال نتيجة الإصابة بالورم الغاستريني، ومن أعراض الإصابة بالورم الغاستريني بحدوث الإسهال، وتكرار حدوث قرحة المعدة، وألم البطن الذي يستجيب لمضادات الحموضة، وتراجع محتويات المعدة مرة أخرى إلى المريء.
  • الورم الإنسوليني: (الإنجليزية: Insulinoma)، تكون هذه الأورام حميدة في معظم الحالات، وكما يُبين الاسم فإنّ هذا الورم يتشكّل في الخلايا التي تُفرز الإنسولين، ويمتاز هذا النّوع من الأورام بأنّه ينمو بشكلٍ بطيء كما أنّه نادر الانتشار، وتتمثل أعراض هذه الحالة بارتفاع معدل دقات القلب، وانخفاض مستوى السكر في الدم، وفيما يخص الأعراض المُرتبطة بانخفاض مستوى السكر في الدم فهي تتمثل بالشعور بالصداع، والدوار، وزغللة العين، والضعف، والاهتزاز، والاضطراب، والشعور بالجوع.
  • ورم غلوكاغوني: (بالإنجليزية: Glucagonoma)، تكون هذه الأورام خبيثة في معظم الحالات، وكما يُبين الاسم فإنّ هذا الورم يتشكّل في الخلايا التي تُفرز الجلوكاجون، وتتمثل أعراض هذه الحالة بظهور الطفح على المعدة، أو الساقين، أو الوجه، والإسهال، وفقدان الوزن غير المُبرر، وظهور تقرحات اللسان والفم، وقد يؤدي هذا الورم إلى حدوث تخثر الدم أو ارتفاع سكر الدم، وبالتالي ظهور أعراض مُرتبطة بكل حالة منهما.
  • فيبوما: (بالإنجليزية: Vipoma)، المعروف بأسماء أخرى منها الورم المُفرز لعديدات الببتيد المعوية المنشأ الفعالة وعائياً (بالإنجليزية: Vasoactive Intestinal Peptide Tumor)، أو متلازمة فيرنر موريسون (بالإنجليزية: Verner-Morrison syndrome)، ويُعتبر هذا الورم نادر الحدوث.
  • أورام الخلايا المفرزة للسوماتوستاتين: (بالإنجليزية: Somatostatinomas)، ويُعتبر هذا الورم نادر الحدوث أيضاً.

المراجع

  1. “pancreas”, www.pathology.jhu.edu, Retrieved 6-7-2018. Edited.
  2. “Islets of Langerhans”, www.britannica.com, Retrieved 6-7-2018. Edited.
  3. “Pancreatic Islet Cell Tumor”, www.healthline.com, Retrieved 6-7-2018. Edited.
  4. “Pancreatic Neuroendocrine Tumors (Islet Cell Tumors) Treatment (PDQ®)–Patient Version”, www.cancer.gov, Retrieved 6-7-2018. Edited.
Exit mobile version