تاريخ الدول

جديد أين توجد جثة فرعون حالياً

فرعون

فرعون (رمسيس الثاني) هو الّذي ادّعى أنه الرّب الخالق لهذا الكون، وكان حاكماً لمصر في ذلك العهد؛ حيث طغى واستكبر في الأرض، ولم يكن له شبيه حتى يومنا هذا، وجثّته المعجزة التاريخية الباقية حتى يومنا هذا سليمة؛ حيث ذكرها الله تعالى في كتابه حين قال: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإنّ كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون) .

إيجاز قصة فرعون وموته

حدثت هذه القصة في زمن الرسول الكريم موسى كليم الله؛ إذ بعثه الله تعالى إلى قوم فرعون لينقل إليهم رسالة ربّهم الأعلى ويهديهم إلى عبادة الله وحده تعالى إلّا أنّ فرعون طغى واستكبر، ولم يؤمن بل حارب نبيّ الله بكل ما أوتي من عزم وقوّة حتى جاء أمر الله تعالى لموسى ومن آمن معه من بني اسرائيل أن يَخرجوا من مصر، فما أن علم فرعون بهذا حتى تبعهم مع جنوده إلى أن وصلوا للبحر.

أمر الله نبيّه أن يضرب الأرض بعصاه، فما إن فعل ذلك حتى انفلق البحر وأصبح أرضاً مستوية، فمرّ منه موسى ومن آمن معه، فتبعه فرعون وجنوده ظنّاً منهم أنهم سيتمكنون منهم إلا أن ّالله تعالى كان لهم بالمرصاد؛ فما إن خرج موسى ومن معه من أرض البحر حتى أمر الله تعالى البحر أن يعود إلى ما كان عليه فغرق فيه فرعون وجنوده، وهنا بدأت رحلة تشكّل هذه الجثة الغريبة وتطوّراتها.

تميز جثة فرعون واكتشافها

رفع فرعون درعه ليحمي نفسه من المياه المتدفقة، وتصلّبت يده على هذه الحال؛ فكان هذا سبب تميّز مومياء رمسيس الثاني عن غيرها، وبعد موته مباشرةً تم تحنيطه، إلّا أن يده بقيت على ذات الحال وتم ربطها لإكمال المهمة ومتابعة شعائر دفنه وممتلكاته معه كما هي عادات الفراعنة في المكان الذي جهّزه رمسيس الثاني لنفسه في وادي الملوك.

تمّ نقل مومياء فرعون عدة مرات لحمايتها من سارقي المقابر في عهد من بعده، واستقرّت في مقبرة الملكة انحابي بالدير البحري مع باقي جثث الفراعنة لحمايتها من السرقات التي انتشرت حتى عام 969 قبل الميلاد، وقد تمّ اكتشاف هذه المقبرة بالمصادفة من فلاح مصري وإخوته عام 1972ميلادي، وقد تمّ الإبلاغ عن هذه المقبرة للسلطات المصرية عام 1981 للميلاد، وأجريت الدراسات على هذه الجثث لاكتشاف ما حدث لهذه المومياء، ومن ثم وُضعت في المتحف المصري في القاهرة عاصمة مصر.

دراسة عن المومياء

وبعد كلّ ما قيل عن هذه المومياء وقصّة فرعون الذي لم يأتِ أحد بمثل جبروته على هذه الأرض، قامت فرنسا بتقديم طلب إجراء بعض الدراسات على مومياء فرعون إلى السلطات المصرية، وعندما أرسلت إليهم هذه المومياء قام الرئيس الفرنسي ووزراؤه بالانحناء لاستقبال فرعون في حفل استقبال ملكي له، وتمّ نقله لجناح ملكي خاص لإجراء الدراسات المطلوبة، وتَواجد كبار الجرّاحين والمحنّطين والعلماء وكان من يرأسهم العالم الفرنسي الشهير موريس بوكاي؛ إذ تعجّب من حال هذه المومياء وسبب تكسّر عظم يده اليسرى وقفزها من مكانها الذي دلّ على أنها ربطت عنوةً إلى صدره.

همس أحد العلماء بأذن بوكاي أنّ كل هذه الأسئلة عرف إجابتها المسلمون في كتابهم ودينهم، فتعجّب كيف للمسلمين أن يعرفوا هذا وهم لم يعلموا شيئاً عن التحنيط إلا منذ مدة قصيرة، وهذا ما دفعه إلى أن يجمع حاجيّاته مسافراً إلى مصر ليلتقي مع العلماء المصريين ويتابع أبحاثه فأجابه أحد العلماء عن أسئلته بآيات القرآن الكريم في قوله تعالى:{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}، وقال تعالى:{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}، فكان وقع الآية على هذا العالم كبيراً، فصرخ هالعاً إنّي قد أسلمت وآمنت بهذا القرآن الكريم.

من نهاية هذه القصة نستنتج الإعجاز العلمي في قصة فرعون، فعلى الرغم من جميع الدراسات التي أجريت لفهم ما حدث لهذه المومياء إلّا أن المسلمين يعلمون هذا منذ زمن؛ حيث وردت في القرآن الكريم قصة فرعون وما حدث، وكلّ التفاصيل الصغيرة التي كان يبحث عنها العلماء في عصرنا الحديث وجدوها في كتابنا المقدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى