'); }
منطقة البلقان أو كما أطلق عليها البعض منطقة جنوب شرق أوروبا، هي منطقة اكتسبت اسمها من سلسلة جبال البلقان الّتي تمتدّ من الغرب إلى الشرق، وكلمة البلقان هي بالأصل كلمة تركيّة إلّا أنّها انتقلت فيما بعد إلى جميع اللغات في العالم، وهي في الأصل تعني “الجبال المنحدرة والمغطّاة بالنباتات”، ومنطقة البلقان منطقة جغرافيّة حضارية وثقافية؛ إذ يبلغ عدد سكّانها ما يقارب 49 مليون نسمة، لكنّها من أكثر المناطق التي ما زالت تعاني من الصراعات والنزاعات التي على رأس أهدافها تقسيم المنطقة.
وتضمّ منطقة البلقان العديد من الدول؛ منها ما يقع جزء من أراضيها ضمن هذه المنطقة، مثل: كرواتيا، ورومانيا، وسلوفينيا، وصربيا، كما يقع ضمنها أيضاً جزء بسيط جداً من أراضي تركيا وإيطاليا، أمّا بالنسبة للدول الرئيسية التي تضمّها تلك المنطقة والتي تقع حدودها كاملة في نطاقها، فهي: بلغاريا، والبوسنة، والهرسك، وألبانيا، والجبل الأسود، واليونان، ومقدونيا، وكوسوفو التي سنتحدّث عنها في هذا المقال.
'); }
كوسوفو
هي إحدى الدول الواقعة ضمن نطاق منطقة البلقان الّتي توجدفي الركن الجنوبي الشرقي من القارة الأوروبيّة، وحدود جمهوريّة كوسوفو مع ما حولها من الدول هي كالآتي: تحدّها من الجهة الجنوبيّة الشرقية جمهورية مقدونيا، ومن الجهة الشمالية الشرقية تحدّها صربيا، بينما يحدّها من الجهة الشمالية الغربيّة الجبل الأسود، كما تحدّها ألبانيا من الجهة الجنوبيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ كوسوفو تخلو من السواحل.
وكانت كوسوفو في السابق عبارةً عن منطقة واقعة ضمن نطاق حكم صربيا، مع أنّها كانت ذات حكمٍ ذاتي، وبقيت هكذا حتى 17 فبراير من عام 2008م؛ حيث قامت بإعلان استقلالها عن صربيا في ذلك التاريخ، مع إعلان مدينة بريشتينا عاصمةً لها، وبذلك أصبحت كوسوفو دولةً معترف بها جزئياً؛ إذ إن ّ108 دول حول العالم ومن ضمنهم 54 دولةً من دول الأمم المتحدة يعترفون بكوسوفو كدولةٍ مستقلّة في الوقت الحالي، إلّا أنّ أشد المعارضين لاستقلالها هم روسيا وصربيا.
ويرجع الأصل في تسمية كوسوفو بهذا الاسم إلى الكلمة الصربيّة “كوس”، والتي جاءت بمعنى الطائر الأسود، ويلفظ الاسم حسب اللغة الصربيّة “كوسوفو”، بينما يتمّ لفظه في اللغة الألبانيّة “كوسوفا”، أمّا بالنسبة للعثمانيين الّذين حكموها في الفترة السابقة للحرب العالميّة الأولى فإنهم أطلقوا عليها اسم “قوصوة”، أو “ولاية قوصوة”. وتبلغ مساحة كوسوفو ما يقارب 10,908 كم مربّع، كما يقدّر عدد سكانها بحوالي 2,100,000 نسمة، وتتميّز كوسوفو بتنوّع الأصول التي ينتمي إليها قاطنيها؛ بحيث تصل نسبة الألبانيين فيها إلى 92%، بينما الصربيّون فإنّهم يشكّلون نسبة 5.3% ، أمّا باقي سكانها فإنهم عبارة عن أقليات صغيرة أخرى.