'); }
كوبنهاجن هي إحدى مدن الشمال الأوروبي الكبرى، وهي عاصمة دولة الدنمارك وأكبر المدن من حيث مجموع عدد السكّان الّذي يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة في المدينة وضواحيها. واسم مدينة كوبنهاجن مشتق من التسمية الأصليّة لها، والّذي يعني مرفأ التجّار، وكانت المدينة في الأساس عبارة عن قرية صغيرة يعمل أهلها في صيد الأسماك، ويقول المؤرّخون إنّ تأسيس تلك المدينة كان على يد الفايكينج في القرن العاشر الميلادي، وقد نمت المدينة وتطوّرت على مر السنوات اللاحقة حتى أتى القرن الثاني عشر الميلادي، وأصبحت القرية الصغيرة بلدةً متكاملةً تملك قلعةً تحميها وكنيسة خاصة بها، وفي القرن الخامس عشر وبالتحديد في عام ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين، أصبحت كوبنهاجن عاصمة الدنمارك.
تقوم مدينة كوبنهاجن على جزيرتين في منطقة بحر الشمال، وتعدّ جزيرة زيلاند الّتي يتواجد الجزء الأكبر من أراضي العاصمة فيها هي أكبر الجزر في الدنمارك. تقع العاصمة في الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة، وتمتدّ إلى جزيرة أماجر شرقاً، ويربط بين الجزيرتين العديد من الجسور، بالإضافة إلى بعض الجزر الطبيعيّة والاصطناعيّة الصغيرة. وتقترب مدينة كوبنهاجن من المدن السويدية إلى حد كبير بحيث لا يفصلهما سوى المضيق الّذي يربط بين البلدين، والّذي يربط كذلك بحر الشمال ببحر البلطيق جنوباً. في الجانب السويدي من المضيق تقع مدن مالمو واندسكرونا اللتان تمتلكان مرافئ تجاريّة أيضاً.
تمتلك مدينة كوبنهاجن ميناء تجاري كبير وحديث تمّ بناؤه في أواخر القرن التاسع عشر، وتمّ العمل على تجديده وتطويره، كما أنّ المدينة تمتلك مقوّمات كبيرة للصناعة، وقد بدأت حركة التصنيع الأوروبيّة تمتد إليها منذ تلك الفترة تقريباً، وكانت قبل ذلك تعتمد على التجارة البحريّة وصيد الأسماك وتجارتها. ويوجد في المدينة مطار دولي يربط بين الدنمارك وبقيّة الدول المجاورة.
'); }
رغم التدمير الّذي حدث للمدينة على مر السنوات التي تلت إنشاءها والأوبئة التي اجتاحتها إلّا أنّ كوبنهاجن تمتاز اليوم بكثرة المعالم الجميلة فيها، والمتنزّهات والحدائق، وتنتشر الأبنية القوطية والشمالية في أنحاء المدينة، كما توجد بها العديد من الأبنية التاريخية التي تتنوّع بين القلاع والقصور التي بنيت في أواخر العصور الوسطى، وتحتوي المكتبة الملكيّة الموجودة في كوبنهاجن على أكثر من ستمائة ألف مخطوط، وهو ما يمثّل ثروةً ثقافيّة كبيرة للبلاد. النظام السياسي في الدنمارك هو النظام الملكي البرلماني، ويعتبر الكثير من المؤرّخين الأوروبيين الدنمارك أقدم الممالك التي عرفتها أوروبا، ويفتح القصر الملكي أبوابه للزّيارات العامة بشكل دوري، ويعود تاريخ بناء القصر الملكي إلى عصر النهضة الأوروبي.