قرية جيكور
تزخر العراق بالكثير من القرى المشهورة في أغلب المحافظات العراقيّة، ومنها قرية جيكور واشتهرت عن غيرها بأنّها المكان الذي ولد به الشاعر بدر شاكر السّياب، وهو من أشهر شعراء العراق، ولهذا سنتحدث عن قرية جيكور العراقيّة.
تقع قرية جيكور في قضاء أبي الخصيب في جنوب شرق البصرة في العراق، وتوجد هذه القرية بين البساتين الخضراء وغابات النخيل في هذا القضاء، وكلمة جيكور( جوي كور) هي كلمة فارسيّة تعني الجدول العالي، فقرية جيكور مليئة بجداول المياه الصّغيرة.
وصف قرية جيكور
ذُكرت في كتب التاريخ باعتبار جيكور من مواقع الزنج المهمة، ودارت معركة الزنج فيها، فتتكوّن القرية من البيوت البسيطة وتشتهر بأشجار النخيل، فهناك الكثير من الأراضي مزورعة بالنخيل لنجاح زراعتها في أراضي جيكور الخصبة؛ نتيجة جداول المياه الصغيرة التي مياه شط العرب الرافد الرئيسيّ لها، فعند حدوث المدّ تتغذى الجداول بالمياه، والقرية تتبع إداريّاً لقضاء أبي الخصيب نسبة إلى مؤسّسه مرزوق أبي الخصيب، وهو إحدى الشخصيّات المهمة تحت حكم الخليفة المنصور، وتبدّل الحال اليوم فالقرية تعاني من شح المياه، ومن أبرز جداول المياه التي كانت مشهورة هي نهر بويب وهو النهر الذي ذكره الشاعر السياب في أشعاره عندما تغنّى بجمال قريته، والآن هو مجرى عاديّ غادرته المياه، وأصبح جافاً تغطيه الحشائش والأعشاب. تغيّرت أحوال القرية كثيراً بعد نقص منسوب مياه شط العرب، فنهر بويب يبعد عن شط العرب مسافة أكثر من كيلومتر واحد، ومن روافد التي تغذيه نهر بكيع، فنهر بويب عندما كانت فيه المياه كان يروي أشجار النخيل والمشمش والخوخ وكروم العنب، فكانت الحياة تدبّ بالقرية، ولكن مع شحّ مياه شط العرب أصبح النهر خاوياً مليئاً بالحشائش.
جيكور وبدر شاكر السّياب
لا بدّ من ذكر شيء عن هذا الشاعر المشهور الذي تغنّى كثيراً بقريته جيكور، كيف لا وهي تعتبر مكانه المفضل حيث فضّلها على مدن العراق بأكملها، وعلى المدن التي زارها مثل بيروت والكويت وإيران ولندن وروما، فولِد هذا الشّاعر في ديسيمبر عام م1926 وتوفيّ في ديسيمبر 1964م حيث كان يبلغ من العمر 37عاماً، وبرع الشاعر في وصف قريته مرتع طفولته وصباه في قصائده الشعريّة، وصوّرها كجنّة تفوق الخيال تجعل كلّ من يستمع إلى وصفها يحبّ أن يزور البصرة ويشاهد جيكور، ومن أبرز الشعراء الذين عاصرهم هو الشاعر محمد مهدي الجوهري، ومن أشهر قصائد السّياب هي أنشودة المطر فمطلع القصيدة مشهور جداً، حيث يقول الشاعر:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شُرْفَتَان راح ينأى عنهما القمر.