مدينةُ ظُفار أو كما تُعرف بـ (أرض اللبان)، الواقعة في القارّة الآسيويّة، هي إحدى محافظات سلطنة عُمان، وتشكّل ثلث أراضي السلطنة، وقد عُرفت منذ القدم بعدّة أسماء كبلاد بونت، وأوفير، وأيضاً ساكلن. هي أرض حباها الله بمزايا عديدة وخيرات تميّزها عن سائر المدن والمناطق المحيطة بها، ليكون لها مكانة مرموقة في شبه الجزيرة العربيّة. فأين تقع هذه المدينة؟ وما هي أهميتها؟
موقع ظُفار
تقع هذه المحافظة في جهة الجنوب من السلطنة، وتتصل بمحافظة الوسطى من جهة الشرق، أمّا الجمهوريّة اليمنيّة فإنّها تحدّها من جنوبها الغربي، ونجد أنّ بحر العرب يحدّها من الجهة الجنوبيّة، وتحدّها من الجهة الشماليّة صحراء الربع الخالي، والتي هي محايدة لحدود المملكة العربيّة السعوديّة، وتُعرف باسم نجد ظفار، وهي تمثّل بادية ظُفار.
تتكوّن محافظة ظُفار بحسب التقسيمات الإداريّة لسلطنة عُمان من عشر ولايات، وهي كلّ من: صلالة، وطاقة، ورخيوت، وثمريت، وضلكوت، ومرباط، ومقشن، وشليم وجزر الحلانيات، والمزيونة، وسدح.
أهمية ظُفار منذ القِدَم
تشتهر هذه المدينة منذ القِدم بأنّها أرض البخور واللبان في أرض الجزيرة العربيّة، وقد كانت المصدّر الأوّل للبان لكلّ الحضارات القديمة من إغريقيّة، وفرعونيّة، وأيضاً آشوريّة ورومانيّة، وفارسيّة، وذلك ما جعل لها أهميّة تاريخيّة، وهي تُمثّل بوابة عُمان الكبرى على المحيط الهندي، وبالتالي فإنّها تشكّل حلقة الوصل والربط مع السّاحل الإفريقي الشّرقي، إضافة لكونها معبراً للقوافل التجاريّة في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة العربيّة، ونجد أنّه قد ورد ذكر هذه المنطقة في روايات عديدة، وأحاديث مهمّة.
تقسيمات ظُفار
تنقسم هذه المنطقة إلى نطاقات محليّة مناخيّة ثلاث، وهي:
- السّهل السّاحلي: ومساحته تقدّر بمئتين وستين كيلومتر مربّعاً، ويتمتّع بخصوبة عالية، ووفرة في مياهه الجوفيّة العذبة، والتي تُعتبر ذات جودة عالية، ويمتدّ هذا السهل من منطقة ريسوت الواقعة في القسم الغربي لمدينة صلالة، حتّى أطراف مدينة طاقة الغربيّة، ويتمتّع هذا الإقليم بأربعة فصول في العام، ويتميّز باعتدال في درجات الحرارة خلال أيّام السّنة.
- جبال ظُفار: وهي المنطقة التي تتأثّر بالرياح الموسميّة، حيث نجد فيها سلسلة جبال من الجهة الشرقيّة، وتشكّل ما يعرف بكتلة جبل سمحان، ويقع ضمنها ولاية مرباط وأيضاً ولاية سدح، وأيضاً كتلة جبل القرا، ويقع ضمنها ولاية صلالة وأيضاً طاقة، أمّا الكتلة الثانية فهي جبل القمر، ويقع ضمنها ولاية ضلكوت وأيضاً ولاية رخيوت. وتكون هذه الجبال متصلة فيما بينها حيث تمتدّ من شرق ظُفار حتّى غربها، وتكون مواجهة لبحر العرب، إذا نجد في جبل القمر تجاور ما بين البحر والجبل، الفاصل بينهما فقط هو سهل صلالة.
- البادية: ويُعرف هذا النطاق بأنّه صحراوي، حيث يكون جافاً، وقليل الأمطار، وهو متداخل من الجهة الشماليّة الغربيّة لظُفار مع صحراء الربع الخالي، وفي هذا النطاق أربع ولايات؛ هي كلّ: من ولاية مقشن، وولاية ثمريت، وأيضاً ولاية شليم وجزر الحلانيات، إضافة لولاية المزيونة.