'); }
موقع طنطا
إنّ مدينة طنطا إحدى مُدن مصر، وهي عاصمة محافظة الغربيّة. تقع طنطا في قلب دلتا نهر النيل، وتعدّ خامس أكبر مدينة في مصر، والأكبر في منطقة دلتا النيل، وهي تقع شمال القاهرة وتبعد عنها 92كم، وتقع على بعد 120كم جنوب مدينة الإسكندريّة، ويمكن الوصول إلى المدينة من نهر النيل وجهة الشمال الغربي لمصر من خلال طريق دمياط، وطريق بركة الصاب، أمّا من الناحية الجغرافيّة فإنّ مدينة طنطا واقعة بين دائرة عرض 30.7911 وخطّ طول 30.9981، وهي ترتفع عن منسوب سطح البحر بمقدار 36 قدماً (10,97م).[١][٢]
تاريخ مدينة طنطا
يعود تاريخ مدينة طنطا إلى عصر الفراعنة، الذينَ أطلقوا عليها اسم تاناسو، وكانت واحدة من أصل 5 أقاليم فرعونيّة في مصر. وفي عصر اليونانيين في القرن 4 ق.م، أطلقوا عليها اسم تاناداد، الذي تغيّر لاحقاً ليصبحَ تنثنا في العصر الرومانيّ، الذينَ قاموا بتعيين مجلس الشيوخ لحكم المدينة. وفي العصر البيزنطيّ اتخذت المدينة اسم تاو، حتى جاءَ العصر الإسلاميّ الذي تغيّر فيه الاسم لتانتادا بعدما فتحها المسلمون عام 641م. وعلى الرّغم من أهميّة المدينة عبرَ التاريخِ، إلّا أنّ مكانتها تراجعت في العصر الإسلاميّ، ولم تستعد مكانتها إلّا في عهد الخديوي الفاطميّ الذي حكمَ في القرن العاشر الميلاديّ، إذ عملَ على إزالة التقسيم في منطقة الصعيد، وجعلها منطقة واحدة لها عدّة محافظات، وإحدى هذه المحافظات كانت محافظة طنطاوي، واتخذوها قاعدة جديدة لهم.[٣]
'); }
وفي عصر الأيوبيين أصبحت المدينة أكبر مساحةً إذ بلغت 100 فدان، وفي عام 1375 انضمت المدينة للتقسيم الجديد في المنطقة، لتصبح ضمن المقاطعة الغربيّة، وهي لا تزال كذلك إلى وقتنا هذا، وقد كان يطلق عليها اسم طنط ثمّ طنطا. وعندما حكم العثمانيون المنطقة ساءت أحوال المدينة، إذ قلّ عدد الأراضي الزراعيّة، وساءت الأحوال المعيشيّة للسكان. وفي حكم الفرنسيين أصبحت المدينة جزءاً من محافظة المنوفيّة عام 1789، أمّا في عام 1836 عادت للمدينة قوّتها وازدهرت من جديد عندما أصبحَ يمرّ فيها خطّ لسكة الحديد في مصر عام 1854.[٣]
أهم معالم مدينة طنطا
للمدينة تاريخ عريق، لذا فهي تضمّ مجموعةً من المعالمِ المهمّة والتي تجذب إليها السيّاحَ، وتعطي للمدينةِ أصالة وعراقة. ومن أهم هذه المعالم:[٣][٤]
- مسجد السيّد نبوي: بدأ مسجد السيّد نبوي الذي يعدّ أهمّ معالم مدينة طنطا كمنطقة صلاة صغيرة عام 1483م في عهد السلطان سيف الدين قايتابي، وهذه المنطقة واقعةٌ بالقربِ من قبرِ السيّد بدوي الذي يعدّ قريباً للحسن حفيد الرسول عليه الصلاة والسلام. أمّا المسجد الحاليّ فقد تمّ بناؤه عام 1769م، على يدي علي بيك الكبير. ويتميّز المسجد بتصميمه المعماريّ الجميل، فهو يحتوي على ثلاث قباب مطلّة على الأضرحة الموجودة في المسجد. ويقام في المسجد مهرجان سنويّ دينيّ، يحتفلُ به سكّان مدينة طنطا والمدن الأخرى.
- متحف مدينة طنطا: يعدّ المتحف من أقدمِ المتاحفِ في مصر، فقد أفتتح عام 1913م من قبل السلطات المصريّة، اعتزازاً بدورِ المدينة التاريخيّ في مصرَ. يتكوّن المتحف من خمسة طوابق، فيحتوي الطابقُ الأوّل على معروضاتٍ فرعونيّة، والطابق الثاني يضمّ معروضاتٍ رومانيّة ويونانيّة، أمّا الطابق الثالث فهو مخصص للفترة القبطيّة والإسلاميّة، والطابق الرابع فيه مكتبة كبيرة، وقاعة مؤتمراتٍ. والطابق الخامس يحتوي مكاتبَ إداريّة.
- جامعة طنطا: أُنشئت جامعة طنطا عام 1962م من قبل رئيس الجمهوريّة المتحدة، وقد كانت بدايتها ككلية طب تابعة لجامعة الإسكندريّة. ولكنّ الجامعة تطوّرت وأضيفَ إليها العديد من الكليّات لتصبح جامعة تضمّ ثلاث عشرة كليّةً ومعهداً.
- المعالم التاريخيّة: توجد في طنطا العديد من الآثار التاريخيّة الأثريّة الفرعونيّة، والرومانيّة، والقبطيّة، والإسلاميّة. ومن أشهر هذه المعالم قرية خرسيت الفرعونيّة، وقرية تلبنت قيصر التي يعود تاريخها للعصر الرومانيّ، إذ توجد فيها قلعة رومانيّة. ومن العصر الإسلاميّ يوجد مسجد العمريّ نسبةً لعمرو بن العاص.
- مسرح طنطا: يعدّ أحد أكبر وأهمّ المسارح المصريّة، وهو صرح معماريّ كبير مصمم على الطراز الإيطاليّ، يقع في قلب ميدان الجمهوريّة. يبلغ ارتفاع منصة المسرح 30 قدماً، إذ أنشئ المسرح ليكون مركزاً رئيساً لنشر الثقافة.
- محطة سكة الحديد: تعدّ هذه المحطة الثانية بعد محطة باب الحديد في القاهرة، وهي تحفة فنيّة مقامة كمبنى في مدينة طنطا.
الحياة في مدينة طنطا
تتمتّع مدينة طنطا المصريّة بالعديد من الأنشطة الاجتماعيّة والدينيّة والاقتصاديّة التي تُبقي المدينة نابضة بالحياة والعطاء. وتتمثّل مظاهر الحياة في مدينة طنطا كما يأتي:[٢][٤][٥]
- السكّان: بلغَ عدد السكان في مدينة طنطا 4.999.633 نسمة في عام 2017م، مع انخفاض ملحوظ في عدد الوفيّات، ممّا يدلّ على تحسن نوعيّة الحياة في المدينة.
- الاقتصاد: تحتوي المدينة على أراضٍ زراعيّةٍ تنتجُ الخضروات والأرز والذرة الشاميّة والقطن والفول. كما تشتهر المدينة بالصناعات الكيمياوية والبتروليّة والمطاط، والصناعات التعدينيّة غير المعدنية، وغيرها.
- الدين: تعتبر مدينة طنطا مركزاً دينيّاً لوجود المسجد الأحمديّ، إذ يحتفل فيه الصوفيون باحتفال مولد الرجبي.
- الأنشطة البشريّة: يوجد في طنطا عدد كبير من الشوارع التي تضمّ العديد من المحال التجاريّة والأسواق، ويوجد في منطقة في المدينة سوق يختصّ ببيع منتجات معينة، ومن أهمّ هذه الأسواق: سوق الفسيخ للأسماك، وسوق النحاس للمشغولات النحاسيّة والألمنيوم، وتل الحدادين للحدادة والصاغة. ومن أهمّ الشوارع التجاريّة شارع سوق الحكمة.
المراجع
- ↑ “City of Tanta in Egypt”, www.touregypt.net,27-6-2011، Retrieved 30-4-2018. Edited.
- ^ أ ب وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، إعادة نظرة شاملة عن قضايا الإسكان لمدينة طنطا، صفحة: 3-4، 7. بتصرّف.
- ^ أ ب ت “The Tanta Museum”, www.ask-aladdin.com, Retrieved 30-4-2018. Edited.
- ^ أ ب محمد عبدالحميد (17-2-2014)، “طنطا.. مدينة مصرية تتمتع بمقومات سياحية فريدة”، جريدة الإتحاد، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ “EGYPT Arab Republic of Egypt”, www.citypopulation.de,2-10-2017، Retrieved 9-5-2018. Edited.