أين تقع مدن العالم الأجنبية

جديد أين تقع القسطنطينية

مقالات ذات صلة

القسطنطينية

القسطنطينيّة (بالإنجليزيّة: Constantinople) هي عاصمة الدولة الرومانيّة، وعاصمة الإمبراطوريّة البيزنطيّة. قامت على القسطنطينيّة إحدى أهم وأطول الحضارات التي قامت في التاريخ، حيث امتدت عبر أكثر من ألف سنة، وشَهِدت القسطنطينيّة العديد من الفتوحات والمعارِك.[١] ويرجِع تاريخ القسطنطينيّة إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث أثبتت القسطنطينيّة أهميتها لجميع الحضارات التي قامت عليها.[٢]

موقع القسطنطينية

تقع مدينة القسطنطينية على مضيق البوسفور (مدينة إسطنبول حالياً)، وهي مُلتَقى قارتيّ آسيا وأوروبا، وتُعدّ من إحدى المُدن القلائل التي تقع على قارتَين.[٣] ومدينة القسطنطينيّة هي شبه جزيرة، يُحيطُها الماء من ثلاث جهات، حيث يحُدّها من الشرق مضيق البوسفور، ومن الجنوب بحر مرمرة، ومن الشمال ما يُسمّى بالقرن الذهبيّ، أمّا من الغرب فتحُدّها قارة أوروبا.[٢]

التسمية

عندما تمّ إنشاء المدينة سُميّت بـبيزنطيوم، وهو اسم أطلقهُ اليونانيّون عليها. وعند سُقوط المدينة قَدِمَ إليها الإمبراطور الرومانيّ قسطنطين الكبير، ويُقال إنه غيّر اسمها إلى روما الجديدة (نوفا روم) بعد أن رأى حُلماً نبوياً، لكن الاسم لم يلقَ القبول من قِبَل الناس. وبمرور الوقت أصبَح يُطلق عليها اسم مدينة قسطنطين، وبالعربيّة القسطنطينيّة، نسبةً إلى مَلِكِها.[٣]

التاريخ

تأسيس القسطنطينية

سُكِنتْ مدينة القسطنطينيّة لأول مرة في عام 680 قبل الميلاد، حيثُ سَكَنها الميغارة قدوماً من اليونان، وأطلقوا عليها اسم هالكيدون، وفي عام 660 قبل الميلاد قدِمَت أقوام أخرى من الميغارة واستقرّ أفرادها في المدينة، وأطلقوا عليها اسم بيزانطيون، نسبةً إلى اسم قائدهم. تعرضت بعدها المدينة للكثير من الغزوات والحروب، وفي عام 313 ميلادي تعرّضت المدينة للهجوم من قِبَل النيكوميديين الذين استولوا عليها، حتّى قدوم الإمبراطور الرومانيّ قسطنطين الذي استعادَها.[٤]

في عام 330 بعد الميلاد نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير عاصمة الدولة الرومانيّة إلى مدينة بيزنطة، حيث كان يسكنها الرومان، وكانت بيزنطة عاصمة الدولة البيزنطيّة، حيث أعاد بناءها وإعلانها عاصمته، وكانت تُعرف باسم روما الجديدة، ثم مدينة القسطنطينيّة في عهدِه، واستعادت المدينة حيويّتها، وأصبحت مركزاً اقتصاديّاً وحضاريّاً.[٥]

العهد البيزنطي

في عام 337 بعد الميلاد تُوفيَ قسطنطين، وتولّى قسطنطين الثاني الحُكم،[٢] وجعل المدينة مركزاً للدين المسيحيّ، حيث أَنشأ فيها أكبر الكنائس في العالم في ذلك الوقت، وهي كنيسة آيا صوفيا عام 360 بعد الميلاد، والتي تعرّضت للحرق، ثم أُعيدَ بناؤها، ثمّ تم تحويلها إلى مسجد.[٣]

عند موت قسطنطين الثاني استولى ابن عمومته يوليان على الحُكم، وعمِلَ على نشر الوثنية في المدينة، ومحو جميع آثار الديانة المسيحيّة، لكنه لم ينجح بذلك. وتوفّي يوليان في عام 363 ميلادي خلال معركة مع الفُرس، وانقسمت المدينة بعد ذلك إلى قسمين، حيث حكَمَ الأخوان فالنس وفالنتينيان الأول، وقد كان فالنس أضعف من أخيه، وتوفّي إثرَ معركة أدريانوبل عام 378 بعد الميلاد، وأصبحت المدينة ضعيفة نتيجة للحرب.[٢]

تولّى ثيودوسيوس الأول الحُكم في قسميّ المدينة بعد فالنس وفالنتينيان الأول، ورداً على يوليان منع الوثنيّة، وجعل المسيحيّة الديانة الرسميّة للمدينة، كما منع الألعاب الأولمبيّة في ذلك الوقت. وفي عام 408 ميلادي تولّى ثيودوسيوس الثاني الحُكم، وأعاد بناء كنسية آيا صوفيا، وأنشأ جامعة في المدينة، ووسّع جدران المدينة عام 413 ميلادي خوفاً من المدّ البربري.[٢]

الفَتح الإسلامي

بدأت المحاولات الإسلاميّة لفتح المدينة وجعلها عاصمة إسلامية في عام 678-674 ميلادي، إلا أنّ الفتح الإسلامي للقسطنطينية حدث في عام 1452ميلادي بقيادة محمد الثاني،[٦] المُلقّب بمحمد الفاتح، حيث كان الفتح لسببين الأول أنه ضمن خطة توسُّع الدولة العثمانيّة وامتدادها، والثاني لاعتقاد محمد الفاتح أن المدينة مركزٌ للتآمُر الأوروبي على الدولة العثمانية والمسلمين، وسبب رئيسي للعديد من الفِتَن والحروب الأهليّة، بالإضافة إلى كونها مدينة ذات موقع استراتيجيّ مُهم بين قارتيّ أوروبا وآسيا.[٧]

واستعداداً لفتح القسطنطينيّة عقد محمد الفاتح اتفاقيّات مع البندقية، وجنوة، وفرسان القديس يوحنا في رودس حتى لا يجد إمبراطور المدينة قسطنطين الحادي عشر حليفاً له، وحاصر بعدها المدينة ببناء قلعة أورملي في البوسفور على الجانب الأوروبيّ، ثم منع التمديدات من الوصول الى القسطنطينيّة، وأشرف على وصول السلع إلى الدولة العثمانيّة، كما بنى مدافع كبيرة للحصار أُطلِق عليها اسم المدافع الملكيّة. وعندما أرسل الإمبراطور قسطنطين مُفاوضين لمنع محمد الفاتح من حِصار المدينة قطع الأخير رؤوسهم، مما أذِنَ بقيام الحرب.[٧]

استمرّ حصار المدينة 45 يوماً في عام 1453، حيثُ هجم محمد الفاتح على المدينة من الشمال والغرب، وضربت المدافع الملكيّة أسوار المدينة، ودخل العثمانيون إلى المدينة من باب رومانوس، وقُتِل الإمبراطور قسطنطين، وفتحت الدولة العثمانيّة القسطنطينيّة في 29 من شهر مايو لعام 1453، وكان لهذا الفتح آثار كبيرة جداً في العرب والمسلمين وأوروبا كذلك.[٧]

القسطنطينية حالياً

مدينة القسطنطينيّة هي مدينة إسطنبول (بالإنجليزية: Istanbul) حاليّاً، وهي عاصمة تركيا اليوم. وإسطنبول هو الاسم العربي الذي كان الكُتّاب العرب يستخدمونه في القرن السابع عشر، وهو مُشتَقّ من كلمة (Islambol) والتي تعني المليء بالإسلام، وكان هذا الاسم غير الرسمي للمدينة حتى العام 1930 عندما سماها القوميون الأتراك إسطنبول رسميّاً، في مُحاولة لمَحو جميع المَعالِم الغربيّة والمسيحيّة للمدينة.[٨]

فيديو عن مدينة القسطنطينية

تعرف على مدينة القسطنطينية في الفيديو.

المراجع

  1. Timothy E. Gregory (2011 ), A History of Byzantium, New York: John Wiley & Sons, Page 28.
  2. ^ أ ب ت ث ج DONALD L. WASSON, “Constantinople”، Ancient History Encyclopedia , Retrieved 6-12-2016.
  3. ^ أ ب ت سامي بن عبدالله المغلوث‎ (2016 )، أطلس الأديان، الرياض: العبيكان، صفحة 264.
  4. “تاريخ المدينة – مرحلة ما قبل التاريخ”، إسطنبول 2010، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2016.
  5. “Before Conquest of Istanbul”, Istanbul 2010, Retrieved 6-12-2016.
  6. Judith Herrin, “The Fall of Constantinople”، History Today, Retrieved 7-12-2016.
  7. ^ أ ب ت مفيد الزيدي‎ (2009 )، موسوعة التاريخ الإسلامي: العصر العثماني (1516هـ/ 1916 م)، عمّان، الأردن: دار أسامو للنشر والتوزيع، صفحة 19-21.
  8. Thomas F. Madden (2016 ), Istanbul: City of Majesty at the Crossroads of the World, New York: Penguin, Page Chapter 23.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى