الدولة العثمانية
امتدّ حكم الدّولة العثمانيّة لقرونٍ طويلة حكم فيها الأتراك الشّعوب العربيّة والإسلاميّة حكمًا راشدًا على منهاج الكتاب والسّنّة، فكانت فترة الخلافة العثمانيّة وخاصّة في القرن الخامس عشر والسّادس عشر للميلاد تمثّل العصر الذّهبي للمسلمين، حيث بلغت قوّة الدّولة الإسلاميّة أن وصلت جيوشها وأساطيلها إلى قلب أوروبا حينما حاصرت عاصمة النّمسا فيينا، فمتى تأسّست الدّولة العثمانيّة ؟ وأين كان تأسيسها ؟ وما هي أبرز المحطّات التّاريخيّة التي مرّت عليها ؟
أصول العثمانيّين وبداية دولتهم
تعود أصول العثمانيّين من النّاحية العرقيّة إلى الجنس الأصفر أو المغولي، حيث تعود إليه أيضًا شعوب أخرى مثل الصّينيّين والمغول، وقد سجّل التّاريخ أوّل ظهورٍ للعثمانييّن حينما استوطن أجدادهم في المنطقة الوسطى من آسيا في الجزء الشّمالي الغربي من أرمينيا، ثمّ ارتحل أجداد العثمانيّين من هذه المنطقة باتجاه الغرب حينما بدأت جحافل المغول تتقدم إلى المشرق للاستيلاء على مزيدٍ من الأراضي.
برز في هذه الفترة نجم رجلٍ اسمه أرطغرل والذي يعتبر جدّ العثمانيّين الأوّل الذي أسّس نواة دولتهم، التي استمرت لما يقارب ستمائة سنة، وقد تعاون أرطغرل مع السّلاجقة المسلمين الذين كانوا في مواجهة دائمة مع البيزنطيّين، وبسبب خدماته الجليلة للسّلاجقة مُنح أرطغرل أراضٍ وامتيازات عديدة، وأُعطي لقب غازٍ أو حارس الحدود.
خلفه من بعده عثمان الأوّل الذي استمر على نهج أبيه في محاربة البيزنطييّن لمصلحة السّلاجقة، كما كانت له سياساته الذّكيّة في إنشاء تحالفات مع القبائل والإثنيّات، ويرجع كثيرٌ من المؤرّخين نشأة الدّولة العثمانيّة إلى عثمان الأوّل لأنّه استقل عن السّلاجقة بدولته وأصبح يطلق عليه لقب عاهل آل عثمان.
خلف عثمان الأوّل ابنه أورخان الذي استكمل مسيرة أبيه، وقسم الدّولة التي سيطر عليها إلى ولاياتٍ وأنشا جيشًا سمّي بالإنكشاريّ، وهو جيش يتكوّن من أعراق متعدّدة من الرّوم والأوروبيّين الذي تمكّن من تجنيدهم بعد سيطرته على أراضي البيزنطيّين، وقد منح أورخان الإنكشاريّة امتيازات عديدة جعلتهم يدينون بالولاء للدّولة العثمانيّة.
ذروة توسعها
كانت ذروة توسّع الدّولة العثمانيّة في القرن الخامس والسّادس عشر، وتحديدًا في عهد محمد الفاتح الذي استطاع أن يحاصر القسطنطينيّة بجيشٍ جرّار، حيث استمر الحصار مدّة خمسين يومًا قصفت فيها القسطنطينيّة بالمدافع حتّى تهدّمت أسوارها، فدخلها القائد محمّد الفاتح وجنده منتصرون، ويعتبر عهد السّلطان سليمان القانوني العهد الذّهبي للدّولة العثمانيّة حيث بلغت ذروة تمدّدها حينما وصلت جيوشه إلى قلب أوروبا.
نهايتها
كانت نهاية الدّولة العثمانيّة سنة 1923 ميلادي، حينما جاء الزّعيم التّركي مصطفى كمال أتاتورك وألغى الخلافة العثمانيّة وأسّس تركيا العلمانيّة وفق أسس جديدة.