محتويات
عُثمان بن مظعون رضيَ الله عنه
صَحِبَ النبيَّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام العديد من الصحابة الكِرام الذينَ نصروا دينَ الله، وكانوا لرسولِ الله عليهِ الصلاةُ والسلام مُناصرينَ وداعينَ لدينه، فمن أوّل بدءِ الدعوة الإسلاميّة كانَ أوائل الصحابة الذينَ سبقوا للإسلام في طليعة المُنافحينَ عن هذا الدين. في هذا المقال سنتحدّث عن أحد كِبار الصحابة الذينَ سبقوا للإسلام، وكانَ لهُم دورٌ بارز في عصرِ الإسلام الأوّل وهوَ عُثمان بن مظعون رضيَ الله عنه، وهوَ أوّل من دُفِنَ في مقبرة البقيع من المُسلمين.
اسمهُ رضيَ الله عنهُ هوَ عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن كعب الجمحي، أبو السائب، وهو رضيَ الله عنهُ من أوائل الذينَ دخلوا في الإسلام ومِن أوائل المُهاجرينَ في سبيل الله تعالى.
هجرة عثمان إلى الحبشة
هاجرَ عثمان بن مظعون رضيَ الله عنهُ هجرة الحبشة الأولى وذلكَ في قلّةٍ من الرّجال والنساء الذينَ تركوا أوطانهُم وديارهم في سبيل الله تعالى، وقد أقاموا في بلادٍ ليست لهُم وتحمّلوا مرارة الغُربة، حتّى إذا أُشيعَ فيهِم خبر إسلام كُفّار مكّة قررّوا العودة إلى مكّة، فلمّا عادوا قريباً من مكّة المُكرّمة تبيّن لهُم كذب هذا الخبر، فرجعَ بعضُهُم إلى الحبشة ودخلَ البعضُ الآخر مكّة المُكرّمة إمّا مُتخفّياً أو في جِوار أحدٍ من أهل مكّة حتى يضمن لهُ عدم تعرّض الكُفّار والمُشركين من أهل مكّة للأذى.
دُخول عُثمان في جوار الوليد بن المُغيرة
دخلَ عُثمان بن مظعون رضيَ الله عنهُ في جِوار الوليد بن المُغيرة؛ حيث قدّمَ لهُ الوليد الحِماية من أن يعتديَ عليهِ أحد أو تخفر ذمته، فكانَ في منعةٍ من المُشركين لا يصلونَ إليه، ولكن حينما رأى عُثمان بن مظعون رضيَ الله عنه ما عليهِ حالُ المُسلمين من الأذى والتعذيب وهوَ في حلٍّ من هذا كُلّه آثرَ أن يكونَ مُتنعّماً في ظلِّ جوار الوليد، وإخوانه المُسلمون ينالونَ الأذى والتعذيب، فما كانَ منهُ إلاّ أنّ ردّ على الوليد جوارهُ.
صفات عثمان
كانَ عُثمان بن مظعون رضيَ الله عنهُ معروفاً عنهُ كثرة الزُهد والعبادة حتّى أنّهُ كانَ شديد التبتّل، لدرجة أنّهُ استأذنَ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام أن يختصي، فنهاهُ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام عن ذلك، وكانَ رضيَ الله عنه ممّن حرّموا الخمر على أنفسهم قبل الإسلام فلم يشربها رضيَ الله عنه.
وفاة عثمان ودفنهُ في البقيع
كانَت وفاتهُ رضيَ الله عنه شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة، ودُفنَ رضيَ الله عنه في البقيع، فكانَ أوّل المُسلمين الذين دُفنوا في مقبرة البقيع أو بقيع الغرقد؛ فقد قالَ في ذلك عبيد الله بن أبي رافع: أوّل من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون.