أول ما خلق الله
اختلف أهل العلم في أول مخلوقات الله جلّ وعلا، فمنهم من قال إنّ القلم أول ما خلق الله تعالى، غير أنّ هناك رأيٌ بأنّ القلم أول ما خلق الله في هذا العالم وليس في العالم الأعلى، فيما يرى جمهور العلماء أنّ العرش هو أول مخلوقات الله تعالى، واستدلّوا في ذلك بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ، قال وعرشُه على الماءِ)،[١][٢] إلّا أنّ الحديث السابق فتح باب الخلاف مجدداً، في القول بأيّهما سبق الآخر بالخلق العرش أم الماء، حيث إنّ عدداً من العلماء رأى أنّ الله -تعالى- أول ما خلق العرش ، فيما رأى غيرهم أنّ خلق الماء كان أول خلق الله تعالى، باعتباره الأصل في كلّ المخلوقات، وعلى ما سبق فإنّ الله -تعالى- أوّل ما خلق الماء والعرش، ثمّ القلم، ثمّ السماوات والأرض.[٣]
خلق السماوات والأرض
لم يتفق العلماء على رأيٍ واحدٍ في خلق السماوات والأرض من منهما خُلق أولاً وفي أي الأيام كان ذلك، حيث قال بعض العلماء إنّ الله -تعالى- خلق الأرضين أولاً يومي الأحد والاثنين، ثمّ خلق الأقوات والجبال يومي الثلاثاء والأربعاء، ثمّ كان خلق السماوات يوم الخميس وبعض يوم الجمعة، في حين أنّ هناك رأيٌ لعلماء آخرين بأنّ الله -عزّ وجلّ- خلق الأرض، ثمّ استوى إلى السماء فجعلها سبع سماواتٍ، وبعد ذلك دحا الأرض وبسطها وبثّ فيها الأقوات وأرسى الجبال، فكان خلق الأرض بدايةً إلّا أنّ الله -تعالى- لم يدحوها إلّا بعد أن خلق السماء، قال تعالى: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا*أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا*وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا).[٤][٥]
بداية البشرية وخلق آدم وحوّاء
لا شكّ أنّ الله -تعالى- خلق آدم -عليه السلام- من طينٍ كما ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد قبض الله -جلّ وعلا- قبضةً من كلّ الأرض وخلق بها آدم عليه السلام، فكان الأبيض والأسود والأحمر وكذلك السهل والحزن والخبيث والطيب، فنفخ الله -تعالى- فيه من روحه، وكان ذلك إكراماً لآدم وذريته، ثمّ خلق الله حوّاء من ضلع آدم فكانت له سكناً وزوجاً.[٦]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2653، صحيح.
- ↑ “خلق الله للعرش”، www.alifta.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2019. بتصرّف.
- ↑ “أول ما خلق الله تعالى”، fatwa.islamweb.net، 2015-9-7، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النازعات، آية: 30-32.
- ↑ الطبري (1387 هـ)، تاريخ الرسل والملوك (الطبعة الثانية)، بيروت: دار التراث، صفحة 47-48، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم بن محمد الحقيل (8-9-2007)، “بداية الخلق والتكليف”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2019. بتصرّف.