العلم الشرعيّ
تتخصّص الجامعات الإسلاميّة في البلاد العربيّة والإسلاميّة بتدريس مساقات العلوم الشّرعيّة المختلفة، ويتخرّج منها آلاف الطّلاب المؤهّلين سنويًّا، فما هو العلم الشّرعيّ ؟ وما هو حكمه ؟ وما هي أهميّته ؟.
تعرّف العلوم الشّرعيّة بأنهّا العلوم التي تقوم بتدريس كلّ ما يتعلّق بالشّريعة الإسلاميّة كفقه العبادات، والمعاملات، وعلم تفسير القرآن الكريم، والعقيدة الإسلاميّة، وعلم الحديث النّبوي الشّريف، وعلم القراءات وأحكام التّجويد.
إنّ حكم طلب العلم الشّرعي ينقسم إلى قسمين، فقد يكون طلب العلم الشّرعي واجبًا عينيّا على كلّ مسلم إذا تعلّق بفعل واجب من الواجبات التي افترضها الله تعالى على العباد، أو معرفة المحرّمات التي نهى الله تعالى عنها، أمّا ما زاد عن ذلك من العلوم الشّرعيّة فهي فرض كفاية إذا تعلّمها البعض سقطت عن الباقين وإذا تركتها الأمّة كلّها كانت آثمة.
أهمّيّة طلب العلم الشرعيّ
إنّ لطلب العلم الشّرعيّ أهمّية بالغة تكمن في عدّة أمور نذكر منها:
- فضل طلب العلم الشّرعيّ، فقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ من خير النّاس من تعلّم القرآن وعلّمه، كما بيّن عليه الصّلاة والسّلام أن من أراد الله به خيرًا فقّهه في الدّين، كما أنّه من سلك طريقًا يبتغي به علمًا سهّل الله به طريقًا إلى الجنة.
- طلب العلم الشّرعي يورث الخشية في قلوب المتعلّمين والعلماء، فطالب العلم الشّرعي يطّلع على أسرار الآيات القرآنيّة والفيوضات الرّبانيّة ويتلمّس آيات الإعجاز في القرآن الكريم، والأحاديث النّبويّة، وكلّ ذلك يقرّبه من ربّه سبحانه فيزداد إيمانه وتزداد خشيته، قال تعالى “إنّما يخشى الله من عباده العلماء”(فاطر:28).
- دراسة العلم الشّرعيّ ترفد المجتمع بالعلماء المؤهّلين في كلّ مجالٍ من مجالات الشّريعة، كما أنّ العلم الشّرعيّ يقوم برفد المجتمع بالأئمة والخطباء الذين يعتلون منابر المساجد ليعلّموا النّاس شؤون دينهم ويقدّموا لهم النّصيحة والموعظة الحسنة.
- العلم الشّرعي هو وسيلة لإعداد الدّعاة وتأهيلهم لحمل رسالة الدّعوة إلى الله تعالى إلى جميع أنحاء المعمورة، فكثير من النّاس في العالم لم تصلهم رسالة الإسلام وهنا يكمن دور الدّعاة إلى الله في تبليغ تلك الدّعوة وتعريف النّاس بها، كما يقوم الدّعاة بدور كبير في استقبال الدّاخلين في دين الإسلام وتعليمهم أحكام الدّين الإسلامي.
- العلماء الشّرعيّون هم ورثة الأنبياء وفي علمهم صلاح الدّين وحفظ الشّريعة، وبغياب العلماء يشيع الجهل ويسود الضّلال، وإنّ من علامات السّاعة أن يقبض الله تعالى العلم بقبض العلماء حتّى إذا لم يبقى عالمًا اتّخذ النّاس رؤوسًا جهّالًا فأفتوا فضلّوا وأضلّوا.