من مهمّات الأنبياء والصّالحين الدّعوة إلى دين الله تعالى وتوحيده وترك ما نهى لله تعالى عنه من الأفعال والأقوال، وإنّ هذه المهمّة بلا شكّ مهمّة عظيمة لا يقوم بها إلا من وصل مرتبةً عاليةً من الإيمان، فالإنسان حين يدعو إنسان آخر من أجل أن يتولّى مسؤولية أمرٍ من أمور الدّنيا تراه يبذل الجهد ويتعب من أجل أن يعرّف عنه وينشر برنامجه ورؤيته بين النّاس، فإذا أفلح صاحبه رأيته يفرح لذلك أشدّ الفرح، فما بالك بالدّعوة إلى الله تعالى ولله المثل الأعلى دائمًا، فالدّاعي إلى الله يقف في أشرف مقام بسعيه بين الأنام لتعريفهم بطريق الهداية وسبل دخول الجنّة دار السّلام.
أهميّة الدعوة إلى الله
وإنّ أهميّة الدّعوة إلى الله تعالى تتجلّى في أمور كثيرة، نذكر منها:
- الدّعوة إلى الله تعالى تؤدّي إلى نشر رسالة الإسلام في كلّ أنحاء المعمورة، فبدون الدّعوة لا يعلم كثيرٌ من النّاس عن دين الله تعالى، كما وأنّه بدون الدّعوة ورجالاتها لا يتعرّف النّاس المقبلون على الدّخول في دين الإسلام على شرائع الإسلام وفرائضه وأحكامه، فالدّعوة إلى الله تعالى هي طريق الوصول إلى النّور، والهداية، والرّشاد.
- الدّعوة تصحّح كثيراً من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ونحن نشهد في واقعنا المعاصر ظهور كثيرٍ من الجماعات التي تسيء إلى الإسلام بقصد وبغير قصد، ومهمّة الدّاعية العارف لدينه أن يقوم بتصحيح الانحرافات الفكريّة والعقديّة وتوصيل رسالة الإسلام الصّحيحة نّاصعة البياض لجميع النّاس.
- الدّعوة الإسلاميّة هي طريقٌ للوصول إلى حياة طيّبة هنيئة، فالمسلم الدّاعي إلى الله يقوم بهذه المهمّة وعينه ترنو إلى تحقيق كثيرٍ من الأهداف وتحصيل كثير من الثمار، ومنها أن ينتشر العدل بين النّاس فلا يتظالموا، وأن ينتشر الحبّ والتّكافل والتّراحم بينهم فلا يتباغضوا، وأن تسود القيم والمبادىء والأخلاق الإسلاميّة بعيدًا عن الفحش والرّذيلة والكذب والغشّ والغيبة والنّميمة وغير ذلك من آفات النّفس واللسان.
- الدّعوة طريق الفلاح والفوز بجنّة الرّحمن، فحينما تكون هناك ثلّة مؤمنة تتصدّى لهذه المهمّة الجليلة، فإنّ الله تعالى يرضى عن الأمّة ويكتب لها الفلاح في الدّنيا والآخرة، قال تعالى: “وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
- وإنّ فضل الدعوة الإسلاميّة لكبير، فهي مهمّة الأنبياء وهي كما وصفها الله تعالى من أحسن القول، كما رتّب الله تعالى للداعي إليه أن يكون له أجر من يتّبعونه من النّاس من غير أن ينقص من أجره شيئاً.