'); }
للحديث الشريف في الدين الإسلامي شأن مهم وعظيم؛ فهو الإرث العظيم الذي وصلنا عن رسول الله الأعظم –صلى الله عليه وسلم-. ومن هنا فقد لاقت الأحاديث النبوية الشريفة اهتمام علماء المسلمين في مختلف الأزمان، واستطاعوا تحقيق إنجازات ضخمة في هذا الباب، حيث جمعوا الأحاديث النبوية الشريفة، وصنفوها إلى مستويات عديدة بحسب صحة ثبوتها، ومن هنا فإنّ هذا الجهد يعتبر واحداً من أعظم الاجتهادات والمجهودات البشرية في عملية التثبت من النقل من شخص إلى شخص آخر يفصل بينهما سنين عديدة.
أهميّة الحديث النبوي
للحديث النبوي الشريف أهمية عظيمة جداً عند المسلمين، فعدا عن كونه عند غالبية الأمة اليوم مصدراً ثانياً للتشريع الإسلامي، وأنّه مصدر لتعليم الأخلاق الحميدة، ومعرفة إرث الرسول ومنطقه في التعامل مع الظروف والأحوال المختلفة، يمكن القول أنّ له أيضاً أهمية تاريخية عظيمة تتمثل فيما يلي:
'); }
- يكشف لنا عن خفايا مرحلة هامة من عمر الإنسانية، وعن الشكل الذي كانت عليه المجتمعات، فمقدمات بعض الأحاديث تصف لنا أحوال وعادات الناس في أماكن وأزمان مختلفة، كالقول –على سبيل المثال-؛ (كنا في الجاهلية…) الذي تبدأ به أحاديث عديدة؛ حيث يعطينا هذا القول خلفية جيدة عن عادات العرب في الجاهلية، وكيف استطاع الإسلام تغييرهم، وانتزاع الصفات السلبية منهم.
- يساعدنا في معرفة الشخصيات التاريخية بشكل أفضل، فأقوال رسول الله في بعض الشخصيات في الأحاديث التي وردت عنه تعطينا فكرة عن إسهامات وإنجازات هؤلاء الأشخاص، والأثر الكبير الذي تركوه في الإنسانية سواءً سلباً أم إيجاباً، كما يعطينا أبرز صفات الأشخاص الذين يطلق عليهم بالمفهوم المعاصر الإيجابيين، والذين بإمكانهم صنع تغيير واضح في مجتمعاتهم.
- يعطينا الفرصة من أجل الوصول إلى رؤية شاملة للتاريخ، فالتاريخ الإنساني تاريخ متصل قديم حديث، وما الحضارات إلا مجرد نقاط على خط التاريخ؛ فالرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن خلال الأحاديث النبوية الشريفة استطاع أن يعطينا لمحات عن الأقوام السابقة، وعما ستؤول إليه الأمور في المستقبل في حال انتهج المسلمون مناهج معينة تنحرف بهم عن الطريق الإنساني القويم.
- الأحاديث النبوية الشريفة تصف لنا وبدقة الأحداث التي مرّ بها الرسول العظيم، فهي أداة تأريخية عظيمة اعتمدت عليها كتب السير في كتابة وتدوين سيرة رسولنا الكريم.
لا ينكر أحد فضل الأحاديث النبوية الشريفة على الأمة الإسلامية، ودورها العميق في نقل إرث خير الناس محمد –صلى الله عليه وسلم-، إلا أنّ انتشار الأحاديث الضعيفة بين الناس، والفهم المغلوط لبعض الأحاديث الصحيحة أسهما وبشكل كبير في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، لهذا فإنّه يجب على من لهم باع في هذا الأمر التصدي لهذه المحاولات، وتبيان ذلك للعالم كله، وللمسلمين، وتدوين ذلك في كتب ليحفظ للأجيال اللاحقة.