محتويات
'); }
النعت الحقيقي
يُعدّ النّعت نوعًا من أنواع التوابع، وتُعرف التوابع على أنها كلمات لا يمسها الإعراب إلا على سبيل التبع لغيرها؛ أي أنها تُعرب إعراب ما قبلها، أمّا النعت فهو ما يُذكر بعد اسم لبيان بعض أحواله أو أحوال ما يتعلق به، ويطلق على النعت مصطلح الصفة، وينقسم النعت إلى نعت حقيقي، ونعت سببي وفيما يلي التوضيح:[١]
تعريف النعت الحقيقي
وهو الذي يدلّ على صفة في نفس متبوعه أو فيما هو بمنزلته، فعند قولنا: شاهدت البيت الجميل لتبين لنا أن كلمة “الجميل” وقعت نعتًا حقيقيًّا لأنّها صفة لذات البيت الذي يعتبر متبوعًا أو منعوتًا، أما شروطه فلا بد له أن يتبع المنعوت في العدد “الإفراد أو التثنية أو الجمع”، وفي النوع “التذكير أو التأنيث”، وفي التعريف أو التنكير، وفي الإعراب.[٢]
'); }
يجدر التنبيه إذا كان المنعوت جمع تكسير لمذكر غير عاقل جاز أن يأتي النعت مفرد مؤنث، أو جمع مؤنث سالم، فإن كان المنعوت جمع تكسير لمذكر عاقل جاز أن يأتي مفرد مؤنث أو جمع مذكر سالم أو جمع تكسير.[٢]
إعراب النعت الحقيقي
يُعرب النعت الحقيقي على حسب حركة المنعوت الذي قبله، فإن كان المنعوت مرفوعًا كان النعت مرفوعًا، وإن كان المنعوت منصوبًا كان النعت منصوبًا، وإن كان مجرورًا كان النعت مجرورًا والسبب في ذلك أن النعت من التوابع يتبع حركة الاسم الذي قبله، ومن الأمثلة على ذلك:[٣]
- زرت المدرسة النظيفة.
- زرت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- المدرسة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- النظيفة: نعت حقيقي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- مررت بالمعلم الذكي.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- بالمعلم: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، المعلم: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- الذكي: نعت حقيقي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أمثلة النعت الحقيقي
يُمكن أن نستدلّ على النعت الحقيقي من خلال الأمثلة الآتية:
- قابلت أطفالًا ذكيين.
- قابلتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- أطفالًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ذكيين: نعت حقيقي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، وفي هذا المثال جاء المنعوت جمع تكسير لمذكر عاقل؛ لذلك جاز في النعت أن يكون جمع مذكر سالم، كما ويجوز أن يأتي مفرد مؤنث أو جمع تكسير.
- مررت بالطالبة المتفوقة.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- بالطالبة: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الطالبة: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- المتفوقة: نعت حقيقي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- هذان ولدان باران.
- هذا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- ولدان: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف.
- باران: نعت حقيقي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
النعت السببي
جاء في تعريف النعت أنه الذي يُكمل متبوعه “منعوته” بدلالته على معنى فيه، أي: في منعوته أو فيما له تعلق به والذي يدل على المعنى الذي فيه هو النعت الحقيقي، والذي يدل على تعلق به هو النعت السببي، ويعتبر النعت السببي النوع الثاني من أنواع النعت وفيما يلي التوضيح:[٤]
تعريف النعت السببي
وهو النعت الذي لا ينعت الاسم السابق على وجه الحقيقة بالرغم من تسميته “بالمنعوت” نحويًا، لكنه ينعت في الحقيقة اسمًا ظاهرًا بعده ويكون هذا الاسم مرفوعًا به مشتملًا على ضمير يعود على الاسم السابق، فعند قولنا: “هذا رجل مجتهد ابنه” لتُبيّن لنا أنّ النعت في الجملة كلمة “مجتهد” وفي الحقيقة إنّ هذا النعت ينعت الاسم الذي بعده وهو مرفوع مشتمل على ضمير يعود على الاسم السابق.[٥]
ومن شروطه أن يتبع الاسم السابق فقط في الإعراب، وفي التعريف والتنكير، أمّا الاسم اللاحق فيتبعه فقط في التذكير والتأنيث، فإن كان الاسم اللاحق مثنى أو مفردًا وجب إفراد النعت، وإن كان جمع مذكر أو مؤنث فالأفضل أن يكون مفردًا، وإن كان جمع تكسير جاز أن يأتي النعت جمعًا أو أن يكون مفردًا.[٥]
إعراب النعت السببي
يُعرب النعت السببي على حسب المنعوت الذي قبله فإن كان مرفوعًا كان النعت مرفوعًا، وإن كان منصوبًا كان النعت منصوبًا، وإن كان مجرورًا كان النعت مجرورًا مع التنبيه أنّ النعت السببي يتبع ما قبله فقط بالإعراب وبالتعريف والتنكير، ويعرب الاسم الذي يأتي بعد النعت السببي فاعلًا إن كان النعت اسم فاعل أو صيغة مبالغة، ويُعرب نائب فاعل إن كان النعت السببي اسم مفعول، ومن الأمثلة على ذلك:[٦]
- شاهدت الرجل المجتهد ابنه.
- شاهدت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- الرجل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- المجتهد: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ابنه: فاعل لاسم الفاعل “المجتهد” مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- هذه مدرسة نظيفة طلابها.
- هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ
- مدرسة: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- نظيفة: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- طلابها: فاعل للصفة المشبهة “نظيفة” مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
أمثلة النعت السببي
فيما يأتي أمثلة على النعت السببي:
- هذه فتاة حسنة أخلاقها.
- هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
- فتاة: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- حسنة: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أخلاقها: فاعل للصفة المشبهة “حسنة” مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- مررت برجل مكسور ابنه.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- برجل: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، رجل: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- مكسور: نعت سببي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- ابنه: نائب فاعل لاسم المفعول مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- سمعت المؤذن الجميل صوته.
- سمعت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- المؤذن: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- الجميل: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- صوته: فاعل للصفة المشبهة مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
الفرق بين النعت الحقيقي والسببي
هناك ثلاثة فروق رئيسة بين النعت الحقيقي والسببي فيما يأتي توضيحها:[٧]
- النعت الحقيقي ينعت اسما سابقا فقط، بينما النعت السببي ينعت اسمًا لاحقًا، لكنه يتبع علامة الإعراب في المنعوت الذي قبله، فعند قولنا: “رأيت الشاب الشجاع” هنا جاء النعت حقيقيًّا لأنه جاء صفة للاسم الذي قبله، بينما لو قلنا: “رأيتُ رجلًا كريمًا ابنه” هنا جاء النعت سببيًّا لأنه جاء صفة للابن.
- النعت الحقيقي يتبع ما قبله في الإعراب والنوع والعدد والتعريف والتنكير، أمّا السببي فيتبع ما قبله في الإعراب والتعريف والتنكير، فعند قولنا: “هذه مدرسة نظيفة” فإنّ النعت الحقيقي جاء متبعًا لعلامة الإعراب والتأنيث والتعريف والإفراد للمنعوت، بينما لو قلنا: “هذه أم جميل أولادها” لتبيّن لنا أن النعت السببي يتبع ما قبله في الإعراب والتعريف.
- النعت السببي يتبع ما بعده في التذكير والتأنيث، بينما الحقيقي لا يتبع ما بعده فقط يختص بما قبله، فلو قلنا: “هذا رجل مجتهد ابنه” لتبيّن لنا أنّ النعت السببي جاء متبعًا للاسم الذي بعده في التذكير والتأنيث.
المراجع
- ↑ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 221. بتصرّف.
- ^ أ ب كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 451. بتصرّف.
- ↑ عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 371. بتصرّف.
- ↑ عبد الغني الدقر، معجم القواعد العربية، صفحة 511. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد العال مكرم، تطبيقات نحوية وبلاغية، صفحة 262، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 456_457. بتصرّف.
- ↑ ابن عقيل، شرح ابن عقيل، صفحة 193_195، جزء 3. بتصرّف.