جديد أمراض المرارة

مقالات ذات صلة

أمراض المرارة

تعدُ المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder) عضوًا كمثريّ الشكل يوجد أسفل الكبد، والوظيفة الرئيسية للمرارة هي تخرين العُصارة الصفراوية؛ وهو سائل يتم تصنيعه في الكَبد للمساعدة على هضم الدهون،[١] وقد تصاب المرارة بالعديد من الأمراض التي تؤثر في وظيفتها،[٢] وفيما يأتي توضيحٌ للأمراض التي قد تصيب المرارة:

حصى المرارة

تتكون حصوات المرارة (بالإنجليزية: Gallstones) من ترسب المواد الصلبة الموجودة في السائل الهضمي أو ما يعرف بالعصارة الصفراوية؛ بحيث تتبلور وتكون حصوات المرارة، ويتراوح حجمها بين جزيئات بحجم حبّات الرمل إلى حصوات بحجم كرة الغولف، علمًا أنَّ معدل تشكل الحصوات يختلف من شخص لآخر؛ إذ قد تتشكل حصّية واحدة عند بعض الأشخاص، في حين أنَّ البعض الآخر قد تتشكل لديهم عدة حصوات في نفس الوقت، لذلك فإنَّ التدخل الطبي يعتمد على ظهور الأعراض، حيث إنَّ معظم الحالات التي لا يرافقها ظهور أعراض أو علامات تدل على وجود الحصوات المرارية لا يتم فيها إجراء أي تدخل طبي، بينما تستدعي الحالات التي تظهر فيها أعراض الإصابة التدخل الطبيّ المناسب، وفي أغلب هذه الحالات يتم استئصال المرارة،[٣] علمًا أنه توجد ثلاثة أنواع رئيسية لحصوات المرارة، نوضحها فيما يأتي:[٤]

  • حصوات المرارة المختلطة: (بالإنجليزية: Mixed stones)، حيث تنشأ حصوات المرارة المختلطة على شكل مجموعات، وهي خليط من الكوليسترول والأملاح، وتعد أكثر أنواع الحصوات انتشارًا.
  • حصيات الكوليسترول المرارية: (بالإنجليزية: Cholesterol stones)، ومن اسمها يمكن معرفة أنَّ هذه الحصوات تتكون بشكل أساسيّ من الكوليسترول، الذي يُعَد من المواد المهمّة لعمليات الأيَض في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنَّ باستطاعة هذه الحصوات أن تكبر لحجم تسد فيه القنوات الصفراوية.
  • حصوات المرارة الصبغية: (بالإنجليزية: Pigment stones)، عادةً ما تكون حصوات المرارة الصبغية صغيرة الحجم ولكن عددها كبير، وتظهر باللون البني المخضر نتيجة وجود صبغات معينة في العصارة الصفراوية تكسبها هذا اللون.

ويترتب على تشكل الحصوات المرارية ظهور بعض المشاكل الصحية، وفيما يأتي توضيح ذلك:

المغص المراريّ

يشعر المريض بنوبات من الألم الشديد والمفاجئ في البطن، ويعرف هذا الألم باسم المغص المراري (بالإنجليزية: Biliary colic)، ويحدث ذلك نتيجة تسبب الحصوات المرارية بحدوث انسداد لإحدى القنوات الصفراوية، فيؤدي ذلك إلى الشعور بنوبات غير متكررة من الألم الشديد، وقد تستمر نوبة الألم الواحدة من ساعة إلى ساعتين، ولكن يتكرر الشعور بنوبات الألم على فترات زمنية متفرقة قد تفصل بينها سنوات.[٥]

التهاب المرارة

يحدُث التهاب المرارة (بالإنجليزية: Cholecystitis) نتيجة انسداد القناة المرارية بفعل الحصى، مما يؤدي إلى حدوث العدوى أو الالتهاب في المرارة،[٤] ومن الممكن أن يستدعي الالتهاب إجراء الجراحة في حال تكرار العدوى أو استمرارها لمدة طويلة،[٦] ويُقسم التهاب المرارة إلى نوعين، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٧]

  • التهاب المرارة الحاد: (بالإنجليزية: Acute cholecystitis)، حيث يحدث بشكلٍ مفاجئ، ويسبب ألمًا شديدًا في وسط البطن أو في الجزء الأيمن العلوي من البطن وقد يمتد الألم إلى ما بين ألواح الكَتفين.
  • التهاب المرارة المزمن: (بالإنجليزية: Chronic cholecystitis)، حيث يحدث على شكل نوبات متكررة، مصحوبًا بتورم وتهيج يزداد مع مرور الوقت، ويؤدي ذلك في معظم الحالات إلى تضرر جدار المرارة بحيث ينكمش ويزداد في سمكه مما يؤثر في أداء المرارة لوظيفتها، وقد يصاحب حدوث التهاب المرارة المزمن ظهور عدد من الأعراض، نذكرها فيما يأتي:
    • الغثيان.
    • التقيؤ.
    • الحمى.
    • الشعور بألم في منطقة البطن يزدادُ سوءََا عند الشّهيق.
    • الشعور بألم في منطقة البطن بعد تناول كميات كبيرة من الطعام خاصة الأطعمة التي تحتوي على الدهون بكميات كبيرة.

التهاب وتحصيّ القناة الصفراوية

يتمثل تحصي القناة الصفراوية (بالانجليزية: Choledocholithiasis) بوجود حصوات في القناة الصفراوية المشتركة، ففي الوضع الطبيعيّ توجد أنابيب صغيرة تنقل العصارة الصفراوية من المرارة وترسّبها في القناة الصفراوية المشتركة التي تفرِّغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة، وتحدث حالة تحصي القناة الصفراوية المشتركة في حال انتقال الحصوات من المرارة إليها أو في حال تشكّلها فيها، وفي حال تشكلت الحصوات داخل القناة يطلق عليها حصوات القناة الصفراوية الأولية (بالانجليزية: Primary stones)، إلا أنَّ أغلب الحالات يحدث تشكل حصوات القناة الصفراوية داخل المرارة ثم تنتقل إلى القناة الصفراوية المشتركة بعد ذلك، وفي هذه الحالة يطلق عليها حصوات القناة الصفراوية الثانوية (بالإنجليزية: Secondary stones)، وعلى الرغم أن تكون حصوات القناة الصفراوية الأولية أقل شيوعًا إلاَ أنَّ فرصة حدوث العدوى أو الالتهاب تكون أكبر عند تشكل هذا النوع من الحصوات،[٨] حيث يحدث التهاب القنوات الصفراوية أو التهاب الأقنية الصفراء (بالإنجليزية: Cholangitis) نتيجة انسداد إحدى القنوات الصفراوية بسبب وجود الحصوات المرارية، ويرافق الالتهاب ظهور الأعراض الآتية:[٤]

  • الشعور بالألم.
  • الحمى.
  • القشعريرة
  • اصفرار لون الجلد والعينين وهو ما يعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)

حالات أخرى يرتبط حدوثها بالحصوات المرارية

من الحالات أو المشاكل الصحية الأخرى التي ترتبط بحصى المرارة ما يأتي:

  • حدوث تآكل في جدار المرارة بسبب التهاب المرارة الناجم عن تكون الحصوات المرارية، وقد يؤدي هذا التآكل في بعض الحالات إلى ثقب جدار المرارة، وهذا الثقب يؤدي إلى تسرُّب مكوّنات المرارة الى التجويف البطنيّ وحدوث التهاب شديد يعرف بالتهاب الصفاق (بالإنجليزية: Peritonitis).[٩]
  • حدوث انسداد في الأمعاء الدقيقة بسبب وصول الحصوات المرارية إلى الأمعاء الدقيقة، وتعد حالةً نادرة الحدوث وتزداد فرصة حدوثها عند كبار السن.[٩]
  • تشكل النّاسور (بالإنجليزية: Fistula)، وهو عبارة عن قناة صغيرة تنتج بين التجويف الداخلي لأحد أعضاء الجسم وتجويف آخر في الجسم، حيث إنَّ التهاب المرارة يجعلها عرضة لأن تلتصق أو تثقب الأعضاء المجاورة لها كالأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تشكل الناسور الذي يسمح بعبور الحصوات المرارية إلى الأمعاء الدقيقة، ممّا قد يُشكّل خطرََا على المريض وقد يستدعي ذلك إجراء عملية جراحية بشكلٍ فوري.[١٠]
  • مرض المرارة المزمن أو وجود خلل وظيفي في المرارة، حيث إنَّ التعرض المستمر لنوبات الألم الناتجة عن الحصوات المرارية أو التهاب المرارة المزمن قد يُحدث ضررًا دائمًا بالمرارة، إذ تصبح المرارة صلبة ومليئة بالنُدوب، ويرافق ذلك ظهور بعض الأعراض والتي قد يصعب معرفة السبب منها وهي: الشعور بالشبع، وعُسر الهضم، والإسهال، والشعور بالانتفاخ.[١١]
  • خرّاج المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder abscess)، حيث قد يصاب المريض المصاب بالحصوات المرارية في بعض الأحيان بصديد أو قيح في المرارة وهو ما يطلق عليه الدُبَيلة (بالانجليزية: Empyema)، ويترتب على ذلك الشعور بألم شديد في منطقة البَطن، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحالة قد تهدد حياة المريض في حال لم يتم علاجها، ومن عوامل الخَطر التي قد ترفع فرص تطور مضاعفات هذه الحالة أن يكون المريض مصابًا بالسكّري، أو بنقصٍ في المناعة، أو بالسُّمنة المفرَطة.[١١]
  • موت نسيج المرارة نتيجة تعرضها للالتهاب، وهو ما يُعرف بالتهاب المرارة الغرغرينيّ (بالإنجليزية: Gangrenous cholecystitis) ويعد هذا الالتهاب خطرًا لإمكانية تسببه في عدوى قادرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.[١٢]
  • التهاب البنكرياس الناتج عن حصوات المرارة (بالإنجليزية: Gallstone pancreatitis)، وذلك لتسبب الحصوات بانسداد القناة الصفراوية، مما يحول دون انتقال إنزيمات البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة، ويترتب على ذلك عودة الإنزيمات إلى البنكرياس مما يسبب حدوث تهيج في الخلايا وبالتالي حدوث التهاب البنكرياس.[٦]

أورام المرارة الحميدة وسرطان المرارة

يُعدُّ سرطان المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder cancer) مرضًا نادر الحدوث، وغالبًا ما يتم تشخصيه خلال مراحل متقدمة من المرض مما يجعل علاجه صعبًا، وتتشابه أعراضه مع أعراض التهاب المرارة الحاد، ومن الجدير بالذكر أنَّ تكون الحصوات المرارية يعد عامل خطر رئيسي للإصابة بسرطان المثانة، الذي ينتشر من جدران المثانة الداخليّة إلى الطبقات الخارجية ومن ثمَّ إلى الكَبِد والغُدَد اللمفاوية والأعضاء الأُخرى، أما أورام المرارة الحميدة (بالإنجليزية: Gallbladder polyps) فهي تشير إلى نمو زوائد حميدة غير سرطانية، وفي العادة لا توجد علامات تدل على وجودها، ولكن يفضل إجراء تدخل جراحي واستئصال المرارة في حال زاد حجم الورم عن 1سم، حيث إنَّ زيادة حجمها يرفع فرصة أن تكون الزوائد سرطانية.[١٣]

أمراض المرارة النادرة

من أمراض المرارة النادرة ما يأتي:

  • المرارة الخزفية (بالإنجليزية: Porcelain gallbladder) وسمّيت بذلك لأنّ المرارة تُصبح هشة ولونها أزرق نتيجة تراكم الكالسيوم على الجدار العضلي للمرارة ممّا يجعلها صلبة ويحد من عملها، ويُشار إلى أنَّ هذه الحالة ترفع فرص الإصابة بسرطان المرارة.[١٤]
  • التهاب المرارة اللاحصويّ (بالإنجليزية: Acalculous cholecystitis)، وهو أقلّ شيوعََا من التهاب المرارة الحصويّ ولكنه وأكثرُ خطورة، ويحدُث بالعادة نتيجة تعرض المرارة للإصابة بالعدوى أو الالتهاب، أو كمضاعفاتٍ جانبية لمرض خطير.[١٢]
  • خلل حركات المرارة (بالإنجليزية: Biliary dyskinesia)، حيث قد تتأثّر حركة المرارة فتُصبح غير قادرة على تحريك العُصارة الصفراوية بالاتّجاه الصحيح نحو القناة المرارية، وتظهر هذه الحالة على شكل شعور بالألم في الجزء الأيمن العُلويّ من البطن بالإضافة إلى الشعور بالغثيان والانتفاخ، وحدوث عسر في الهضم.[١٣]
  • التهاب الأقنية الصفراوية المصلّب (بالإنجليزية: Sclerosing cholangitis)، ويحدث نتيجة تعرض القنوات الصفراوية للالتهاب بشكلٍ مستمر مما يؤدي إلى تشكل ندبات داخل القنوات الصفراوية، وقد يترتب على ذلك حدوث تشمع الكبد، أو حدوث فشل في الكبد، أو الإصابة بسرطان الكبد، علمًا أنّ السبّب الفِعلي لهذه الحالة ما زال مجهولًا.[٥][١٣]
  • يولَد بعضُ الأطفال بعيوب خَلقيّة تمنع المرارة والقنوات الصفراوية من العمل بالشكل الصحيح، ونأخذ كمثال حالة رتق القناة الصفراوية (بالانجليزية: Biliary artesia)، حيث يولد الأطفال في هذه الحالة مع وجود تضيق في القنوات الصفراوية وتصبح مغلقة بعد فترة قصيرة من الولادة، وتستدعي هذه الحالة إجراء عملية جراحية للسماح للعصارة الصفراوية بالمرور نحو الأمعاء، بالإضافة إلى أنّ الطفل قد يحتاجُ في أغلب الأحيان إلى عمليّة زراعة كبد قبل بلوغِه العشرين من العمر.[١٥]
  • احتمالية تعرض القنوات الصفراوية للإصابة خلال العمليّات الجراحية التي يتم إجراؤها للمرارة.[١٦]
  • تضيق القنوات الصفراويّة نتيجة عوامل عدة مثل: الإصابة بمرض الإيدز، أو حدوث التهاب الأقنية الصفراوية المصلّب الأولي (بالانجليزية: Primary sclerosing cholangitis).[١٦]
  • أمراض البنكرياس التي قد تؤثّر على القنوات الصفراوية أثناء مرورها عبر البنكرياس.[١٦]
  • الإصابة بالطفيليات.[١٦]

المراجع

  1. “Gallbladder Diseases”, medlineplus.gov, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  2. “Gallstones and Gallbladder Disease”, labtestsonline.org,21-9-2020، Retrieved 12-1-2021. Edited.
  3. “Gallstones”, www.mayoclinic.org,8-8-2019، Retrieved 12-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Gallbladder – gallstones and surgery”, www.betterhealth.vic.gov.au,2014-8، Retrieved 12-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب “Gallbladder Disorders”, www.summahealth.org, Retrieved J13-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب Matthew Hoffman (18-5-2019), “Picture of the Gallbladder”، www.webmd.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  7. “Cholecystitis”, www.radiologyinfo.org,15-1-2019، Retrieved 13-1-2021. Edited.
  8. Jenna Fletcher (16-11-2018), “What are the most common gallbladder problems?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved January 13-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب Christina C. Lindenmeyer (2020-4) “Gallstones”، www.msdmanuals.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  10. Michael M. Phillips,David Zieve,David Zieve (ِ3-4-2020), “Gallstones and gallbladder disease”، www.mountsinai.org, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب Jenna Fletcher (16-11-2018), “What are the most common gallbladder problems?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-1-2021. Edited.
  12. ^ أ ب “Acute cholecystitis”, www.nhsinform.scot,14-2-2020، Retrieved 14-1-2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت “Gallstones and other Gallbladder diseases”, www.narayanahealth.org, Retrieved 14-1-2021. Edited.
  14. “What are the most common gallbladder problems?”, www.medicalnewstoday.com,16-11-2018، Retrieved 14-1-2021. Edited.
  15. “Gallstones and Gallbladder Disease”, labtestsonline.org,21-9-2020، Retrieved 14-1-2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Christina C. Lindenmeyer (2020-4), “Overview of Gallbladder and Bile Duct Disorders”، www.merckmanuals.com, Retrieved 14-1-2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى