محتويات
التشبيه الضمني
تشبيهٌ لا يذكر فيه المشبه والمشبه به صراحةً بل يشار إليهما ويلمح في ذكرهما،[١] والتشبيه الضمني يقارب التشبيه التمثيلي حيث أنّ كليهما تشبيهٌ مركب، ولكن التشبيه الضمني تحذف فيه أداة التشبيه وجوباً ويرتبط المشبه والمشبه به بعلاقة نحوية كأن يكونا مبتدأ وخبراً، أو استخدام إحدى أدوات الربط.[٢]
أمثلة على التشبيه الضمني من القرآن الكريم
كما يأتي:
- يقول تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}؛[٣]فالله تعالى يشبه حال من أنفق ماله وأصابه الكبر فيمنّ على الناس بما أنفق، بحال البستان الذي فيه ثمارٌ وأعناب ونخيل وفيها الأنهار فأصابه إعصار فمات الزرع وذهبت الثمار.
- يقول الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذلِكَ}؛[٤] فالله تعالى يشبه أختلاف الناس في الوانهم وطبائعم باختلاف الجبال في طبائعها وألوانها.
أمثلة على التشبيه الضمني من الشعر
- سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
-
-
- وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ[٥]
-
وهذا البيت من شعر أبي فراس الحمداني يشبه نفسه حين يحتاجه قومه بالقمر الذي يفتقده الناس في الليلة الظلماء وهو لم يذكر التشبيه صراحةً فيقول أنا كالقمر حين يفتقده الناس ولكن أشار إلى هذا التشبيه.
- ضَحوكٌ إِلى الأَبطالِ وَهوَ يَروعُهُم
-
-
- وَلِلسَيفِ حَدٌّ حينَ يَسطو وَرَونَقُ[٦]
-
وهذا البيت للبحتري يشبه ممدوحه حين يتقدم إلى أعدائه ضاحكاً، بالسيف الذي له لمعان حين يسطو على الأعداء ولم يذكر تشبيهه صراحةً فقال هو يشبه السيف إنما أشار إليه.
- قَد يَشيبُ الفَتى وَلَيسَ عَجيباً
-
-
- أَن يُرى النَورُ في القَضيبِ الرَطيبِ[٧]
-
وهذا البيت لدعبل الخزاعي يشبه الشيب بالنور والفتى بالغصن الغض ولم يذكر التشبيه صراحةً فيقول الشيب في الفتى يشبه النور في الغصن الغض إنما أشار إليه إشارةً.
- لا تُنكِري عَطَلَ الكَريمِ مِنَ الغِنى
-
-
- فَالسَيلُ حَربٌ لِلمَكانِ العالي[٨]
-
والبيت لأبي تمام شبه خلو الكريم من المال والغنى بالسيل العالي الذي لا يستقر عليه الماء ولو ذكر التشبيه صراحةً لقال خلو الكريم من المال يشبه خلو الجبل العالي من الماء إنما أشار لتشبيهه إشارةً.
- وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم
-
-
- وَلَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ[٩]
-
والبيت من شعر المتنبي يشبه نفسه بين قومه بالذهب الذي يكون بين التراب ولم يذكر تشبيهه صراحةً إنما أشار إليه.
- وَمِنَ الخَيرِ بُطءُ سَيبِكَ عَنّي
أَسرَعُ السُحبِ في المَسيرِ الجَهامُ[١٠]
والبيت للمتنبي يشبه تأخر عطاء الممدوح بتأخر السحاب التي تحمل الخير الكثير ولكن لم يذكر تشبيهه صراحةً.
- مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
-
-
- ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ[١٠]
-
والبيت للمتنبي يشبه حال من هان واعتاد الهوان بحال الميت لا يؤذيه الجرح ولم يذكر تشبيهه صراحةً إنما أشار إليه.
- تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها
-
-
- إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ[١١]
-
والبيت لأبي العتاهية يشبه الشخص الذي يرجو النجاة ولم يسلك طرقها بالسفينة التي لا تسير على اليابسة ودخلت اليابسة لتجري فيها ولم يذكر تشبيهه صراحةً.
- ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ
وقعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم[١٢]
والبيت من أشعار ابن الرومي يشبه حال محبوبته إذا نظرت إليه وإذا أعرضت عنه بحال السهام تؤلم إذا أصابت الجسم وتؤلم إذا نزعت منه ولم يذكر تشبيهه صراحةً إنما أشار إليه.
المراجع
- ↑ عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑ محمد أحمد قاسم، علوم البلاغة البديع والبيان والمعاني، صفحة 175. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:266
- ↑ سورة فاطر، آية:27- 28
- ↑ “أراك عصي الدمع شيمتك الصبر”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ↑ ” أفي كل دار منك عين ترقرق”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ↑ “قد يشيب الفتى وليس عجيبا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ↑ “كفي وغاك فإنني لك قالي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ↑ ” فؤاد ما تسليه المدام”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ^ أ ب “لا افتخار إلا لمن لا يضام”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ↑ “ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.
- ↑ “قلبي من الطرفِ السقيم سقي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022.