شهر رمضان الكريم
شهر رمضان الكريم هو أهم الشهور وأعظمها أجراً، وفيه يمتنع المسلمون عن الطعام، والشراب، وعن شهوات النفس، والكلام. ويتميّز شهر رمضان عن باقي الأشهر بأجوائه الدينيّة، وصلاواته التطوعيّة التي تزيد من أجر المسلم. أجمل الأقوال التي كُتبت عن شهر رمضان انتقيناها لكم في هذا المقال، تعرّفوا عليها.
أقوال رمضانيّة
- شهر رمضان الكريم؛ شهر ترتفع فيه الدرجات، شهر عظيم، شهر جميل، شهر يشعر فيه المسلم بالفرحه.
- بعد بضعة أشهر من اعتناقي الإسلام؛ حلّ شهر الصيام “شهر رمضان”، وهو الشهر التاسع بين أشهر السنة الهجرية، وكنت أنتظر حلوله بشيء من القلق والخوف؛ لأنّه اختبار صعب لِجَلَد المسلم، وقوة احتماله، إنّه يُجسّد قمّة وعيه، وصحوته.
- شهر رمضان هو التحدي الأكبر بحقٍّ، لامتحان الإرادة البشرية في الصيام، والقيام، وعمل الخير؛ تنقيةً للنّفس من أخطائها الكثيرة.
- روى ابن أبي داود بإسناده الصحيح: أنّ مجاهداً كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء، وكانوا يؤخّرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
- كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرّة، فإذا جاء رمضان؛ ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر؛ ختم في كل ليلة مرة.
- في رمضان أغلق مدن أحقادك، واطرق أبواب الرحمة والمودة، فارحم القريب وود البعيد، وازرع المساحات البيضاء في حنايا روحك، وتخلّص من المساحات السوداء في داخلك، في رمضان صافح قلبك، ابتسم لذاتك، صالح نفسك، وأطلق أسر أحزانك، وعلّم همومك الطيران بعيداً عنك.
- تذكّر أولئك الذين كانوا ذات رمضان يملئون عالمك، ثم غيّبتهم الأيام عنك ورحلوا كالأحلام، تاركين خلفهم البقايا الحزينة تملؤك بالحزن، كلما مررت بها أو مرّت ذات ذكرى بك.
- كيف لا يبشّر العاقل بوقت يُغل فيه الشيطان؟ كيف لا يبشّر المؤمن بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ اللهم اجعل التقوى لنا أربح بضاعة، ولا تجعلنا في هذا الشهر من أهل التفريط والإضاعة، وآمن خوفنا يوم تقوم السّاعة.
- ولست أعني بالصيام هذا الصيام الذي نصومه في رمضان، فعلم الله أنّنا قد أصبحنا نصوم بطريقة أخرجته عن كلّ معاني الصيام، فنحن لا نحرم أنفسنا خلاله أي شيء، على العكس، نحن نُعطي النفس كل ما تشتهيه من المأكولات الشهيّة التي أضحت من خصائص رمضان، ويزيد على ذلك؛ أنّنا نظل طوال اليوم مستلقين بلا عمل، ولا فائدة، كأننا جثث هامدة، يضيق خلقنا، ونغضب لأقل سبب بحجّة أننا صائمون، ويسبّ أحدنا الآخر؛ لأنّه صائم.
- نعمة أن بلّغك الله رمضان، فاشكره على ذلك، فقد أطال في عمرك لتتمتّع بالصيام والعبادة.
- شعار المؤمنين في القيامة؛ التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقاً بينهم وبين سائر الأمم، وشعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوفهم، أطيب من ريح المسك؛ ليعرفوا بين ذلك الجمع بذلك العمل، نسأل الله بركة ذلك اليوم.
- الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه، فكانت حفصة تقول: يا حبّذا عبادة وأنا نائمة على فراشي، فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه، وعند فطره فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليلهِ طاعم شاكر.
- قال ابن القيم رحمه الله: ليس الصوم صوم جماعة عن الطعام، وإنما الصوم؛ صوم الجوارح عن الآثام، وصمت اللسان عن فضول الكلام، وغضّ العين عن النّظر إلى الحرام، وكفّ الكف عن أخذ الخطام، ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام.
- نداء يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور، وأفضل الأزمنة، فيُعدُّ المسلم نفسه للشهر الكريم، ويخطط له خير تخطيط، فكيف يكون الاستقبال الأمثل للشهر؟ وكيف تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر؟ وهل لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين، وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين، لنبدأ معاً، خطوات صغيرة بسيطة، نصل بها إلى رمضان.
- الصيام أعلى تعبير عن الإرادة، أي فعل الحريّة.
- لا أعرف غير الصيام فريضة؛ تُوسّع الصّدر، وتقوّي الإرادة، وتزيل أسباب الهم، وتعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل؛ فيكبر المرء في عين نفسه، ويصغر حينها كلّ شيء في عينه، هي حالة من السموّ الروحي لا يبلغها إلّا من يتأمّل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة.
- قد علمنا أن أعمال البر كلّها لله، وهو الذي يجزي بها، فنرى والله أعلم أنّه إنّما خصّ الصيام؛ لأنّه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنّما هو شيء في القلب؛ وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم فإنّما هو بالنيّة التي تخفى على الناس، وهذا وجه الحديث عندي.
- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! مُرْني بأمر آخذه عنك، ينفعني الله به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالصوم، فإنّه لا مِثلَ له)، وفي رواية: (لا عِدلَ له). رواه أحمد والنسائي والبيهقي بإسناد صحيح.
أدعية رمضانيّة
- أسأل الله أن يعطيك: أطيب ما في الدنيا؛ محبة الله، وأحسن ما في الجنة؛ رؤية الله، وأنفع الكتب؛ كتاب الله، وأن يجمعك بأبرّ الخلق؛ رسول الله، وأن يبلغك رمضان، ويبارك لك فيه، اللهم آمين.
- أسأل الله لكم في شهر رمضان؛ حسنات تتكاثر، وذنوب تتناثر، وهموم تتطاير، وأن يجعل بسمتكم سعادة، وصمتكم عبادة، وخاتمتكم شهادة، ورزقكم في زيادة، وبكلّ زخّة مطر، وبعدد من حجّ واعتّمر، أدعو الله أن يتقبل صالح العمل.
*أسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلّا بذكره، ولن تطيب الآخرة إلّا بعفوه، ولن تطيب الجنة إلّا برؤيته، أن يديم ثباتك ويقوّي إيمانك، وصحتك، ويرفع قدرك، ويشرح صدرك، ويسهّل خطاك لدروب الجنة، وأن يجعلك من عتقائه من النار، ومبارك عليك شهر رمضان.
- اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ؛ صِيامَ الصّائِمينَ، وَقِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ، وَنَبِّهْني فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ، وَهَبْ لي جُرمي فيهِ، يا إلهَ العالمينَ، وَاعْفُ عَنّي، يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ.
- اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُدْ علينا بفضلك، ورحمتك، ومغفرتك، وامتنانك، وهب لنا ما وهبته لأوليائك، واجعلنا ممّن وفرت له أقسامه؛ فأسعدته بطاعتك؛ فاستعد لما أمامه برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند الثّواب من الحائزين، وعند النّعماء من الشّاكرين، وعند البلاء من الصّابرين، ولا تجعلنا ممّن استهوته الشّياطين فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم هذا الشهر الذي أنزلتَ فيه القرآن، وأنزلت فيه آيات بيّنات من الهدى والفرقان، اللّهم ارزقنا صيامه، وأعنّا على قيامه، واجعل الله فيما تقضي من الأمرالمحتوم، وفيما تُفرّق من الأمرالحكيم في ليلة القدر، من القضاء الذي لا يُرَدّ، ولا يُبدّل، أن تكتبني من عتقاء هذا الشّهر، وأن تكتبني من حُجّاج بيتك الحرام، المبرور حجّهم، والمشكور سعيهم، والمغفور ذنبهم، والمُكَفَّرعنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقضي، وتُقدّر؛ أن تُطيل عمري، وتُوسّع عليّ من الرّزق الحلال، يا رب العالمين.
- اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ اِلى مَرضاتِكَ، وَجَنِّبْني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقني فيهِ لِقِراءةِ آياتِكَ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ.
- أستغفر الله الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم، وأتوب إليه، الحليم، الغفّار، الغافر للذّنب، العظيم، وأتوب إليه، أستغفر الله؛ إنّ الله كان غفوراً رحيماً.
*اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعل فيما تقضي، وتقدّر من الأمر الحكيم المحتوم، في ليلة القدر، من القضاء الّذي لا يردّ، ولا يبدّل أن تصّلي على محمّد وآل محمّد، وأن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام؛ المبرور حجّهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفّر عنهم سيّئاتهم، وأن تجعل فيما تقضي وتقدّر، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تطيل عمري، وتوسّع رزقي، وتؤدّي عنّي أمانتي، وديني، آمين، آمين يا ربّ العالمين، اللّهمّ اجعل لي من أمري فرجاً، ومخرجاً، وارزقني من حيث أحتسب، ومن حيث لا أحتسب، واحرسني من حيث أحترس، ومن حيث لا أحترس، وصلّ على محمّد، وآل محمّد وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
- اللّهمّ إنّك أنت ربّي، وأنا عبدك، وأحقّ من سأل العبد ربّه، ولم يسأل العباد مثلك كرماً، وجوداً، يا موضع شكوى السّائلين، ويا منتهى حاجة الرّاغبين، ويا غيّاث المستغيثين، ويا مجيب دعوة المضطرّين ويا ملجأ الهاربين، ويا صريخ المستصرخين، ويا ربّ المستضعفين، ويا كاشف كرب المكروبين، ويا فارج همّ المهمومين، ويا كاشف الكرب العظيم، يا الله، يا رحمان، يا رحيم، يا أرحم الرّاحمين، ويا الله المكنون من كلّ عين المرتدي بالكبرياء، صلّ على محمّد، وآل محمّد، واغفر لي ذنوبي، وعيوبي، وإساءتي، وظلمي، وجرمي، وإسرافي على نفسي، وارزقني من فضلك، ورحمتك؛ فإنّه لا يملكها غيرك، واعفُ عنّي، واغفر لي كلّ ما سلف من ذنوبي، واعصمنّي فيما بقي من عمري، واستر عليّ، وعلى والديّ، وولدي، وقرابتي، وأهل حُزانتي، ومن كان منّي بسبيل من المؤمنين والمؤمنات في الدّنيا والآخرة؛ فإنّ ذلك كلّه بيدك، وأنت واسع المغفرة؛ فلا تخيّبني، يا سيّدي، ولا تردّ يدي إلى نحري؛ حتّى تفعل ذلك بي، وتستجيب لي جميع ما سألتك، وتزيدني من فضلك؛ فإنّك على كلّ شيء قدير، ونحن إليك راغبون.
- سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتكَ.
- اللهم اغفر للمسلمين جميعاً، الأحياء منهم والأموات، وأدخلهم جناتك، وأعذهم من عذابك، ولك الحمد، وصلى اللهم على أشرف الخلق، سيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أهله وصحبه أجمعين.
- اللَّهُمَّ لاَ تَقْطَعْ رَجَائَنا، وَبَلِّغْنا الأَمَانِي، وَاكْفِنا الأَعَادِي، وَأَصْلِحْ لنَا شَأْننَا كُلَّهُ، وَاكْفِنا أَمْرَ دِينِنَا وَدُنْيَانا وَآخِرَتِنا، وَارْزُقْنا قَلْباً تَوَّاباً، لاَ كَافِراً وَلاَ مُرْتَاباً، وَاغْفِرْ لنَا وَاهْدِنا وَارْزُقْنا، أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ حَوْلِنا وَقُوَّتِنا، وَنلْجَأُ إلَى حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، نَحْمُدُكَ إذْ أوْجَدْتَنَا مِنَ الْعَدَمِ، وَفَضَّلْتَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الأُمَمِ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ، عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.