محتويات
مرض الزهايمر
يُعدّ مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease) أحد الاضطرابات العصبيّة التي تتمثّل بتدهور الذاكرة والقدرات العقلية، نتيجة تراكم صفائح تحتوي على كميات كبيرة من بروتين يُدعى بالأميلويد بيتا (بالإنجليزية: Beta amyloid) في الدماغ، ومع الوقت يتسبّب ذلك بموت الخلايا الدماغيّة، فهو أحد أمراض التنكّس العصبي الذي تبدأ أعراضه بالظهور بشكل بسيط في البداية، وتتدهور بعد ذلك حالة المصاب بشكل تدريجي، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الزهايمر يُعدّ أكثر أنواع الخَرَف شيوعاً.[١]
أعراض الزهايمر
في الحقيقة يحدث التدهور في أعراض مرض الزهايمر بشكل تدريجيّ، وتختلف سرعة تدهور الحالة بشكل كبير من شخص لآخر، ففي البداية يشعر المصاب بالتشوّش وصعوبة تذكّر بعض الأمور، ليزداد الأمر سوءاً مع مرور الوقت، وفي بعض الحالات قد لا يلحظ المريض أي تغيير يحدث في أعراضه وهو في هذه الحالة، عدا أنّ هذه التغيرات يمكن ملاحظتها من قِبل أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، فالتغيرات التي تحدث في الدماغ تتسبّب بحدوث عدد من المشاكل المختلفة والأعراض التي يمكن توضيحها على النحو الآتي:[٢]
- اضطرابات الذاكرة: النسيان وفقدان الذاكرة العَرَضي يمكن اعتبارها من الأمور الشائعة والتي تحدث باستمرار مع جميع الأشخاص، ولكن فقدان الذاكرة الذي يترافق مع مرض الزهايمر يُعدّ من المشاكل الدائمة والتي تزداد سوءاً مع مرور الوقت، والتي تؤثّر في أداء الفرد وعمله، ويمكن توضيح أعراض اضطرابات الذاكرة التي نلحظها على المصاب بالزهايمر على النحو الآتي:
- إعادة طرح الأسئلة والجمل مراراً وتكراراً، مع عدم إدراكه لهذه المشكلة.
- نسيان الحوارات، ووجهات النظر، والأحداث، وعدم تذكرها لاحقاً.
- الاستمرار في وضع الأشياء في غير أماكنها الصحيحة، أو وضعها في أماكن غير منطقية.
- الضياع في الأماكن المألوفة لدى الشخص.
- نسيان أسماء أفراد العائلة والأمور اليوميّة.
- وجود مشاكل في إيجاد الكلمات الصحيحة للتعرّف على الأشياء.
- مواجهة صعوبة في ترتيب الكلمات الصحيحة، والتعبير عن الأفكار، أو المشاركة في المحادثات.
- مشاكل في التفكير والمنطق: يتسبّب مرض الزهايمر بوجود صعوبة في التركيز والتفكير لدى الشخص، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالمفاهيم المجرّدة كالأرقام، فيواجه المصاب مشاكل في تنظيم التمويل المالي، أو شيكات الرصيد، أو دفع الفواتير.
- مشاكل في اتّخاذ الأحكام والقرارات: ويتضمّن ذلك؛ التحديات التي تواجه المريض للقيام بالاستجابة المناسبة للمشاكل اليوميّة التي تواجهه، مثل؛ احتراق الطعام على الموقد، أو اتخاذ الإجراءات المناسبة في المواقف غير المتوقعة التي تواجه الفرد أثناء القيادة مثلاً.
- مشاكل في التخطيط وأداء المهام المألوفة: فمع تقدّم المرض، يواجه المريض المُصاب بالزهايمر صعوبة في اتّباع خطوات متسلسلة لإنجاز المهام الروتينيّة، كالتخطيط، والطبخ، وفي الحالات المتقدمة من مرض الزهايمر يواجه المريض صعوبة في القيام بالمهام الأساسيّة، مثل؛ ارتداء الملابس والاستحمام.
- حدوث تغيّرات في الشخصيّة والسلوك: إذ إنّ التغيرات التي تحدث في الدماغ تؤثّر في مشاعر وأفعال المريض، فمريض الزهايمر قد يعاني من عدّة مشاكل في هذا المجال مثل؛ الاكتئاب، واللامبالاة، والانسحاب الاجتماعي، وتقلّب المزاج، وعدم الثقة بالآخرين، والعدوانيّة (بالإنجليزية: Aggressiveness)، وحدوث تغيّرات في عادات النوم، والشرود، والأوهام.
عوامل تؤثر في الإصابة بمرض الزهايمر
عوامل لا يمكن تغييرها
هناك عدّة عوامل تلعب دوراً هامّا في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وبعض هذا العوامل لا يمكن التحكم بها أو محاولة تعديلها، ومنها:[٣]
- العمر: يُعدّ التقدم في السنّ أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث نجد أنّ هناك شخصاً بين كل ستة أشخاص فوق سنّ الثمانين يعاني من الخَرَف، غالبيتهم ممن يعانون من الزهايمر.
- الجنس: تزداد فرصة إصابة النساء بمرض الزهايمر بشكل كبير مع تقدّم العمر، ويعود ذلك لأسباب غير محدّدة تماماً، ولكن قد يكون ذلك نتيجة؛ أنّ متوسط أعمار النساء أكبر من الرجال، أو أنّ مرض الزهايمر الذي تعانيه منه النساء قد يكون مرتبطاً بنقص هرمون الإستروجين بعد وصول المرأة لسن اليأس.
- العوامل الجينيّة: نسبلة ضئيلة من حالات الزهايمر تكون مرتبطة بالجينات الموروثة، وهي من الحالات النادرة.
عوامل متغيّرة
هناك عدّة عوامل تؤثر في خطر الإصابة بالزهايمر، ويمكن تغييرها أو التحكم بها، ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:[٣]
- نمط الحياة: فالأشخاص الذين يستمرون على نمط حياتي صحّي يتضمّن؛ ممارسة التمارين الرياضيّة، والامتناع عن التدخين، وتناول الطعام الصحي، والذين يحافظون على نشاطهم الجسدي والعقلي، يقل لديهم خطر الإصابة بالزهايمر.
- المشاكل الصحية: تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدد من المشاكل الصحيّة والأمراض التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر، ومن هذه الأمراض؛ مرض السكري، والجلطة الدماغيّة، وأمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، والإصابة بالاكتئاب.
علاج مرض الزهايمر
لا يوجد علاج يشفي من مرض الزهايمر، ويمكنه السيطرة على موت الخلايا الدماغيّة، ولكن هناك عدد من الخيارات العلاجية التي قد تسهم في تخفيف الأعراض التي يعانيها المصاب، وتساعد على منحه حياة أفضل، ومن هذه العلاجات نذكر ما يلي:[١]
- العلاج الدوائي: هناك عدد من الأدوية التي يمكن استخدامها في حالات الإصابة بمرض الزهايمر للتخفيف من أعراض المرض، ومن هذه الأدوية نذكر ما يلي:
- مُثبطات إنزيم إستراز الكولين (بالإنجليزية: Cholinesterase inhibitors)، ومن الأمثلة على هذه المجموعة الدوائية؛ دونيبيزيل (بالإنجليزية: Donepezil)، والريفاستيجمين (بالإنجليزية: Rivastigmine)، والتاكرين (بالإنجليزية: Tacrine).
- مثبطات مستقبل ن-مثيل-د-أسبارتات (بالإنجليزية: N-methyl-D-aspartate receptor)، مثل؛ ميمانتين (بالإنجليزية: Memantine).
- العلاجات الأخرى: وهي الطرق التي تمكّن المريض من السيطرة على حالته والتعامل مع فقدان الذاكرة، ومنها؛ تعلّم استراتيجيّات التأقلم، واستخدام التقنيات التي تساعد على التذكر، والتي يمكن من خلالها القيام بالأنشطة التي تمرّن العقل، وتُبقيه نشِطاً، وتمكّن المريض من التعامل مع أعراض المرض.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Markus MacGill (13-2-2018), “What’s to know about Alzheimer’s disease?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ↑ “Alzheimer’s disease”, www.mayoclinic.org,30-12-2017، Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ^ أ ب “Who gets Alzheimer’s disease?”, www.alzheimers.org.uk, Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ↑ “Treatment and support of Alzheimer’s disease”, www.alzheimers.org.uk, Retrieved 2-12-2018. Edited.