'); }
أعراض سرطان القولون
حقيقةً قد تتشابه الأعراض الظاهرة على المصاب في حال الإصابة بسرطان القولون (بالإنجليزية: Colon cancer) لدى كلّ من السيدات والرجال،[١] وفي الواقع قد لا يُعاني المصابون بسرطان القولون في المراحل المبكّرة من ظهور أيّ علامات وأعراض تدلّ على ذلك، وهذا ما يستوجب إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكّر عنه،[٢][٣] مع التأكيد على أنّ هذه العلامات التي قد يعاني منها المصاب قد لا تكون علامات سرطانية في بعض الحالات، وإنّما قد تكون نتيجة لوجود مشكلات أخرى كحالات العدوى، والبواسير (بالإنجليزية: hemorrhoids)، ومتلازمة الأمعاء المتهيّجة المعروفة بالقولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، وداء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، وتجدر الإشارة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر في حال استمرار الأعراض بالرغم من اتخاذ الإجراءات العلاجية البسيطة، أو في حال ظهورها لدى كبار السنّ.[٤][٥]
علامات سرطان القولون الموضعية
يُرافق سرطان القولون ظهور العديد من العلامات الموضعية التي تتضمّن تغيّرات في عملية الإخراج لدى المصاب، والشعور بعدم الراحة في منطقة البطن، ويمكن بيان أهم هذه الأعراض بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]
'); }
ظهور الدم في البراز
قد يلاحظ المريض أحيانًا وجود دم في البراز، أو قد يكون البراز ذا لون داكن، الأمر الذي قد يُشير إلى وجود نزيف دمويّ في جزء من الأمعاء أو المستقيم، إلّا أنّه وفي بعض الحالات يمكن أن يعاني الفرد من وجود نزيف لديه دون ظهور أيّ علامات دالّة على ذلك بحالة تُعرَف بالدم الخفيّ في البراز (بالإنجليزية: Fecal occult blood)، وقد لا يتمّ اكتشاف ذلك إلّا من خلال إجراء فحص الدم المخبري؛ إذ قد يُشير انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء إلى هذه الحالة، ومن الجدير بالذكر أنّ ظهور الدم في البراز يعدّ عَرَضًا من أعراض سرطان القولون، كما قد يشير أيضًا إلى وجود البواسير مع وجود بعض الاختلافات بين الحالتين، ففي حال وجود البواسير يُعاني الأفراد من ظهور الأعراض التي تظهر تارةً وتختفي تارةً أخرى، أمّا في حال الإصابة بسرطان القولون فيكون النزيف مستمرًّا أو قد تزداد الحالة سوءًا وقد يرافقه الشعور بألم،[٧] ولا بدّ من التنويه إلى أنّ الدم المصاحب للبراز قد لا يحدث في جميع حالات سرطان القولون، وقد يدلّ على وجود أمراض أخرى كما تمّت الإشارة سابقًا، ومع ذلك لا بدّ من مراجعة الطبيب المختصّ في حال ملاحظة وجوده.[٨]
تغييرات مستمرة في عملية الإخراج
تتمثّل هذه التغيّرات بزيادة عدد مرات إخراج الفضلات لدى المريض عن المعتاد أو نقصانها في حالات أخرى بشكل مستمرّ، بما يُعرف بالإسهال والإمساك على التوالي، وفي الحقيقة قد يتسبّب اضطراب المعدة أو الإصابة بعدوى في الأمعاء بظهور هذا العرَض، إلّا أنّه يتلاشى في بضعة أيّام مع تحسّن المصاب، أمّا في حال استمراره لأكثر من ذلك فلا بدّ من مراجعة الطبيب لأنّ ذلك قد يُشير إلى وجود مشكلة أخرى، وإنّ جميع الحالات التي يحدث فيها تغير للعادات الإخراجية بشكل غير مُبرر تتطلب مراجعة الطبيب وخاصة في حال استمرارها لاكثر من بضعة أيام أو زيادتها سوءًا مع مرور الوقت،[٩][١] وتجدر الإشارة إلى أنّه قد يُرافق ذلك شعور بعدم القدرة على إتمام عملية إخراج الفضلات أو الحاجة الفورية للإخراج.[١٠]
تغيّر شكل البراز وقوامه
قد يشير ظهور البراز كالشريط أو القلم إلى الإصابة بسرطان القولون في بعض الحالات، وقد يشير إلى تضييق القولون عند البعض بحالة تُعرف بانسداد القولون الجزئي، حيث إنّ نمو الكتلة السرطانية داخل القولون يعمل على تضييق مجرى القولون، الأمر الذي يؤدّي إلى ظهور البراز بهذا الشكل.[٦]
ألم وغازات في البطن
تعدّ اضطرابات الجهاز الهضمي التي تتمثّل بوجود الغارات وألم في البطن من الأعراض الشائعة التي يعاني منها بعض الأفراد في مرحلة ما من حياتهم في الحالات غير السرطانية؛ مثل وجود البواسير، أو متلازمة القولون العصبي، وفي معظم الحالات لا تدل هذه الاضطرابات على سرطان القولون إلّا في حال كانت شديدة واستمرت طويلاً، حيث يصيب سرطان القولون منطقة الأمعاء الغليظة المسؤولة عن حركة الأمعاء وعملية الإخراج، وإنّ أي تغيّر في العمليات الإخراجية يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان القولون؛ كالمغص والألم المستمّر، والغازات في البطن،[١١] في حال زيادة حجم السرطان يحدث انسداد للقولون، مما يؤدي للألم، والتقيّؤ المستمر، وقد يؤدي إلى ثقب في القولون أو المستقيم، وبالتالي تسرّب البراز إلى منطقة البطن، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بألم شديد،[٩] ويجب التنويه أنّه في الحالات الطبيعية يمكن للشخص إخراج الغازات 23 مرة خلال اليوم، أمّا في حالات سرطان القولون تزداد عدد المرات بشكل كبير عن ذلك كعلامة متأخرة للانسداد الذي يحدث في القولون، وقد تكون الغازات نتيجة انتقال السرطان من القولون إلى الغدد الليمفاوية القريبة، ومع ذلك يجدر التنبيه على أنّ هذه الغازات عادةً ما تحدث نتيجة تناول بعض الأطعمة كالمشروبات الغازية، ومنتجات الألبان، والأطعمة الغنية بالألياف، إضافة إلى الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي؛ كداء الأمعاء الالتهابي.[٦]
علامات سرطان القولون الجهازية
يرافق سرطان القولون ظهور أعراض جهازية تؤثّر في جميع أجزاء الجسم، وقد تتضمّن ما يأتي:[٦]
فقر الدم غير المبرّر
يتمثّل فقر الدم بانخفاض عدد كريات الدم الحمراء، وكما تمّت الإشارة مسبقًا قد يترافق سرطان القولون مع فقدان كميات بسيطة للدم مع البراز بشكل مستمرّ، ويصاحب ذلك فقدان الحديد وبذلك يستنفد مخزون الحديد في الجسم ببطء، الأمر الذي يؤثّر على تكوين خلايا دم حمراء جديدة؛ فتقل أعداد خلايا الدم الحمراء الكليّة، ونتيجة لفقدان الدم المزمن يُصاب الفرد بفقر الدم، وفي الواقع يمكن ملاحظة فقر الحديد لدى المرأة بشكل شائع خلال فترة الحيض، أمّا بالنسبة للرجال فهو نادر الحدوث ويحتاج إلى تشخيص إضافيّ لتحديد المسبب.[١٢] وحقيقةً تظهر على المصاب بفقر الدّم العديد من الأعراض، مثل: شحوب الوجه، وزيادة عدد ضربات القلب، والإرهاق والتعب العام، والشعور بالدوخة، واضطراب في الدورة الشهرية لدى المرأة،[٧] كما قد يعاني المصاب من ضيق في النفس، والشعور بالكسل والخمول على الرغم من أخذ قسط من الراحة.[١٣]
فقدان الوزن
عادةً ما يتعرّض المصاب بالسرطان على اختلاف أنواعه -بما يشمل سرطان القولون- إلى فقدان الوزن غير المبرّر بما يقارب فقدان 4.5 كيلوجرامًا أو أكثر خلال فترة زمنية مقدارها ستة أشهر أو أقلّ، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة لعدة عوامل، منها استهلاك الخلايا السرطانية لمصادر الطاقة في الجسم، إضافة إلى استخدام الجهاز المناعي للطاقة ليتمكّن من العمل بجدّ لمكافحة المرض، كما أنّ الخلايا السرطانية يمكن أن تطلق مواد في الجسم تغيّر آلية تحويل الطعام إلى طاقة، الأمر الذي قد يتسبّب في فقدان الوزن، إضافة إلى أنّه في حال أصبح حجم الورم في القولون كبيرًا فقد يؤدي إلى انسداد في القولون، وبالتالي قد يؤثّر على عادات الحركة المعوية، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان غير مبرر للوزن.[١١]
الشعور بالإرهاق المزمن
قد يعاني المصاب بسرطان القولون من الشعور بالإرهاق والضعف المستمرّ، الذي قد يعود لاستهلاك الخلايا السرطانية جزءًا من طاقة الجسم، إضافة إلى الإجهاد والقلق الناتج من المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي، وحقيقةً لا يتلاشى الإرهاق على الرغم من أخذ قسط من الراحة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإرهاق قد يكون عرَضًا لمشاكل أخرى.[١]
علامات انتشار سرطان القولون
يمكن لسرطان القولون أن ينتشر إلى العُقَد الليمفاوية أو إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويعتبر الانتشار إلى كلّ من الكبد والرئة هو الأكثر شيوعًا،[٩] وعادةً لا يشعر المصابون بسرطان القولون في حال انتشاره بأي أعراض أو علامات متعلّقة بذلك، إلّا أنّها تختلف في حال ظهورها باختلاف حجم الكتلة السرطانية، ومكان انتشارها خارج القولون أو المستقيم؛ ففي حال انتشارها إلى العظم قد يعاني المصاب من الشعور بألم، وكسور في العظام، والإمساك، إضافة إلى إمكانية ارتفاع مستوى الكالسيوم، أمّا في حال كان الانتشار في الرئة فقد تتمثّل الأعراض بضيقٍ وصعوبة في التنفس، والسّعال، والشعور بالألم والإرهاق، في حين قد يعاني المصاب من الغثيان، وتورّم الأطراف، وزيادة محيط البطن، وقد يرافق ذلك اليرقان في حال انتشارها إلى الكبد، كما قد يعاني المصاب من انتفاخ في البطن، أو فقدان الشهية أو كليهما، وذلك في حال إصابة العقد الليمفاوية في منطقة البطن.[٣]
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر الإشارة إلى أهمية مراجعة الطبيب المختصّ عند الشعور بأي من الأعراض المختلفة التي تمّت الإشارة إليها سابقًا حتى في حال عدم ارتباطها بسرطان القولون؛ وذلك للتمكّن من معرفة المُسبب لها وتحديد العلاج المناسب، ولا سيّما أنّ أعراض سرطان القولون قد تتشابه مع الأعراض الناتجة عن حالات أخرى، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء التنظير السيني أو تنظير القولون للكشف عن وجود سرطان أو أي نموّ يمكن أن يتطوّر لاحقًا إلى سرطان،[١٠][١٤] ومن الجدير بالذكر أنّه قد يحدث لَبس لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عند التعرّض لأولى علامات سرطان القولون كانتفاخ البطن، واضطرابات الجهاز الهضمي، حيث تشترك هذه العلامات مع اضطرابات فترة الحيض على الرغم من وجود العديد من الاختلافات؛ حيث يشير نزيف الدم من منطقة الشرج إلى سرطان القولون، بينما يشير النزيف المهبلي إلى الحيض، ومع ذلك قد لا تكون هذه الاختلافات واضحة في بعض الأحيان؛ لذا لا بدّ من استشارة الطبيب المختص لتحديد الحالة.[١٥]
المراجع
- ^ أ ب ت Jon Johnson (April 4, 2019), “Signs and symptoms of colon cancer in men”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28. 2. 2020. Edited.
- ↑ Seattle Cancer Care Alliance, “Colon cancer facts”، www.seattlecca.org, Retrieved 28.2. 2020. Edited.
- ^ أ ب Cancer treatment centers of America, “Colorectal cancer symptoms”، www.cancercenter.com, Retrieved 28. 2 2020. Edited.
- ↑ Stacy Simon (February 18, 2020), “Signs and Symptoms of Colorectal Cancer”، www.cancer.org, Retrieved 28. 2. 2020. Edited.
- ↑ “Bowel cancer”, www.nhs.uk, 10 October 2019، Retrieved 28. 2. 2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Suzanne Dixon ( July 17, 2019), “Symptoms of Colon Cancer”، www.verywellhealth.com, Retrieved Feb. 28. 2020. Edited.
- ^ أ ب “Colon Cancer Symptoms”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved Feb. 28. 2020. Edited.
- ↑ “Colorectal Cancer Symptoms”, fightcolorectalcancer.org, Retrieved Feb, 2, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت Colin Tidy ( 20 Feb 2018), “Colon, Rectal and Bowel Cancer”، patient.info, Retrieved Feb. 28. 2020. Edited.
- ^ أ ب Carmelita Swiner (January 23, 2020), “What Are the Symptoms of Colorectal Cancer?”، www.webmd.com, Retrieved Feb, 28, 2020. Edited.
- ^ أ ب UnityPoint Health (Mar 3, 2016), “5 Colon Cancer Symptoms that are Easy to Overlook”، www.unitypoint.org, Retrieved Feb, 28, 2020. Edited.
- ↑ “Symptoms of Colon Cancer”, stopcoloncancernow.com, Retrieved Feb, 28, 2020. Edited.
- ↑ Cleveland Clinic medical professional (10/27/2018), “Colorectal (Colon) Cancer”، my.clevelandclinic.org, Retrieved 28. 2. 2020. Edited.
- ↑ “Colorectal Cancer Types, Symptoms, and Risks”, hillman.upmc.com, Retrieved Feb, 29, 2020. Edited.
- ↑ “Symptoms of Colon Cancer in Women”, www.roswellpark.org,March 23, 2018، Retrieved Feb, 29, 2020. Edited.