اللبن الصناعيّ
يعتبر حليب الأم الطبيعيّ هو الوجبة الأولى التي يتناولها أي مولود جديد على وجه الأرض، وتستمر لتكون الوجبة الأساسيّة والوحيدة لهم لمدّة لا تقلّ عن ستّة أشهر قبل أن يباشروا بتناول الأغذية الأخرى، ولكن في بعض الأحيان قد تلجأ بعض الأمهات إلى الحليب الصناعيّ بدلاً من الطبيعيّ نتيجة وجود مشاكل صحيّة، أو آلام في الثدي أو قلّة إنتاج الحليب وغيرها من الأمور الأخرى، وفي هذا المقال سنوضّح لكم أهمّ الأضرار التي يسبّبها هذا الحليب على الأطفال الرضّع.
أضرار اللبن الصناعيّ
نقاط الاختلاف
تتركّز غالبيّة الأبحاث على أهميّة وأضرار اللبن أو الحليب الصناعيّ على الأطفال الرضع بشكل خاص، وقد تعدّدت الآراء الخاصّة بهذا الموضوع، وفيما يلي سنذكر لكم بعض النقاط التي اختلف عليها الباحثون فيما يتعلق بأضرار اللبن الصناعيّ:
- تقليل المناعة عند الأطفال: فقد توصل بعض الباحثون إلى أن الحليب الصناعيّ من شأنه إنقاص المناعة، وذلك بسبب عدم احتوائه على الأجسام المناعية والمضادّة للفيروسات والعدوات المختلفة، بعكس الحليب الطبيعيّ الذي تقدمه الأم، ولكن هناك بعض العلماء الذين أكّدوا بأنّ الطفل وإن كان رضيعاً، فإن جهازه المناعي يكون قادراً لصد أي هجوم أو عدوى بغض النظر عن نوع الحليب الذي يشربه.
- إنقاص وزن الطفل: وذلك لأن الحليب الصناعيّ يفتقر إلى المواد الغذائية اللازمة والكاملة التي من شأنها إكساب الطفل الوزن المناسب، ولكن من جهة أخرى أكد بعض الأطباء بأن هناك بعض الأطفال الذين يرضعون بشكل طبيعيّ ولكن دون زيادة في الوزن، حيث إنّ وزن الطفل لا يعتمد على نوع الحليب المقدم بل يعتمد على كمية الجرعة، وعدد المرات التي يرضع فيها الطفل خلال اليوم الواحد.
- إنشاء طفل يفتقر إلى الشعور بالحب أو الحنان: وذلك لأنّه لا يرضع مباشرة من الأم، فلا يشعر بالترابط معها، ولكن هذا ليس بالضرورة فمن الممكن إرضاع الطفل حليباً صناعيّاً مع الاهتمام فيه بشكل كامل ولن يشعر بالفرق.
- التقصير من قامة الطفل: بينت الدراسات بأنّ طول القامة أو قصرها هو أمر يتعلّق بالوراثة، وليس بطبيعة الغذاء الذي يتم تناوله، أو بنوع الحليب سواء كان طبيعيّاً أو سلبياً.
نقاط الإجماع
من ناحية أخرى، هناك بعض الأمور التي اتّفق الباحثون عليها، والتي تعدّ من السلبيّات والأضرار التي يتسبّب بها الحليب الصناعيّ للطفل، وهي:
- سوء التغذية، فهناك بعض الأطفال الذين يصابون بأمراض فقر الدم، وذلك لأن هناك بعض أنواع الحليب الصناعيّ التي لا تحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة للطفل مثل أحماض الأوميغا 3، الحديد، الكالسيوم اللازم لنمو الأسنان والعظام وغيرها، من ناحية أخرى فإن جميع هذه العناصر موجودة في حليب الأم وبنسب ثابتة ومتوازنة، ومن المستحيل إنتاجها بهذه الدقة من قبل أي شركة ألبان.
- التأثير على صحة الطفل والقيام بالعمليات الحيوية بالشكل الصحيح، وذلك بسبب عدم احتواء الحليب الصناعيّ على بعض أنواع الهرمونات والأنزيمات الموجودة في الحليب الطبيعيّ.
- الإصابة بمشاكل عسر الهضم والإمساك، وتشكل الغازات المزعجة، حيث بينت الدراسات بأن الأطفال الذين يرضعون من الحليب الصناعيّ يعانون من هذه المشاكل بنسب أكبر من الأطفال الذين يرضعون بشكل طبيعيّ.
- زيادة فرص الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، حيث وجد بأنّ الحليب الصناعيّ يحتوي على العديد من المعادن والمواد الثقيلة، التي من شأنها أن تشكل عبئاً على معدة الطفل، ومشكلة في عملية الهضم، الأمر الذي من شأنه التسبب بالالتهابات والامراض المختلفة التي قد تتطور إلى أورام خبيثة على المدى الطويل.
- زيادة فرص الإصابة بأمراض السكر، حيث إنّ أساس هذا الحليب هو من الأبقار، وقد مر في عمليات تصنيع كثيرة أدت إلى تشكل بعض أنواع السموم التي تحفز الإصابة بسكر الدم.