معلقة عمرو بن كلثوم
أَلاَ هُبِّي بِصَحنِكِ فَاصبَحِينَـا
-
-
-
-
- وَلاَ تُبقِي خُمُـورَ الأَندَرِينَـا
-
-
-
مُشَعشَعَة كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَـا
-
-
-
-
- إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِينَـا
-
-
-
تَجُورُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَن هَـوَاهُ
-
-
-
-
- إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِينَـا
-
-
-
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّت
-
-
-
-
- عَلَيـهِ لِمَـالِهِ فِيهَـا مُهِينَـا
-
-
-
صَبَنتِ الكَأسَ عَنَّا أُمَّ عَمـرٍو
-
-
-
-
- وَكَانَ الكَأسُ مَجرَاهَا اليَمِينَـا
-
-
-
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمـرٍو
-
-
-
-
- بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصبَحِينَـا
-
-
-
وَكَأسٍ قَد شَـرِبتُ بِبَعلَبَـكٍّ
-
-
-
-
- وَأُخرَى فِي دِمَشقَ وَقَاصرِينَـا
-
-
-
وَإِنَّا سَـوفَ تُدرِكُنَا المَنَـايَا
-
-
-
-
- مُقَـدَّرَة لَنَـا وَمُقَـدِّرِينَـا
-
-
-
قِفِـي قَبلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينـَا
-
-
-
-
- نُخَبِّـركِ اليَقِيـنَ وَتُخبِرِينَـا
-
-
-
قِفِي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرما
-
-
-
-
- لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمِينَـا
-
-
-
بِيَـومِ كَرِيهَةٍ ضَربا وَطَعنـا
-
-
-
-
- أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيـكِ العُيُونَـا
-
-
-
وَأنَّ غَـدا وَأنَّ اليَـومَ رَهـنٌ
-
-
-
-
- وَبَعـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعلَمِينَـا
-
-
-
تُرِيكَ إِذَا دَخَلَت عَلَى خَـلاَءٍ
-
-
-
-
- وَقَد أَمِنتَ عُيُونَ الكَاشِحِينَـا
-
-
-
ذِرَاعِـي عَيطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكـرٍ
-
-
-
-
- هِجَـانِ اللَّونِ لَم تَقرَأ جَنِينَـا
-
-
-
وثَديا مِثلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـا
-
-
-
-
- حَصَـانا مِن أُكُفِّ اللاَمِسِينَـا
-
-
-
ومَتنَى لَدِنَةٍ سَمَقَت وطَالَـت
-
-
-
-
- رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِينَـا
-
-
-
وَمأكَمَة يَضِيـقُ البَابُ عَنهَـا
-
-
-
-
- وكَشحا قَد جُنِنتُ بِهِ جُنُونَـا
-
-
-
وسَارِيَتِـي بَلَنـطٍ أَو رُخَـامٍ
-
-
-
-
- يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِينَـا
-
-
-
فَمَا وَجَدَت كَوَجدِي أُمُّ سَقبٍ
-
-
-
-
- أَضَلَّتـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِينَـا
-
-
-
ولاَ شَمطَاءُ لَم يَترُك شَقَاهَـا
-
-
-
-
- لَهـا مِن تِسعَـةٍ إلاَّ جَنِينَـا
-
-
-
تَذَكَّرتُ الصِّبَا وَاشتَقتُ لَمَّـا
-
-
-
-
- رَأَيتُ حُمُـولَهَا أصُلا حُدِينَـا
-
-
-
فَأَعرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشمَخَـرَّت
-
-
-
-
- كَأَسيَـافٍ بِأَيـدِي مُصلِتِينَـا
-
-
-
أَبَا هِنـدٍ فَلاَ تَعجَـل عَلَينَـا
-
-
-
-
- وَأَنظِـرنَا نُخَبِّـركَ اليَقِينَــا
-
-
-
بِأَنَّا نُـورِدُ الـرَّايَاتِ بِيضـا
-
-
-
-
- وَنُصـدِرُهُنَّ حُمرا قَد رُوِينَـا
-
-
-
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
-
-
-
-
- عَصَينَـا المَلِكَ فِيهَا أَن نَدِينَـا
-
-
-
وَسَيِّـدِ مَعشَـرٍ قَد تَوَّجُـوهُ
-
-
-
-
- بِتَاجِ المُلكِ يَحمِي المُحجَرِينَـا
-
-
-
تَرَكـنَ الخَيلَ عَاكِفَة عَلَيـهِ
-
-
-
-
- مُقَلَّـدَة أَعِنَّتَهَـا صُفُـونَـا
-
-
-
وَأَنزَلنَا البُيُوتَ بِذِي طُلُـوحٍ
-
-
-
-
- إِلَى الشَامَاتِ نَنفِي المُوعِدِينَـا
-
-
-
وَقَد هَرَّت كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
-
-
-
-
- وَشَـذَّبنَا قَتَـادَةَ مَن يَلِينَـا
-
-
-
مَتَى نَنقُـل إِلَى قَومٍ رَحَانَـا
-
-
-
-
- يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَـا
-
-
-
يَكُـونُ ثِقَالُهَا شَرقِيَّ نَجـدٍ
-
-
-
-
- وَلُهـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجمَعِينَـا
-
-
-
نَزَلتُـم مَنزِلَ الأَضيَافِ مِنَّـا
-
-
-
-
- فَأَعجَلنَا القِرَى أَن تَشتِمُونَـا
-
-
-
قَرَينَاكُـم فَعَجَّلنَـا قِرَاكُـم
-
-
-
-
- قُبَيـلَ الصُّبحِ مِردَاة طَحُونَـا
-
-
-
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنهُـم
-
-
-
-
- وَنَحمِـلُ عَنهُـمُ مَا حَمَّلُونَـا
-
-
-
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
-
-
-
-
- وَنَضرِبُ بِالسِّيُوفِ إِذَا غُشِينَـا
-
-
-
بِسُمـرٍ مِن قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدنٍ
-
-
-
-
- ذَوَابِـلَ أَو بِبِيـضٍ يَختَلِينَـا
-
-
-
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبطَالِ فِيهَـا
-
-
-
-
- وُسُـوقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرتَمِينَـا
-
-
-
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوسَ القَومِ شَقّـا
-
-
-
-
- وَنَختَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَختَلِينَـا
-
-
-
وَإِنَّ الضِّغـنَ بَعدَ الضِّغنِ يَبـدُو
-
-
-
-
- عَلَيـكَ وَيُخرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَـا
-
-
-
وَرِثنَـا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَـدٌّ
-
-
-
-
- نُطَـاعِنُ دُونَهُ حَـتَّى يَبِينَـا
-
-
-
وَنَحنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّت
-
-
-
-
- عَنِ الأَحفَاضِ نَمنَعُ مَن يَلِينَـا
-
-
-
نَجُـذُّ رُؤُوسَهُم فِي غَيرِ بِـرٍّ
-
-
-
-
- فَمَـا يَـدرُونَ مَإذَا يَتَّقُونَـا
-
-
-
كَأَنَّ سُيُـوفَنَا منَّـا ومنهُــم
-
-
-
-
- مَخَـارِيقٌ بِأَيـدِي لاَعِبِينَـا
-
-
-
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنهُـم
-
-
-
-
- خُضِبـنَ بِأُرجُوَانِ أَو طُلِينَـا
-
-
-
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسنَـافِ حَـيٌّ
-
-
-
-
- مِنَ الهَـولِ المُشَبَّهِ أَن يَكُونَـا
-
-
-
نَصَبنَـا مِثلَ رَهوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
-
-
-
-
- مُحَافَظَـة وَكُـنَّا السَّابِقِينَـا
-
-
-
بِشُبَّـانٍ يَرَونَ القَـتلَ مَجـدا
-
-
-
-
- وَشِيـبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَـا
-
-
-
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيعـا
-
-
-
-
- مُقَـارَعَة بَنِيـهِم عَـن بَنِينَـا
-
-
-
فَأَمَّا يَـومَ خَشيَتِنَـا عَلَيهِـم
-
-
-
-
- فَتُصبِـحُ خَيلُنَـا عُصَبا ثُبِينَـا
-
-
-
وَأَمَّا يَـومَ لاَ نَخشَـى عَلَيهِـم
-
-
-
-
- فَنُمعِــنُ غَـارَة مُتَلَبِّبِينَــا
-
-
-
بِـرَأسٍ مِن بَنِي جُشمٍ بِن بَكـرٍ
-
-
-
-
- نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُولَةَ وَالحُزُونَـا
-
-
-
أَلاَ لاَ يَعلَـمُ الأَقـوَامُ أَنَّــا
-
-
-
-
- تَضَعضَعنَـا وَأَنَّـا قَـد وَنِينَـا
-
-
-
أَلاَ لاَ يَجهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَينَـا
-
-
-
-
- فَنَجهَـلَ فَوقَ جَهلِ الجَاهِلِينَـا
-
-
-
بِاَيِّ مَشِيئَـةٍ عَمـرُو بنَ هِنـدٍ
-
-
-
-
- نَكُـونُ لِقَيلِكُـم فِيهَا قَطِينَـا
-
-
-
بِأَيِّ مَشِيئَـةٍ عَمـرَو بنَ هِنـدٍ
-
-
-
-
- تُطِيـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزدَرِينَـا
-
-
-
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوعِـدُنَا رُوَيـدا
-
-
-
-
- مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقتَوِينَـا
-
-
-
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمـرُو أَعيَـت
-
-
-
-
- عَلى الأَعـدَاءِ قَبَلَكَ أَن تَلِينَـا
-
-
-
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشمَـأَزَّت
-
-
-
-
- وَوَلَّتـهُ عَشَـوزَنَة زَبُـونَـا
-
-
-
عَشَـوزَنَة إِذَا انقَلَبَت أَرَنَّـت
-
-
-
-
- تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِينَـا
-
-
-
فَهَل حُدِّثتَ فِي جُشَمٍ بِن بَكـرٍ
-
-
-
-
- بِنَقـصٍ فِي خُطُـوبِ الأَوَّلِينَـا
-
-
-
وَرِثنَـا مَجدَ عَلقَمَةَ بِن سَيـفٍ
-
-
-
-
- أَبَـاحَ لَنَا حُصُونَ المَجدِ دِينَـا
-
-
-
وَرَثـتُ مُهَلهِـلا وَالخَيرَ مِنـهُ
-
-
-
-
- زُهَيـرا نِعمَ ذُخـرُ الذَّاخِرِينَـا
-
-
-
وَعَتَّـابا وَكُلثُـوما جَمِيعــا
-
-
-
-
- بِهِـم نِلنَـا تُرَاثَ الأَكرَمِينَـا
-
-
-
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثتَ عَنـهُ
-
-
-
-
- بِهِ نُحمَى وَنَحمِي المُلتَجِينَــا
-
-
-
وَمِنَّـا قَبلَـهُ السَّاعِي كُلَيـبٌ
-
-
-
-
- فَـأَيُّ المَجـدِ إِلاَّ قَـد وَلِينَـا
-
-
-
مَتَـى نَعقِـد قَرِينَتَنَـا بِحَبـلٍ
-
-
-
-
- تَجُـذَّ الحَبلَ أَو تَقصِ القَرِينَـا
-
-
-
وَنُوجَـدُ نَحنُ أَمنَعَهُم ذِمَـارا
-
-
-
-
- وَأَوفَاهُـم إِذَا عَقَـدُوا يَمِينَـا
-
-
-
وَنَحنُ غَدَاةَ أَوقِدَ فِي خَـزَازَى
-
-
-
-
- رَفَـدنَا فَـوقَ رِفدِ الرَّافِدِينَـا
-
-
-
وَنَحنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَـى
-
-
-
-
- تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُورُ الدَّرِينَـا
-
-
-
وَنَحنُ الحَاكِمُـونَ إِذَا أُطِعنَـا
-
-
-
-
- وَنَحنُ العَازِمُـونَ إِذَا عُصِينَـا
-
-
-
وَنَحنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطنَـا
-
-
-
-
- وَنَحنُ الآخِـذُونَ لِمَا رَضِينَـا
-
-
-
وَكُنَّـا الأَيمَنِيـنَ إِذَا التَقَينَـا
-
-
-
-
- وَكَـانَ الأَيسَـرِينَ بَنُو أَبَينَـا
-
-
-
فَصَالُـوا صَـولَة فِيمَن يَلِيهِـم
-
-
-
-
- وَصُلنَـا صَـولَة فِيمَن يَلِينَـا
-
-
-
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
-
-
-
-
- وَأُبـنَا بِالمُلُـوكِ مُصَفَّدِينَــا
-
-
-
إِلَيكُـم يَا بَنِي بَكـرٍ إِلَيكُـم
-
-
-
-
- أَلَمَّـا تَعـرِفُوا مِنَّـا اليَقِينَـا
-
-
-
أَلَمَّـا تَعلَمُـوا مِنَّا وَمِنكُـم
-
-
-
-
- كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرتَمِينَـا
-
-
-
عَلَينَا البَيضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
-
-
-
-
- وَأسيَـافٌ يَقُمـنَ وَيَنحَنِينَـا
-
-
-
عَلَينَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
-
-
-
-
- تَرَى فَوقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُونَـا
-
-
-
إِذَا وَضِعَت عَنِ الأَبطَالِ يَومـا
-
-
-
-
- رَأَيـتَ لَهَا جُلُودَ القَومِ جُونَـا
-
-
-
كَأَنَّ غُضُـونَهُنَّ مُتُونُ غُـدرٍ
-
-
-
-
- تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَينَـا
-
-
-
وَتَحمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوعِ جُـردٌ
-
-
-
-
- عُـرِفنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافتُلِينَـا
-
-
-
وَرَدنَ دَوَارِعا وَخَرَجنَ شُعثـا
-
-
-
-
- كَأَمثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَد بَلَينَـا
-
-
-
وَرِثنَـاهُنَّ عَن آبَـاءِ صِـدقٍ
-
-
-
-
- وَنُـورِثُهَـا إِذَا مُتنَـا بَنِينَـا
-
-
-
عَلَـى آثَارِنَا بِيـضٌ حِسَـانٌ
-
-
-
-
- نُحَـاذِرُ أَن تُقَسَّمَ أَو تَهُونَـا
-
-
-
أَخَـذنَ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهـدا
-
-
-
-
- إِذَا لاَقَـوا كَتَـائِبَ مُعلِمِينَـا
-
-
-
لَيَستَلِبُـنَّ أَفـرَاسـا وَبِيضـا
-
-
-
-
- وَأَسـرَى فِي الحَدِيدِ مُقَرَّنِينَـا
-
-
-
تَـرَانَا بَارِزِيـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
-
-
-
-
- قَـد اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِينـا
-
-
-
إِذَا مَا رُحـنَ يَمشِينَ الهُوَينَـا
-
-
-
-
- كَمَا اضطَرَبَت مُتُونُ الشَّارِبِينَـا
-
-
-
يَقُتـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلنَ لَستُـم
-
-
-
-
- بُعُولَتَنَـا إِذَا لَـم تَمنَعُـونَـا
-
-
-
ظَعَائِنَ مِن بَنِي جُشَمِ بِن بِكـرٍ
-
-
-
-
- خَلَطـنَ بِمِيسَمٍ حَسَبا وَدِينَـا
-
-
-
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثلُ ضَـربٍ
-
-
-
-
- تَـرَى مِنهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِينَـا
-
-
-
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوفُ مُسَلَّـلاَتٌ
-
-
-
-
- وَلَـدنَا النَّـاسَ طُرّا أَجمَعِينَـا
-
-
-
يُدَهدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهـدَي
-
-
-
-
- حَـزَأوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِينَـا
-
-
-
وَقَـد عَلِمَ القَبَـائِلُ مِن مَعَـدٍّ
-
-
-
-
- إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِينَــا
-
-
-
بِأَنَّـا المُطعِمُـونَ إِذَا قَدَرنَــا
-
-
-
-
- وَأَنَّـا المُهلِكُـونَ إِذَا ابتُلِينَــا
-
-
-
وَأَنَّـا المَانِعُـونَ لِمَـا أَرَدنَـا
-
-
-
-
- وَأَنَّـا النَّـازِلُونَ بِحَيثُ شِينَـا
-
-
-
وَأَنَّـا التَـارِكُونَ إِذَا سَخِطنَـا
-
-
-
-
- وَأَنَّـا الآخِـذُونَ إِذَا رَضِينَـا
-
-
-
وَأَنَّـا العَاصِمُـونَ إِذَا أُطِعنَـا
-
-
-
-
- وَأَنَّـا العَازِمُـونَ إِذَا عُصِينَـا
-
-
-
وَنَشرَبُ إِن وَرَدنَا المَاءَ صَفـوا
-
-
-
-
- وَيَشـرَبُ غَيرُنَا كَدِرا وَطِينَـا
-
-
-
أَلاَ أَبلِـغ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
-
-
-
-
- وَدُعمِيَّـا فَكَيفَ وَجَدتُمُونَـا
-
-
-
إِذَا مَا المَلكُ سَامَ النَّاسَ خَسفـا
-
-
-
-
- أَبَينَـا أَن نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِينَـا
-
-
-
مَـلأنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
-
-
-
-
- وَظَهرَ البَحـرِ نَملَـؤُهُ سَفِينَـا
-
-
-
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
-
-
-
-
- تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِدينَـا[١]
-
-
-
جفون العذارى من خلال البراقع
- وتغزل عنترة بن شداد بمحبوبته عبلة قائلاً:
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ
-
-
-
-
- أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
-
-
-
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت
-
-
-
-
- مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ
-
-
-
سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً
-
-
-
-
- وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ
-
-
-
كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى
-
-
-
-
- وعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ
-
-
-
لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِه
-
-
-
-
- وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ
-
-
-
وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَن
-
-
-
-
- إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ
-
-
-
وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً
-
-
-
-
- وَلا غَيَّرَتني عَن هَواك مَطامِعي
-
-
-
فَكُن واثِقاً مِنّي بِحسنِ مَوَدَّةٍ
-
-
-
-
- وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ
-
-
-
فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ
-
-
-
-
- وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ
-
-
-
خُلِقنا لِهَذا الحب مِن قَبلِ يَومِن
-
-
-
-
- فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي
-
-
-
أَيا عَلَمَ السَعدِي هَل أَنا راجِعٌ
-
-
-
-
- وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ
-
-
-
وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِر
-
-
-
-
- وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ
-
-
-
وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى
-
-
-
-
- وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ
-
-
-
فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري
-
-
-
-
- عُبيلَةَ عَن رَحلي بِأَي المَواضِعِ
-
-
-
وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي
-
-
-
-
- وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي
-
-
-
أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي
-
-
-
-
- عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ
-
-
-
وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَل
-
-
-
-
- سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ
-
-
-
وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي
-
-
-
-
- صُدورَ المَنايا في غُبار المَعامِعِ
-
-
-
فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ
-
-
-
-
- وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ
-
-
-
وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتي
-
-
-
-
- وَلَكنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعي
-
-
-
وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتي
-
-
-
-
- وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ
-
-
-
بِحقِّ الهَوى لا تَعذلوني وَأَقصِرو
-
-
-
-
- عَنِ اللَومِ إِن اللَومَ لَيس بِنافِعِ
-
-
-
وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ
-
-
-
-
- وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي[٢]
-
-
-
لعمرك ما الدنيا بدار بقاء
- يقول أبو العتاهية:[٣]
لعَمْرُكَ ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ
-
-
-
-
- كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
-
-
-
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
-
-
-
-
- يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
-
-
-
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ
-
-
-
-
- ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
-
-
-
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ
-
-
-
-
- فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
-
-
-
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً
-
-
-
-
- وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
-
-
-
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة
-
-
-
-
- وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
-
-
-
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
-
-
-
-
- ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
-
-
-
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ
-
-
-
-
- ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
-
-
-
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ
-
-
-
-
- وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
-
-
-
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ
-
-
-
-
- يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
-
-
-
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍ
-
-
-
-
- وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
-
-
-
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى
-
-
-
-
- فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
-
-
-
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى
-
-
-
-
- بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل بهاءِ
-
-
-
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ
-
-
-
-
- وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
-
-
-
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍ
-
-
-
-
- ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
-
-
-
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَا
-
-
-
-
- وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
-
-
-
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ
-
-
-
-
- حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
-
-
-
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ
-
-
-
-
- يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
-
-
-
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ،
-
-
-
-
- وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
-
-
-
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
-
-
-
-
- ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ
-
-
-
المراجع
- ↑ الحسين بن أحمد الحسين الزوزني (1983)، شرح المعلقات العشر، بيروت : دار مكتبة الحياة، صفحة 200-224.
- ↑ عنترة بن شداد، “جفون العذارى من خلال البراقع”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-25.
- ↑ أبو العتاهية، “لعمرك ما الدّنيا بدار بقاء”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-25.