محتويات
الحب
الحب هو مشاعر جميلة تنشأ بين شخصين وهو شعور الإعجاب والميل الشديد تجاه شيء ما وهو أساس العلاقات الشخصية بين البشر، ومن علاماته الاهتمام بالآخر والرغبة في مشاركته هواياته واهتماماته وتبادل عبارات العشق والغرام الصادقة غير المرتبطة بتوقيت أو غرض معين، ومن درجاته: الهوى، والعشق، والهيام، والود، والشوق، ويوجد علاقة للحب تكون غريزية فطرية تجمع الأبوين بأطفالهم، وفي هذا المقال سنذكر أشعار وقصائد قيلت في الحب.
لمن طلل بين الجدية والجبل
امرؤ القيس هو جندح بن حجر بن الحارث الكندي ولد في نجد لقبيلة كندة وديانته الوثنية وتفشى فيه داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في أرض الغربة ومن أبرز آثاره أنه نقل الشعر العربي لمستوى جديد وتخليده لقبيلته في الذاكرة العربية وله العديد من الأشعار بالحب منها القصيدة الآتية:[١]
لمن طللٌ بين الجُديةِ والجَبلْ
-
-
-
-
- محَلّ قديمُ العهد طالتْ به الطٌّولْ
-
-
-
عفا غيَر مرتادٍ ومرّ كسُرْ حوبٍ
-
-
-
-
- ومَنُخَفِض طامٍ تنَكَّر واضْمحَلّْ
-
-
-
تنطّح بالأطلالِ منه مجلجَل
-
-
-
-
- أحًمُّ إذا احمومَتْ سحائبه انْسجلْ
-
-
-
فأنبت فيه من غَشَنْضٍ وَغشْنضٍ
-
-
-
-
- ورونَقِ رَنْدٍ والَّصلَنْدَدِ والأََسلْ
-
-
-
وفيه القَطاَ والبومُ وابن حبَوْكَل
-
-
-
-
- وطيرُ القطاطى واليَلندَدُ والحَجَلْ
-
-
-
وَعُنثَلةُ والخَيُْوان وبَرْسَلُ
-
-
-
-
- وَفَْرخُ فريقُ والرَّفلَّةُ والرَّفلْ
-
-
-
وهامُ وهَمْهَامُ وطالِعُ أنجدٍ
-
-
-
-
- وَمُنْحبِكُ الرّوقْينِ في سيره مَيَلْ
-
-
-
فلماّ عرفْتُ الداَّر بَعْدَ توهّمىِ
-
-
-
-
- تَكفكَف دمعي فوقَ خَدَّىَّ وانْهَملْ
-
-
-
فقلت لها يا دار سلمى وما الذي
-
-
-
-
- تمتّعتِ لا بُدَّلتِ يا دارُ بالْبَدَلْ
-
-
-
لقد طالما أَضحيْتِ قَفْراً ومأْلفاً
-
-
-
-
- ومنتظراً للحَىّ مَنْ حَلّ أَو رَحَلْ
-
-
-
ومَأْوًى لأبكارٍ حسانٍ أوانٍس
-
-
-
-
- ورُبّ فتّى كالليثِ مشتهرِ بَطَلْ
-
-
-
لقد كنت أَسبى الغِيد أَمرد ناشئاً
-
-
-
-
- ويسبيننى منهنَّ بالدَّلَّ والمُقَلْ
-
-
-
ليالِىَ أسْبِى الغانياتِ بجُمَّةِ
-
-
-
-
- مُعَثْكلةٍ سوداء زيَّنها رَجَلْ
-
-
-
كأَنَّ قطيرَ البانِ فى عُكُناتِها
-
-
-
-
- على مُنْثَنًى والمنكبيْن على رَطَلْ
-
-
-
تعلّق قلبى طفلةً عربيَّةً
-
-
-
-
- تنعَّمُ فى الديباجِ والحَلْى والحُلَلْ
-
-
-
لها مقلةُ لو أَنهَّا نظرتْ بها
-
-
-
-
- إلى راهبٍ قد صامَ لِلهِ وابتَهَلْ
-
-
-
لأصبح مفتوناً معنّى بحبَّها
-
-
-
-
- كأن لم يصم لله يوماً ولم يُصَلّْ
-
-
-
ألاربَّ يومٍ قد لهوتُ بدَلَّها
-
-
-
-
- إذا ما أبوها ليلةً غاب أو غَفَلْ
-
-
-
فقالت لأترابٍ لها قد رميتهُ
-
-
-
-
- فكيف به إن مات أو كيف يُحتَْبلْ
-
-
-
أيخفى لنا إن كان في الليل دَفنُْه
-
-
-
-
- فَقُلْن وَهَلْ يَخْفَى الهلالُ إذا أَفَلْ
-
-
-
قتلتِ الفتى الكندِىَّ والشاعرَ الذَّى
-
-
-
-
- أقرّت له الشُّعَّارُ طرًّا فيا لَعَلّْ
-
-
-
لِمَهْ تقتلى المشهور والشاعر الذى
-
-
-
-
- يفلّق هامَات الرجال بلا وَجَلْ
-
-
-
كحلتِ له بسحر عينيك مُقلَةً
-
-
-
-
- وأسبلتِ فرعاً فاق مسكاً إذا انْسَبَلْ
-
-
-
ألا يابن غَيلان اقتلوا بابن خالِكُمْ
-
-
-
-
- وإلاَّ فما أنْتُمْ قبيلُ ولا خَوَلْ
-
-
-
قتيلُ بوادى الحبَّ من غير قاتلٍ
-
-
-
-
- ولا ميَّت يعَزِى نُهاكِ ولا زُملْ
-
-
-
فتلك التي هام الفؤاد بحبّها
-
-
-
-
- مهفهفةُ بيضاءُ دٌرّية القٌبَلْ
-
-
-
ولى ولها في الناس قولُ وُسمعةُ
-
-
-
-
- ولى ولها في كلّ ناحيةِ مَثَلْ
-
-
-
رداحُ صَمُوت الحِجل تمشى تحَيّراً
-
-
-
-
- وصرّاخة الحِجليْن يصرُخْنَ في زَجَلْ
-
-
-
غموضُ غضوض الحِجل لو أنها مشت
-
-
-
-
- به عند باب الَّسبْسَبيَن لَلاَنفصلْ
-
-
-
ألا لا ألا إلاَّ لآِلاء لابِثٍ
-
-
-
-
- ولا لا ألا إلاَّ لآِلاء من رَحَلْ
-
-
-
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم كمْ
-
-
-
-
- قطعتُ الفيافىِ والمَهامهِ لم أملّْ
-
-
-
وكاف وكفكافُ وكفّى بكفّها
-
-
-
-
- وكافُ كَفوف الوْدقِ من كفّها انْهَملْ
-
-
-
فلو لو ولَوْ لْو ثم لَوْ لَوْ ولَوْ لَوْ
-
-
-
-
- دنا دار سلمى كنتُ أوّلَ من وصلْ
-
-
-
وفى فى وفى فى ثم فى فى وفى فى
-
-
-
-
- وفى وجْنتَىْ سلمى أٌقّبل لم أمَلْ
-
-
-
وسَلْ سل وسَلْ سل ثم سل سل وسل سل
-
-
-
-
- وسلْ دارَ سلمى والربوعَ فكم أسلّْ
-
-
-
وشَصْنلْ وشصْنلْ ثم شصنلْ عَشصنَلٍ
-
-
-
-
- على حاجَبىْ سلمى يزينُ مع المٌقَلْ
-
-
-
حجازية العينْين مكّية الحشى
-
-
-
-
- عراقيّة الأطراف روميّة الكَفلْ
-
-
-
تِهاميّة الأبدانِ عبسيّة اللَّمى
-
-
-
-
- خزاعيةُ الأسنانِ دٌرَّية القُبَلْ
-
-
-
فقلتُ لها أيّ القبائل تُنسَبِى
-
-
-
-
- لعَّلَى بين الناِس في الشَّعر كَيْ أسَلْ
-
-
-
فقالت أنا كنديّة عربيّة
-
-
-
-
- فقلت لها حاشا وكلاّ وهل وبلْ
-
-
-
فقالت أنا روميّة عجميةُ
-
-
-
-
- فقلت لها وَرْخِيزْ بياخُوش مَنْ قٌزَل
-
-
-
ولا عبتُها الشّطْرَنْج خيلى تَرادفتْ
-
-
-
-
- وَرُخّى عليها دارَ بالشاهِ بالعَجَل
-
-
-
فقالت وما هذا شَطارةُ لاعبٍ
-
-
-
-
- ولكنَّ قتل النفس بالفيل هُو الأَجَلْ
-
-
-
فناصبتُها منصوبَ بالفيل عاجلاً
-
-
-
-
- من اثنين في تِسْعٍ بِسِرعٍ فلم أمَلّْ
-
-
-
وقد كان لعبى كلَّ دَْستٍ بقبلةٍ
-
-
-
-
- أقبّل ثغراً كالهلال إذا أفَلْ
-
-
-
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلةً
-
-
-
-
- وواحدةً أيضا وكنت على عَجَلْ
-
-
-
وعانقْتها حتى تقطّع عقدُها
-
-
-
-
- وحتى فصوص الطّوْق من جيدها انفصلْ
-
-
-
كأن فصوصَ الطوق لما تناثرتْ
-
-
-
-
- ضياءُ مصابيحٍ تطايرنَ عن شُعَلْ
-
-
-
وآخر قولى مثلُ ما قلت أوّلاً
-
-
-
-
- لمن طَللُ بين الجُدَيّة والجَبَلْ
-
-
-
يعلمني الحب ألا أحب
من الجوائز التي حصل عليها الشاعر محمود درويش جائزة لوتس اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا في الهند عام 1969م ودرع الثورة الفلسطينية من منظمة التحرير الفلسطينية عام 1981م وله العديد من القصائد في الحب منها القصيدة الآتية:[٢]
يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ وَأَنْ أفْتَحَ النَّافِذَهْ
عَلَى ضِفَّة الدَّرْبِ هَل تَسْتَطيعين أنْ تَخْرُجي مِنْ نداءِ الحَبَقْ
وَأَنْ تقسمِيني إلى اثْنَيْن أَنْتِ وَمَا يَتَبِقَّى مِنَ الأُغْنِيَهْ
وَحُبٌ هو الحُبُّ فِي كُلِّ حُبِّ أرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ
وَريحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُول إلَى أمِّهَا الرِّيحِ بَيْنَ السَّحَابَة والأوْدِيَهْ
أًلا تَسْتَطِيعينَ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ طَنينِ دَمي كَيْ أْهَدْهِدَ هَذَا الشَّبقْ
وكَيْ أُسْحَبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَق الوَرْدَةِ المُعْدِيهْ
وَحُبٌ هو الحُبُّ يَسْأًلُنِي كَيْفَ عَادَ النَّبِيذُ إلَى أْمِّه واحْتَرقْ
وَمَا أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ
يُعَلِّمُني الحُبِّ أن لاَ أُحِبَّ وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ
إذا ما كتمت الحب كان شرارة
محمود سامي البارودي هو شاعر مصري ولد عام 1838م في القاهرة، وتولى وزارة الحربية ثمّ رئاسة الوزراء باختيار الثوار له وتخرج من المدرسة المفروزة عام 1855م وتوفي البارودي في 12 ديسمبر 1904م ومن أشعاره في الحب:[٣]
إِذَا مَا كَتَمْتُ الْحُبَّ كَانَ شَرَارَةً
-
-
-
-
- وَإِنْ بُحْتُ بِالْكِتْمَانِ كَانَ مَلامَا
-
-
-
فَكَيْفَ احْتِيَالِي بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَشْكَلا
-
-
-
-
- عَلَيَّ فَصَارَا شِقْوَةً وَغَرَامَا
-
-
-
كلمات قطف سيفك بهجتها
أحلام مستغانمي كاتبة وروائية جزائرية حائزة على جائزة نجيب محفوظ لعام 1998م عن روايتها ذاكرة الجسد، ومن أقوالها في الحب إنّ لحظة حب تبرر عمراً كاملاً من الانتظار، ولها العديد من القصائد في الحب منها القصيدة الآتية:[٤]
رجل لم يدرِ كيف يردُّ
على قُبلة
تركها أحمر شفاهي
على مرآتـــه
فكتب بشفرة الحلاقــة
على قلبي
أُحبُّـــك
حتماً رحيلك مراوغة
على طاولات الكسل الصيفية
أنتظرك بفرحتي
كباقة لعبّاد الشمس
في مزهرية
لكن فراشة الوقت
على وشك أن تطير
لا تكن آخر الواصلين
أحدهم سيجيء
سيجيء ويذهب بي
بعد أن يخلع باب
انتظاري لك
خطاي لا بوصلة لها سواك
تُكرِّر الحماقات إيّـاهــــا
تنحرف بين صوبك
عائدة إلى جادة الخطأ
ما من عاشق تعلّم من أخطائه
كلمات مُدماة
قطف سيفك بهجتها
لن ترى حبرها الْمُراق
غافلة عن خنجرك
ينبهني الحبر حيناً
إلى طعنتك
سأضع شفاه رجل غيرك
ورقاً نشّافاً
يمتص نزيفي بعدك
كما نحن
تشظّى عشقنا الآسر
وانكسر إبريق
كنا تدفّقنا فيه
منسكبين أحدنا في الآخر
لا تدع جثمانك بيني وبينهم
كلُّ مَن صادفني
وقف يُصلِّي عليك صلاة الغائب
ما ظننتني
سأنفضح بموتك إلى هذا الحد
المراجع
- ↑ امرؤ القيس، “لمن طلل بين الجدية والجبل”، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-26.
- ↑ محمود درويش (2005)، كتاب الاعمال3 (الطبعة الاولى)، بيروت-لبنان: رياض الريس للكتب والنشر، صفحة 166، جزء الثالث.
- ↑ محمود سامى البارودي، ” إذا ما كتمت الحب كان شرارة”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-26.
- ↑ أحلام مستغانمي، “كلمات قطف سيفك بهجتها”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-26.