لم يبقَ شىء
لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا
-
-
-
- إلاّ بَقِيّة ُدَمْعٍ في مآقِينَا
-
-
كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ
-
-
-
- وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
-
-
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً
-
-
-
- لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
-
-
وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو
-
-
-
- مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
-
-
والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً
-
-
-
- لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا
-
-
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا
-
-
-
- شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
-
-
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ
-
-
-
- ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِين
-
-
لا تلم كفي
لا تلم كفي إذا السيف نبا
-
-
-
- صح منى العزم والدهر أبى
-
-
رب ساع مبصر فى سعيه
-
-
-
- أخطأ التوفيق فيما طلبا
-
-
مرحبا بالخطب يبلونى إذا
-
-
-
- كانت العلياء فيه السببا
-
-
عقنى الدهر ولولا أننى
-
-
-
- أوثر الحسنى عققت الأدبا
-
-
إيه يا دنيا اعبسى أو فابسمى
-
-
-
- ما أرى برقك إلا خلبا
-
-
أنا لولا أن لى من أمتى
-
-
-
- خاذلاً ما بت أشكو النوبا
-
-
أمة قد فت فى ساعدها
-
-
-
- بغضها الأهل و حب الغربا
-
-
تعشق الألقاب فى غير العلا
-
-
-
- وتُفدى بالنفوس الرتبا
-
-
وهي والأحداث تستهدفها
-
-
-
- تعشق اللهو وتهوى الطربا
-
-
لا تبالى لعب القوم بها
-
-
-
- أم بها صرف الليالى لعبا
-
-
ليتها تسمع منى قصةً
-
-
-
- ذات شجو وحديثاً عجباً
-
-
كنت أهوى فى زمانى غادة
-
-
-
- وهب الله لها ما وهبا
-
-
ذات وجه مزج الله به
-
-
-
- صفرة تنسى اليهود الذهبا
-
-
حملت لى ذات يوم نبأً
-
-
-
- لا رعاك الله يا ذاك النبا
-
-
و أتت تخطر والليل فتى
-
-
-
- وهلال الأفق فى الأفق حباً
-
-
ثم قالت لى بثغر باسم
-
-
-
- نظم الدرّ به والحببا
-
-
نبئونى برحيل عاجل
-
-
-
- لا أرى لى بعده منقلبا
-
-
ودعانى موطني أن أغتدى
-
-
-
- علنى أقضى له ما وجبا
-
-
نذبح الدب ونفري جلده
-
-
-
- أيظن الدب ألا يغلبا
-
-
قلت و الآلام تفرى مهجتى
-
-
-
- ويك ما تفعل فى الحرب الظبا
-
-
ما عهدناها لظبى مسرحا
-
-
-
- يبتغى ملهى به أو ملعباً
-
-
ليست الحرب نفوساً تشتهى
-
-
-
- بالتمنى أو عقولاً تستبى
-
-
أحسبت القد من عدتها
-
-
-
- أم حسبت اللحظ فيها كالشبا
-
-
فسلينى إننى مارستها و
-
-
-
- ركبت الهول فيها مركبا
-
-
و تقحمت الردى فى غارة
-
-
-
- أسدل النقع عليها هيدبا
-
-
قطبت ما بين عينيها لنا
-
-
-
- فرأينا الموت فيها قطبا
-
-
جال عزرائيل فى أنحائها
-
-
-
- تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى
-
-
فدعيها للذى يعرفها
-
-
-
- والزمى يا ظبية البان الخبا
-
-
فأجابتنى بصوت راعنى
-
-
-
- وأرتني الظبي ليثا أغلبا
-
-
إن قومى استعذبوا ورد الردى
-
-
-
- كيف تدعونىَ ألا أشربا
-
-
أنا يابانية لا أنثني
-
-
-
- عن مرادي أو أذوق العطبا
-
-
أنا إن لم أحسن الرمي ولم
-
-
-
- تستطع كفاي تقليب الظبا
-
-
أخدم الجرحى وأقضي حقهم و
-
-
-
- أواسى فى الوغي من نُكبا
-
-
هكذا الميكاد قد علمنا
-
-
-
- أن نرى الأوطان أماً وأبا
-
-
ملك يكفيك منه أنه
-
-
-
- أنهض الشرق فهز المغربا
-
-
و إذا مارسته ألفيته
-
-
-
- حُوّلا فى كل أمر قلبا
-
-
كان و التاج صغيرين معاً
-
-
-
- وجلال الملك فى مهد الصبا
-
-
فغدا هذا سماء للعلا
-
-
-
- وغداً ذلك فيها كوكبا
-
-
بعث الأمة من مرقدها
-
-
-
- ودعاها للعلا أن تدأبا
-
-
فسمت للمجد تبغى شأوه
-
-
-
- وقضت من كل شئ مأربا
-
-
رجعت لنفسي
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
-
-
-
- وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
-
-
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
-
-
-
- عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
-
-
وَلَدتُ ولما لم أجِدْ لعرائسي
-
-
-
- رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
-
-
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
-
-
-
- وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
-
-
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة
-
-
-
- وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
-
-
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
-
-
-
- فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
-
-
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
-
-
-
- ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
-
-
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
-
-
-
- أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
-
-
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
-
-
-
- وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
-
-
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
-
-
-
- فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
-
-
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
-
-
-
- يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
-
-
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
-
-
-
- بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
-
-
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِأَعْظُماً
-
-
-
- يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
-
-
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه
-
-
-
- لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
-
-
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ
-
-
-
- حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
-
-
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
-
-
-
- مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
-
-
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً
-
-
-
- فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
-
-
أَيهجُرنِي قومِي عفا الله عنهمُ
-
-
-
- إلى لغة لمْ تتّصلِ برواة ِ
-
-
سَرَتْ لُوثَة ُالافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
-
-
-
- لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
-
-
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً
-
-
-
- مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
-
-
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ
-
-
-
- بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
-
-
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى
-
-
-
- وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
-
-
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ
-
-
-
- مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ
-
-
يا سَيِّدي وإِمامي
يا سَيِّدي وإِمامي
-
-
-
- ويا أديبَ الزَّمانِ
-
-
قد عاقنِي سُوءُ حظِّي
-
-
-
- عنْ حفلة المهرجانِ
-
-
وكنتُ أوّلَ ساعٍ
-
-
-
- إلَى رِحابِ ابنِ هاني
-
-
لكنْ مرضتُ لنحْسِي
-
-
-
- في يومِ ذاكَ القرانِ
-
-
وقد كفاني عِقاباً
-
-
-
- ما كانَ من حِرماني
-
-
حُرِمتُ رُؤْيَة َشوقي
-
-
-
- ولَثمَ تلكَ البَنانِ
-
-
فاصفحْ فأنتَ خليقٌ
-
-
-
- بالصَّفحِ عن كلِّ جاني
-
-
وعِشْ لعرشِ المعانِي
-
-
-
- ودُمْ لتاجِ البيانِ
-
-
إنْ فَاتَني أنْ أُوَفِّي
-
-
-
- بالأّمسِ حقَّ التَّهانِي
-
-
فاقبلهُ منِّي قضاءً
-
-
-
- وكُن كَريمَ الجَنانِ
-
-
واللهُ يَقبَلُ مِنَّا الصَّـ
-
-
-
- صَّلاة َبعدَ الأوانِ
-
-