أشعار منوعة

أشعار العرب في الحكمة

أشعار العرب في الحكمة

مقالات ذات صلة

قصيدة علمتني الحياة

يقول أنور العطار:

علمتني الحـياةُ أنّ التأنّـي

شدّ مـا كـان غايةَ المُتَمَنِّي

فتزوّدتُ أيَّ زادٍ من الـصبر

وقـرَّبتُ حكمةَ الدهرِ مني

لستُ أختارُ أن أكونَ عجولاً

أدَعُ الغيبَ بين رجمٍ وظنِّ

قِسَمي لن تكون يوماً لغيري

فـلأعوّدْ نفسي نعيم التأنّي

عـلّمتني أنَّ الطـفولةَ ألـوانٌ

وأنّ الهوى على الدهرِ طفلُ

إنْ كتمتَ الهوى كتمتَ التباريحَ

وإن بُحتَ فالفضيحةُ شغلُ

أو أطعت الهوى أطعتَ الأضاليلَ

ودربُ الـهوى هوانٌ وذلُّ

حار في كُنههِ الأساةُ فـما ينجي

حـذارٌ وليسَ يَردعُ عذل

علّـمتني أنّ الوجودَ صـراعُ

لا يُجيدُ الصراعَ إلا شجاعُ

فتـقحَّمتُ غايتي غـير هيّابٍ

وللـنفسِ كـرّةٌ واندفاعُ

إنـمـا يحذرُ الـكفاحَ جبانٌ

ملءُ جنبيهِ رهـبةٌ وارتياع

والشّـجاعُ من دأبـهُ الحزمُ

ومَـنْ همُّهُ السُّرى والزماع.

قصيدة نحن والزمان

يقول فاروق جويدة:

وفي عينيك ألقيت الأماني

وقلت الآن أصفح عن زماني

قضيت العمر أبحث عنك حلما

رأيتك من سنين في كياني

تركت القلب عندك دون خوف

وأخشى أن يموت إذا أتاني

فإن سألوك يوما عن فؤادي

وكيف يعيش مذهول الأماني؟

فقولي إن حبك كان لحنا

كحلم لاح في ليل الزمان

عشقتك ذات يوم في ضياعي..

وفي عينيك أصفح عن زماني.

قصيدة العمر يوم

يقول فاروق جويدة:

العمر يوم سوف نقضيه معا

لا تتركيه يضيع في الأحزان

ما العمر يا دنياي إلا ساعة

وقد يكون العمر بضع ثواني

أترى يفيد الزهر بعد رحيله

حزن الربيع ولوعة الأغصان

فالعمر كالأزهار يوم عابر

هيا لنسكر من رحيق.. فاني.

قصيدة أضعت العمر في إصلاح حالك

يقول الشاعر الحسن الهبل:

أضعت العمر في إصلاح حالك

وما فكرت ويحك في مآلك

أراك أمنت أحداث الليالي

وقد صمدت لغدرك واغتيالك

وملت لزخرف الدنيا غرورا

وقد جاءت تسير إلى قتالك

وكم أتعبت بالآمال قلبا

تحمل ما يزيد على احتمالك

ولم يكن الذي أملت فيها

بأسرع من زوالك وانتقالك

فعش فيها خميص البطن واعمل

ليوم فيه تذهل عن عيالك

تجيء إليه منقادا ذليلا

ولا تدري يمينك من شمالك

إليها في شبابك ملت جهلا

فهلا ملت عنها في اكتهالك

فمهلا فهي عند الله أدنى

وأهون من تراب في نعالك

وإن جاءتك خاطبة فأعرض

وقل مهلا فما أنا من رجالك

إلي تزينين لتخدعيني

فما أبصرت أقبح من جمالك

أما لو كنت في الرمضاء ظلا

إذا ما ملت قط إلى ظلالك

صلي ما شئت هجراني فإني

رضيت الدهر هجرا من وصالك

فليس النبل من ثعل إذا ما

رمت يوما بأصمى من نبالك

حرامك للورى فيه عقاب

عليه والحساب على حلالك

وكن منها على حذر وإلا

هلكت فإنها أصل المهالك

فمن قد كان قبلك من بنيها

زوالهم يدل على زوالك

وكم شادوا الممالك والمباني

فأين ترى المباني والممالك

وأنت إذا عقلت على ارتحال

فخد في جمع زادك لارتحالك

ودع طرق الضلال لمبتغيها

فطرق الحق بينة المسالك

إلام وفيم ويحك ذا التصابي

وكم هذا التغابي في ضلالك

تنبه إن عمرك قد تقضى

فعد وعد نفسك في الهوالك

وعاتبها على التفريط وانظر

لأي طريقة أصبحت سالك

وقل لي ما الذي يوم التنادي

تجيب به المهيمن عن سؤالك

وماذا أنت قائله اعتذارا

إذا نشروا كتابك عن فعالك

فخف مولاك في الخلوات وأجأر

إليه بانتحابك وابتهالك

وراقب أمره في كل حال

يفرج في القيامة ضيق حالك

ولا تجنح إلى العصيان تدفع

إلى ليل من الأحزان حالك

وإن أمرا بليت به فصبرا

لعل الله يحدث بعد ذلك

فرب مصيبة مرت ومرت

عليك كأن ما مرت ببالك

وكم قد ثقفت منك الرزايا

وأحكمت الليالي من صقالك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى