محتويات
ضحك الربيع إلى بكى الديم
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
-
-
-
-
- وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
-
-
-
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً
-
-
-
-
- خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم
-
-
-
متلاحق الأطراف متسقٌ
-
-
-
-
- فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم
-
-
-
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها
-
-
-
-
- متأرّجُ الأسحار والعتم
-
-
-
تجد الوحوشُ به كفايتَها
-
-
-
-
- والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم
-
-
-
فظباؤه تضحى بمنتطَح
-
-
-
-
- وحمامُه تَضْحِي بمختصم
-
-
-
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ
-
-
-
-
- ياقوتُ تحت لآلئ تُؤم
-
-
-
طلٌّ يرقرقه على ورقٍ
-
-
-
-
- هاتيك أو خيلانُ غالية
-
-
-
وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه
-
-
-
-
- فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم
-
-
-
والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ
-
-
-
-
- هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم
-
-
-
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ
-
-
-
-
- صيف يكسعه لكالهرم
-
-
-
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى
-
-
-
-
- نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم
-
-
-
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة
-
-
-
-
- آلاء ذي الجبروت والعظم
-
-
-
تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها
-
-
-
-
- ليُرين كيف عجائبُ الحكم
-
-
-
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى
-
-
-
-
- وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ
-
-
-
أعجب بها شعلاً على فحم
-
-
-
-
- لم تشتعل في ذلك الفحم
-
-
-
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى
-
-
-
-
- ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم
-
-
-
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً
-
-
-
-
- نَهلت وعلّت من دموع دم
-
-
-
يا للشقائق إنها قِسَمٌ
-
-
-
-
- تُزهى بها الأبصارُ في القسم
-
-
-
ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً
-
-
-
-
- إلا تطوّل بارئِ النسم
-
-
-
دع اللوم إن اللوم عون النوائب
دعِ اللَّومَ إنّ اللَّومَ عونُ النوائِبِ
-
-
-
-
- ولا تتجاوز فيه حدَّ المُعاتِبِ
-
-
-
فما كلُّ من حطَّ الرحالَ بمخفِقٍ
-
-
-
-
- ولا كلُّ من شدَّ الرحال بكاسبِ
-
-
-
وفي السعي كَيْسٌ والنفوسُ نفائسٌ
-
-
-
-
- وليس بكَيْسٍ بيعُها بالرغائبِ
-
-
-
وما زال مأمولُ البقاء مُفضّلاً
-
-
-
-
- على المُلك والأرباحِ دون الحرائبِ
-
-
-
حضضتَ على حطبي لناري فلا تدعْ
-
-
-
-
- لك الخيرُ تحذيري شرورَ المَحاطبِ
-
-
-
وأنكرتَ إشفاقي وليس بمانعي
-
-
-
-
- طِلابي أن أبغي طلابَ المكاسبِ
-
-
-
ومن يلقَ ما لاقيتُ في كل مجتنىً
-
-
-
-
- من الشوك يزهدْ في الثمار الأَطايبِ
-
-
-
أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
-
-
-
-
- إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
-
-
-
فأصبحتُ في الإثراء أزهدَ زاهدٍ
-
-
-
-
- وإن كنت في الإثراء أرغبَ راغبِ
-
-
-
حريصاً جباناً أشتهي ثم أنتهي
-
-
-
-
- بلَحْظي جناب الرزق لحظَ المراقبِ
-
-
-
ومن راح ذا حرص وجبن فإنه
-
-
-
-
- فقير أتاه الفقر من كل جانبِ
-
-
-
يا خليلي تيمتني وحيد
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
-
-
-
-
- ففؤادي بها معنَّى عميدُ
-
-
-
غادة ٌ زانها من الغصن قدٌّ
-
-
-
-
- ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ
-
-
-
وزهاها من فرعها ومن الخديـ
-
-
-
-
- ن ذاك السواد والتوريد
-
-
-
أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ
-
-
-
-
- فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ
-
-
-
فَهْيَ برْدٌ بخدِّها وسلامٌ
-
-
-
-
- وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ
-
-
-
لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهْو ماءٌ
-
-
-
-
- وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ
-
-
-
ما لما تصطليه من وجنتَيْها
-
-
-
-
- غير تَرْشافِ رِيقِها تَبْريدُ
-
-
-
مثْلُ ذاك الرضابِ أطفأ ذاك ال
-
-
-
-
- وَجد لَوْلا الإباءُ والتَّصرِيدُ
-
-
-
وغَريرٍ بحسنها قال صِفْها
-
-
-
-
- قلت أمْران هَيِّنٌ وشديدُ
-
-
-
يسهل القول إنها أحسن الأشْ
-
-
-
-
- ياءِ طُرّاً ويعْسرُ التحديدُ
-
-
-
شمسُ دَجْنٍ كِلا المنيرَيْن من شم
-
-
-
-
- سٍ وبدْرٍ من نُورها يستفيدُ
-
-
-
تتجلَّى للناظرين إليها فشقى
-
-
-
-
- بحسنها وسعيد
-
-
-
ظبية تسكن القلوب وترعا
-
-
-
-
- ها، وقُمْرِيَّة ٌ لها تغريدُ
-
-
-
تتغنّى ، كأنها لاتغنّى من
-
-
-
-
- سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ
-
-
-
لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ
-
-
-
-
- لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ
-
-
-
من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع
-
-
-
-
- وسجوٍّ وما به تبليد
-
-
-
مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا
-
-
-
-
- فٍ كأنفاس عاشقيها مَديدُ
-
-
-
وأرقَّ الدلالُ والغُنْجُ منه
-
-
-
-
- وبَراهُ الشَّجا فكاد يبيدُ
-
-
-
فتراه يموت طَوْراً ويحيا
-
-
-
-
- مستلذٌّ بسيطُه والنشيد
-
-
-
فيه وَشْيٌ وفيه حَلْيٌ من النَّغْ
-
-
-
-
- مِ مَصوغٌ يختال فيه القصيدُ
-
-
-
طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه
-
-
-
-
- كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ
-
-
-
ثغبٌ ينقع الصدى وغناءٌ
-
-
-
-
- عنده يوجد السرورُ الفقيد
-
-
-
فلها الدَّهْرَ لاثِمٌ مُسْتَزيدٌ
-
-
-
-
- ولها الدهر سامع مُسْتَعيدُ
-
-
-
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي
-
-
-
-
- فجودا فقد أودى نظيركمُا عندي
-
-
-
بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى فيا عزَّة
-
-
-
-
- المهدى ويا حسرة المهدي
-
-
-
ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها
-
-
-
-
- من القومِ حَبّات القلوب على عَمدِ
-
-
-
توخَّى حِمَامُ الموت أوسطَ صبيتي
-
-
-
-
- فلله كيف اختار واسطة َ العقدِ
-
-
-
على حين شمتُ الخيرَ من لَمَحاتِهِ
-
-
-
-
- وآنستُ من أفعاله آية َ الرُّشدِ
-
-
-
طواهُ الرَّدى عنِّي فأضحى مَزَارهُ
-
-
-
-
- بعيداً على قُرب قريباً على بُعدِ
-
-
-
لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها
-
-
-
-
- وأخلفَتِ الآمالُ ماكان من وعدِ
-
-
-
لقد قلَّ بين المهد واللَّحد لبثُهُ
-
-
-
-
- فلم ينسَ عهد المهد إذ ضمَّ في اللَّحدِ
-
-
-
تنغَّصَ قَبلَ الرَّيِّ ماءُ حَياتهِ
-
-
-
-
- وفُجِّعَ منه بالعذوبة والبردِ
-
-
-
ألحَّ عليه النَّزفُ حتى أحالهُ
-
-
-
-
- إلى صُفرة الجاديِّ عن حمرة الوردِ
-
-
-
وظلَّ على الأيدي تساقط نَفْسْه
-
-
-
-
- ويذوِي كما يذوي القضيبُ من الرَّنْدِ
-
-
-
فَيالكِ من نفس تساقط أنفساً
-
-
-
-
- تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
-
-
-
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطرْ لهُ
-
-
-
-
- ولو أنَّهُ أقسى من الحجر الصَّلدِ
-
-
-
بودِّي أني كنتُ قُدمْتُ قبلهُ
-
-
-
-
- وأن المنايا دُونهُ صَمَدَتْ صَمدِي
-
-
-
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي
-
-
-
-
- وللرَّبِّ إمضاءُ المشيئة ِ لا العبدِ
-
-
-
وما سرني أن بعتُهُ بثوابه
-
-
-
-
- ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّة الخُلدِ
-
-
-
ولا بعتُهُ طَوعاً ولكن غُصِبته
-
-
-
-
- وليس على ظُلمِ الحوداث من معدِي
-
-
-
وإنّي وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
-
-
-
-
- لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نجدِ
-
-
-
وأولادنا مثلُ الجَوارح أيُّها
-
-
-
-
- فقدناه كان الفاجع البَيِّنَ الفقدِ
-
-
-
لكلٍّ مكانٌ لا يسُدُّ اختلالهُ
-
-
-
-
- مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جلدِ
-
-
-