أسهل لغة في العالم

'); }

اللغات

تُعرف اللغة بأنّها نظامٌ للرّموز الصوتيّة، أو هي أصوات يُعبّر بها كل قوم عن حاجاتهم وأغراضهم ومشاعرهم، وتختلف اللغات حول العالم في نشأتها وتطوّرها؛ فاللغة من أهمّ المُقوّمات في بناء الحضارات والثقافات وانتشارها حول العالم، في الوسيلة الرئيسيّة في تواصل الأمم والشعوب مع بعضها البعض.

تُعدّ اللغة من أهم مقوّمات نجاح الأمم وتطورها؛ فالتواصل بين أفراد الشعب لا يُمكن أنْ يتمّ إلا بوجود لغةٍ يُجيدها الجميع، فتُعبّر عن أفكارهم ومقاصدهم وتكون جسر الوصل بينهم.[١]

أهمية اللغة

أهمية اللغة تتعدّى كونها وسيلة اتصال بين الأفراد فقط بل هي أكبر وأشمل وأعم من ذلك بكثير، فهي تشبه الدرع الذي يحمي الفارس في المعركة لأنها تحمي ثقافة الدولة وحضارتها من الضياع والاندثار، فكلّما كانت اللغة متماسكةً وراقيةً وعدد المتحدثين بها أكبر ازدهرت ثقافة الأمم وانتشرت وبقيت متماسكة؛ فعلى سبيل المثال اللغة العربيّة والصينية من اللغات غير المهدّدة بالانقراض لأن عدد المتحدثين بها كبير جداً.[٢]

'); }

تُعدّ اللغة هي أداة التّواصل الرئيسيّة بين الأفراد والشعوب، وهي الضمان الأوّل والرئيسي لحفظ ونقل تراث وتاريخ الأمم المختلفة، وبواسطتها يُعبّر الإنسان عن آرائه وأفكاره وأحاسيسه ومشاعره تجاه المواقف المُختلفة التي يتعرّض لها في حياته، وهي الأداة الرئيسية في عملية التفكير التي يقوم بها الإنسان بشكلٍ كبير جداً في حياته اليومية نظراً لامتلاكه العقل الذي ميّزه الله به عن باقي مخلوقاته، ومن دون اللغة لا يستطيع الإنسان التّعبير عن حاجاته وأغراضه.

تُعدّ اللغة أيضاً الأداة الرئيسيّة للتعليم والتعلُم، وهي تُعطي انطباعاً خاصّاً عن تقدّم ورقيّ الحضارات والثقافات المختلفة؛ فإن كانت لغةُ أمةٍ ما قويّة ومتماسكة ومنتشرة بكثرة ولم تندثر فتكون حضارتها كلغتها قويّةً ومتماسكةً وغير قابلةٍ للاندثار عبر التاريخ.[٣]

أسهل لغة في العالم

قبل التحدّث عن أسهل لغةٍ في العالم يجب ذكر أنّ اللغات تَختلف في صعوبتها وسهولتها من شخصٍ لآخر، كما أنّ اللغةَ الأم وعدد المفردات المشتركة بين اللغتين وطريقة نطق الحروف تلعب دوراً أساسيّاً في تحديد مدى سهولةِ تعلم اللغة، فمثلاً أولئك الذين تكون لغتهم الأم هي العربيّة من السّهل عليهم تعلّم اللغات التركية، والعبرية، والفارسية، والأردية، والمالاوية، والأمهرية، والكنعانية، بينما يُعدّ تَعلّم هذه اللغات أمراً صعباً على أولئك الذين يتحدّثون الإنجليزيّة كلغةٍ أساسية، وفيما يلي قائمة باللغات السهلة لمن يتحدّثون الإنجليزية:

  • الأفريكانية: تعدّ اللغة الأفريكانية من اللغات المُتفرّعة عن اللغة الهولندية، وقد نشأت هذه اللغة في القرن السابع عشر، وهي لهجةٌ مشتقّة من اللغة الهولندية، ويعود أصل هذه اللغة إلى اللغات الهندية الأوروبية، وهي لغة رسميّة مُعترف بها في جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، ونامبيا، ويتحدّث بها أكثر من عشرة ملايين شخص.[٤]
  • الفرنسية: تَحتلّ اللغة الفرنسيّة عَرش ثاني أهمّ لغةٍ في العالم بعد الإنجليزية؛ هذا بسبب سهولتها وانتشارها في خمسٍ وعشرين دولة مختلفة، وتعدّ اللغة الفرنسيّة لغةً رسميّةً مُعتمدة من قبل الأمم المتحدة، وأيضاً هي لغة رسميّة مُعتمدة في اللجنة الأولمبية الدولية، وهي اللغة الأساسية في دول الاتحاد الإفريقي.[٥]
  • الإسبانية: تنتمي الإسبانية أيضاً إلى اللغات الهندوأوروبية، ويتكلّم بها أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، وهي من أكثر اللغات جمالاً وسهولةً في التعلّم والتعليم، وتعدّ الإسبانيّة اللغة الرسمية لأكثر من 20 دولة حول العالم، ومن أهمّ مميزات هذه اللغة هي تعدد اللهجات اللغوية وأكبر مثال على ذلك تعدّد اللهجات داخل مملكة إسبانيا نفسها!.[٦]
  • الهولندية: الهولنديّة إحدى اللغات واسعة الانتشار، كما أنّ العديد من اللغات الحالية تفرّعت منها مثل اللغة الإفريكانية.[٧]
  • النرويجية: من أسهل اللغات حول العالم، ويتحدّث بها أكثر من 4 ملايين شخص.[٧]
  • البُرتغالية: تُعدّ اللغة البرتغالية من اللغات واسعةِ الانتشار، ويتحدّث أكثر من 200 مليون شخص باللغة البرتغالية، وتعدّ البرتغال والبرازيل هما أكثر الدول في العالم تحدّثاً بها، وبالإضافة إلى أنغولا والرأس الأخضر وغينيا وموزمبيق.[٨]
  • السويدية: هي من اللغات الهندوأوروبية أيضاً، وتشترك مع اللغة الدنماركيّة والألمانية والنرويجية بالأصل والعائلة نفسها، ويتكلّم بها أكثر من 8 ملايين شخص منتشرين في السويد، وأوكرانيا، وإستونيا، وفنلندا.[٩]
  • الإيطالية: هي اللغة الرسميّة في إيطاليا إلى جانب الفرنسية أيضاً، والألمانية في المحافظات التي تقع قريبةً من النمسا، واللغة الإيطاليّة من أعرق اللغات وأغزرها ثقافةً وحضارةً، وخيرُ دليلٍ على ذلك حضارة وثقافة إيطاليا المُميّزة جداً والمشهورة في كلّ أنحاء العالم.[١٠]

اختلاف المعيار في تصنيف اللغات

إنّ المعيار في تصنيف سهولة أو صعوبة اللغة يختلف من وقتٍ لآخر ومن شخصٍ لآخر؛ وذلك لأنّ بعض اللغات تكون سهلةً عند متحدثي لغاتٍ مُعيّنة وصعبةً على غيرهم؛ فمثلاً الأشخاص الذين يتكلمون العربية يجدون سهولةً في تعلم اللغة العبريّة، واللغة التركية، واللغة الملاوية؛ لأنّ هناك عوامل مشتركة كثيرة بين هذه اللغات وروابط تاريخية تجمعها، وكذلك هو الحال لمن يتحدّث الإسبانية.

من يتحدّث الإسبانيّة مثلاً فإنّه يجد أنّ أسهل لغة هي الإيطاليّة أو الفرنسية على سبيل المثال؛ لذا من الصعب الحكم على سهولة لغة أو صعوبتها بالاعتماد على معيار واحد فقط، فلا يمكن مقارنة اللغة الصينيّة مع العربية من حيث الأحرف أو البلاغة لتحديد من الأصعب بينهما؛ فاللغة الصينيّة لا تحتوي على أحرف بل تحتوي على الملايين من الرموز عوضاً عنها، بالتالي أفضل معيار لمعرفة اللغة الأصعب والأسهل هو التاريخ المُشترك بين اللغة الأم واللغات الأخرى، وطبعاً كلّ هذا يُنسى بجانب الشغف وحبّ التعلّم حين تُصبح الصعوبة والسهولة أمراً واحداً.[١١]

المراجع

  1. د. أحمد الخاني (14-11-2016)، “تعريف اللغة”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  2. د.فرحـان السـليـم، “اللغة العربية ومكانتها بين اللغات”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  3. أ. وليد جابر (2002)، “مباديء نظرية عامة في التعليم اللغة ووظيفتها في حياة الفرد والجماعة”، المدرسة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2017. بتصرّف.
  4. ethnologue، “Afrikaans”، ethnologue، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  5. “الفرنكوفونية”، سفارة فرنسا في الدوحة، 09-02-2011، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  6. أفراح ملاعلي (19-01-2015)، “هل تعلم أن “الاسبانية” هي اللغة الرسمية لأكثر من 20 دولة؟”، CNN العربية، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عامر صالح (16-04-2014)، “ما هي أكثر لغات العالم صعوبة للتعلم؟”، الباحثون السوريون، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  8. د. عيسى بوقانون (14-05-2015)، “الإصلاح في بنية اللغة البرتغالية يثير مخاوف من تعقيد أساليب الكتابة ؟”، euronews، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  9. “Swedish”، ethnologue، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  10. “معلومات عن إيطاليا”، وزارة الخارجية السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
  11. فهد عامر الأحمدي (29-02-2012)، “أسهل لغة في العالم”، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016. بتصرّف.
Exit mobile version